الجمعة 2021/02/05

آخر تحديث: 12:04 (بيروت)

إدلب:تصعيد النظام..ضغط روسي على تركيا؟

الجمعة 2021/02/05
إدلب:تصعيد النظام..ضغط روسي على تركيا؟
© Getty
increase حجم الخط decrease
كثّفت قوات النظام والمليشيات الموالية لها من قصفها المدفعي والصاروخي على مواقع المعارضة السورية في جبهات إدلب شمال غربي سوريا. وشهدت منطقة العمليات التابعة للنظام جنوب وشرقي إدلب تحركات عسكرية وعمليات انتشار جديدة، وبدت التحركات البرية متناغمة إلى حد كبير مع التصعيد الجوي الذي بدأته المقاتلات الحربية الروسية قبل يومين، والذي استهدف مناطق مأهولة في عمق إدلب بعيداً عن منطقة العمليات.

وقصفت قوات النظام والمليشيات قرى منطقة جبل الزاوية بأكثر من 100 قذيفة مدفعية وصاروخية، واستهدف القصف قرى وبلدات مأهولة بالمدنيين، أهمها البارة والفطيرة، وغيرها من البلدات التي شهدت عودة جزئية للنازحين خلال الأشهر الثلاثة الماضية بعد أن أصبحت خروق وقف إطلاق النار محدودة وروتينية. وتوسعت عمليات القصف الى جبهات سهل الغاب وغربي حلب، وردت الفصائل المعارضة و"هيئة تحرير الشام" بقصف مواقع النظام في محيط معرة النعمان والجبهات الجنوبي.

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن 8 مقاتلين من فصيل "أنصار الحزب الإسلامي التركستاني" وهم من الجنسية السورية، سقطوا بعد استهداف قوات النظام حافلة تقلهم بصاروخ موجه على محور خربة الناقوس في سهل الغاب غربي حماة، بالإضافة إلى وجود 8 إصابات.

وأثارت التطورات الميدانية المتسارعة مخاوف المدنيين في إدلب ومحيطها من عودة العمليات العسكرية الى مناطقهم. وعزز من هذه المخاوف، بيان لفريق "منسقو الاستجابة في سوريا" حذّر من عودة العمليات العسكرية إلى إدلب. وذكر الفريق أن طائرات حربية روسية قصفت عدداً من المناطق في ريف إدلب الجنوبي، والتي تعتبر من أكثر المناطق المكتظة بالمدنيين عموماً والمخيمات بشكل خاص.

وقال نائب المسؤول السياسي في لواء السلام هشام سكيف ل"المدن": "جرت العادة أن تلجأ كل من روسيا وإيران إلى الميدان العسكري والتصعيد مع كل استعصاء في الملفات السياسية، وللآسف فإن الساحة السورية اصبحت صندوق بريد للرسائل الروسية والإيرانية الموجهة الى الإدارة الأميركية، وبالأخص أن الإدارة الجديدة تسلمت مهامها حديثاً".

وأعرب عن اعتقاده بأن الإدارة الأميركية ستعمل "على الحد من نفوذ روسيا في كل مكان وعلى رأسها سوريا". وأضاف سكيف أن "احتمالية شنّ عملية عسكرية محدودة لا تزال احتمالاً وارداً لكن الروس الآن يفضلون هذا النوع من الاختبارات ليقيسوا رد الفعل الأميركي ويتعرفوا على آليات تعاطي الادارة الجديدة مع الملفات المزمنة ومن المؤكد سوريا في القائمة".

من جهته، رأى الصحافي مضر مصطفى أن "التصعيد الجوي والبري لقوات النظام وحلفائها في إدلب كان مفاجئاً، لكن لا يمكن اعتباره مقدمة لعملية عسكرية يتداول أخبارها الناس في مناطق المعارضة". وأضاف ل"المدن"، أن "التصعيد الجوي والبري لقوات النظام والمليشيات الروسية والإيرانية في جبهات إدلب اعتيادي يسبق عادة اجتماعات ضامني مسار أستانة، كل طرف يريد أن يحقق مكاسب معينة خلال الجولة الجديدة من المفاوضات لذا يلجأ الى التصعيد العسكري في الميدان".

وقالت مصادر عسكرية في المعارضة ل"المدن"، إن "التصعيد العسكري تقف خلفه روسيا، وهو محاولة للضغط على تركيا من أجل التعجيل في افتتاح الطريق إم-4 وإنهاء تواجد التنظيمات السلفية، وفي الغالب ستشهد الجبهات المزيد من التصعيد حتى منتصف شباط/فبراير، موعد اجتماعات أستانة، ومن الممكن أن تشن الفصائل هجمات مضادة خلال هذه الفترة للرد على الخروق المتكررة، وردها يحمل بالضرورة رسائل للنظام وحلفائه ويعكس أيضاَ موقف المعارضة وجهوزيتها للرد على أي تصعيد بري أو محاولة تقدم".

وأضافت المصادر أن "التصعيد العسكري يشكل ضغطاً على الفصائل والجيش التركي قبل اجتماع أستانة، ويتزامن أيضاً مع استهداف متكرر للوجود العسكري التركي في إدلب، ويبدو أنه بالإمكان الربط بين ما يحصل في الجبهات وما يحصل داخل إدلب". وتابعت أن "للنظام وحلفائه مصلحة في توتير الأوضاع الداخلية وجعل النقاط والمواقع التركية في إدلب في خطر، وبالتالي يمكن أن يكون النظام ومن خلال عملائه هو المسؤول عن عدد من العمليات الأمنية والتفجيرات".
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها