الخميس 2021/03/18

آخر تحديث: 12:09 (بيروت)

أكثرية في "فتح" وأقلية في "حماس"ترفض القائمة الانتخابية الموحدة؟

الخميس 2021/03/18
أكثرية في "فتح" وأقلية في "حماس"ترفض القائمة الانتخابية الموحدة؟
رسالة وصلت إلى "حماس" بعدم ترشيح شخصية في وجه محمود عباس (Getty)
increase حجم الخط decrease
أكد القيادي في حركة "حماس" حماد الرقب ل"المدن"، أن فكرة خوض حركته وجركة "فتح" إلى جانب فصائل اخرى، الانتخابات التشريعية المقررة بعد شهرين بقائمة مشتركة "موحدة" قد تمّ نقاشها في الاجتماع الفصائلي في القاهرة، الأربعاء.

وبحسب الرقب، فإن النقاش تمّ في اليوم الثاني للحوار الذي خصص لنقاش قانون الانتخابات الخاص بالمجلس الوطني وآليات تشكيله، موضحاً أن الفكرة أساسا طُرحت من قبل "فتح" ثم تعاملت معها "حماس" بجدية شريطة أن تكون قائمة شاملة للفصائل الأخرى والمستقلين أيضاً؛ كي لا تظهر وكأنها مُحاصصة بين الحركتين.

الرقب ظهر غير متحمس ل"المشتركة"، لكنه لم يستبعد أن يطرأ تقدم بشأن الفكرة، متوقعاً أن يتبين الأمر خلال الساعات القادمة، بانتظار عودة وفد حماس من القاهرة للوقوف على التفاصيل.

وأكد مصدر آخر من "حماس" أن موضوع "المشتركة" بات أكثر جدية مقارنة بما سبق، بغض النظر إن كانت سترى النور أم لا.

وأقرّت حماس بوجود إشكالية بشأن "المشتركة" وهو أنه لا يوجد "ترف الوقت" لنقاش تفاصيل الأسماء ومكونات القائمة وترتيب الأسماء وكذلك البرنامج السياسي. ما يعني أن حسمها يجب أن يكون في غضون أيام، لأن تسليم القوائم للجنة الانتخابات المركزية يبدأ السبت ولمدة عشرة أيام.

وكشف المصدر ل"المدن"، أن ثمة متغيراً مهماً قد حصل بشأن القائمة المشتركة ولم يُشر إليه إعلامياً، يتمثل بأن "الجبهة الشعبية" قد أبدت مرونة ورغبة بالانضمام إلى القائمة المشتركة. وهي خطوة من شأنها أن تُسوّق المقترح بشكل أكبر؛ كي لا تظهر وكأنها مجرد قائمة ل"فتح" و"حماس" مُطعّمة بفصائل مقربة. 

ويُقرّ المصدر بوجود أصوات من "حماس" رافضة ل"المشتركة"، وذلك لاختلاف برنامج الحركة عن ذلك الخاص بفتح، والحديث عن وثيقة الوفاق الوطني كبرنامج للقائمة الموحدة ليس كافياً.

بيد أن مصدراً سياسياً واسع الاطلاع كشف ل"المدن"، أن فكرة القائمة "الوطنية المشتركة" تُعارضها أكثرية "فتح" وأقلية في "حماس"، وهو ما يعني أن "حماس" بالعموم أكثر تناغماً معها مقارنة ب"فتح".

ويؤكد قيادي في فتح ل"المدن"، أن "المجلس الثوري كله يرفض هذه القائمة الموحّدة مع حماس"، وأنها لن تتحقق، وإلا ستحدث مشاكل وانقسامات في فتح انطلاقاً من "تناقض يتمثل بفصل ناصر القدوة من الحركة ثم التحالف مع حماس". وأضاف أن "حماس هي التي تريد القائمة المشتركة وتضغط باتجاهها".

بدوره، قال أمين سر المجلس الثوري لحركة فتح ماجد الفتياني ل"المدن"، إنه لا يستطيع التعليق على موضوع "المشتركة" دونما سماع "ما سيقال في اجتماع مركزية فتح الجمعة وما في جعبة رئيس وفد الحركة في حوارات القاهرة جبريل الرجوب".

وبينما نفى قيادي من فصيل بمنظمة التحرير أي نقاش ل"المشتركة" في حوار القاهرة، مستبعداً حصولها بسبب وجود انقسامات في "فتح".. أكد أمين عام لفصيل آخر شارك في لقاء القاهرة، ل"المدن"، أن مقترح "المشتركة" جدّي، لكن الموضوع في طور البحث. 

الواقع، أن موضوع "المشتركة" بدا وكأنه لُغز.. فهل يُبحث بشكل ثنائي في إطار ضيق بين الحركتين قبل إعلان ولادتها رسمياً خلال ايام او ساعات؟ لا سيما وأن أوساطاً سياسية تتحدث عن المشتركة بجدية منذ أشهر. كما أن القيادي المفصول من "فتح" محمد دحلان تحدث لقناة "العربية" عن وجود معلومات أكيدة لديه تشير إلى أن "فتح" و"حماس" ستخوضان الانتخابات بقائمة مشتركة.

أمين سر اللجنة المركزية اللواء جبريل الرجوب الذي نفى بلورة القائمة "المشتركة" حتى اللحظة لم يغلق الباب عندما قال إن حركة "فتح" تتطلع إلى بناء جبهة وطنية عريضة يشارك فيها الجميع، وإن الانتخابات لن تنجح في مراحلها الاولى ولا الأخيرة دونما توافق بين "حماس" و"فتح"، مشيراً إلى أن المركزية ستجتمع غداً، لتقرر شكل تحالفاتها المستقبلية.

مصدر سياسي عربي قال ل"المدن"، إن سر موافقة "حماس" و"فتح" على الانتخابات يعود إلى رسالة نقلها اللواء جبريل الرجوب قبل أشهر إلى نائب رئيس المكتب السياسي ل"حماس" صالح العاروري مفادها "السماح بحرية نشاط حماس في الضفة وعدم المساس بسلاح المقاومة في غزة.. مقابل خوض الانتخابات بقائمة مشتركة قد تحصد 70 مقعداً، ثم تدعم حماس رئاسة اللواء جبريل الرجوب للمجلس التشريعي الجديد، وأن تمتنع حماس عن تقديم مرشحها في انتخابات رئاسة السلطة الفلسطينية المقررة في تموز/يوليو، ما يعني دعم محمود عباس مرشحاً للرئاسة".

وبحسب المصدر، فإن الرجلين (الرجوب والعاروري) قد اتفقا على تفاصيل القائمة "المُوحّدة"، وآليات توزيع الاسماء وعددها ضمن نسبة (ثلاثة إلى اثنين). بينما يدور حديث عن توافق "حماس" داخلياً على أن يكون 60 في المئة من مرشحيها من قطاع غزة و20 في المئة من الضفة الغربية وال20 في المئة الآخرى من الأسرى في سجون الاحتلال.

في المقابل، أنجز القيادي المفصول من "فتح" محمد دحلان قائمة انتخابية تابعة لتياره، وقائمة أخرى لمستقلين بعضهم مقربون منه.. وقد عاد القيادي في تياره رشيد أبو شباك إلى غزة قبل أيام لهذه الغاية ويُتوقع قدوم سمير مشهراوي أيضاً، وذلك بعد مرور 14 عاماً على خروجهما من القطاع بسبب الانقسام الفلسطيني.

مع ذلك، يرى بعض المراقبين أن احتمالات "انفجار لغم" يمنع إجراء الانتخابات أو يؤجلها لا يزال أكبر من احتمالات إجرائها.
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها