الجمعة 2021/03/05

آخر تحديث: 11:12 (بيروت)

إدلب:النظام يرمّم حضوره بعد سحب ألوية إلى البادية

الجمعة 2021/03/05
إدلب:النظام يرمّم حضوره بعد سحب ألوية إلى البادية
© Getty
increase حجم الخط decrease
شهدت محاور الرويحة في جبهات جنوبي إدلب اشتباكات متقطعة بين قوات النظام وفصائل المعارضة السورية. وتبادل الطرفان القصف بالأسلحة الثقيلة في مختلف المحاور وخطوط التماس جنوب وشرقي إدلب وجبهات ريف حلب الغربي، في حين واصلت قوات النظام والمليشيات الموالية لها عمليات انتشارها بعد وصول تعزيزات عسكرية جديدة الى منطقة العمليات.

وبدأت التعزيزات العسكرية لقوات النظام بالوصول الى منطقة العمليات المقابلة للجبهات مع المعارضة في محيط إدلب منذ بداية آذار/مارس، وتمركز القسم الأكبر منها في مناطق جبل الزاوية وسهل الغاب الشمالي والمرتفعات الجبلية في ريف اللاذقية الشمالي. وتوجه قسم آخر من التعزيزات إلى ريف حلب الغربي ومنطقة معرة النعمان على الطريق الدولي إم-5 شرقي إدلب.

وقال مصدر عسكري في "الجبهة الوطنية للتحرير" ل"المدن"، إن التعزيزات العسكرية التي دفعت بها قوات النظام الى المنطقة مؤلفة من مئات العناصر التابعين للواءين 60 و67 في الفرقة 11 مدرعة. وانتشرت القوة الرئيسية من اللواء-67 في محور بلدة جوباس جنوب شرقي إدلب في المنطقة الواقعة الى الجنوب الغربي من سراقب، في حين توزعت بقية المجموعات التابعة للواء-60 بين منطقتي معرة النعمان شرقاً، وسهل الغاب شمال غربي حماة.

وأضاف المصدر أن بقية التعزيزات كانت من الفرقة 25 مهام خاصة (قوات النمر سابقاً)، وفي غالبها من مجموعات يوسف كنعان وفوج الهواشم، ومن الفرقة الثامنة التي كانت تتمركز في منطقة ريف حماة الشمالي. ونفذت التشكيلات عمليات انتشار في عدد من محاور القتال شرقي إدلب، وتمركزت القوة الأكبر في منطقة العمليات المركزية في معرة النعمان والقرى الواقعة الى الغرب من الطريق الدولي إم-5. وأشار المصدر إلى أن "التشكيلات الجديدة وصلت مع كامل عتادها الحربي من مدرعات ومركبات عسكرية".

وزار قائد الفرقة-11 مدرعة اللواء كمال الصارم جبهات جنوب شرقي إدلب أوائل آذار/مارس، وتفقد عمليات إعادة الانتشار والتموضع في النقاط الواقعة على خط التماس مع المعارضة في جبل الزاوية.

ويبدو أن جانباً من التعزيزات العسكرية الواصلة الى منطقة العمليات حول ادلب يهدف إلى ملء الفراغ الذي أحدثه انسحاب مجموعات كبيرة من "الفيلق الخامس" الروسي و"الحرس الجمهوري" من جبهات إدلب خلال الأسبوعين الماضيين، والتي توجهت الى مناطق البادية السورية ودير الزور شرقي سوريا، الأمر الذي دفع قادة في الفصائل المعارضة تواصلت معهم "المدن" الى التقليل من أهمية هذه التعزيزات من ناحية التحضير لهجوم عسكري أو جولة جديدة من المعارك. ورجحوا بأنها تأتي في إطار عمليات التبديل وإعادة الانتشار الاعتيادية.

وقال المحلل العسكري العقيد مصطفى بكور ل"المدن"، إن المعارضة رصدت "نشاطاً وتحركات ملحوظة لقوات النظام والميليشيات على محاور ريف إدلب لكن لا أعتقد بأنه يمكن أن يكون هنالك تحرك عسكري كبير قريباً، أو أنها تجهز لهجوم عسكري ما، مع العلم أن القصف على القرى والمدن القريبة من خطوط الرباط يتم بشكل يومي". وأضاف أن ما نشاهده في الأيام الأخيرة من تحركات عسكرية من قبل كافة الأطراف "لا يوحي بقرب بدء عمل عسكري خلال الأسابيع القادمة".

وحوّلت القوات الروسية منطقة العمليات في محيط إدلب منذ آذار/مارس 2020 إلى منطقة تدريب تضم معسكرات ضخمة وتخضع فيها المليشيات المدعومة من روسيا وحتى التشكيلات التابعة لجيش النظام إلى تدريبات على مختلف أصناف الأسلحة (رمي المدفعية والصواريخ والقتال القريب والليلي والقناصات وعمليات الرصد والاستطلاع واستخدام أنظمة الطيران المسير).

ويتركز العدد الأكبر من المعسكرات في منطقة معرة النعمان وأطرافها، ويتم بين الحين والآخر نقل وتبديل القوات المتمركزة بهدف اخضاعها للتدريبات والتي غالباً ما تستخدم الذخيرة الحية ضد مواقع المعارضة، وبالتالي فإن جزءاً من القصف والخروق اليومية هو في واقع الأمر جانب من التدريبات التي تجريها القوات الروسية.
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها