الخميس 2021/02/25

آخر تحديث: 17:58 (بيروت)

مفاعل ديمونا النووي الإسرائيلي يخضع لعملية تجديد؟

الخميس 2021/02/25
مفاعل ديمونا النووي الإسرائيلي يخضع لعملية تجديد؟
© Associated Press
increase حجم الخط decrease
تشهد منشأة نووية إسرائيلية سرية في قلب برنامج الأسلحة النووية غير المعلن في اسرائيل ما يبدو أنه أكبر مشروع إنشائي لها منذ عقود، بحسب صور أقمار صناعية نشرتها وكالة "أسوشيتد برس" الأميركية.

وتُظهر الصور حفرة بحجم ملعب كرة قدم، ومن المحتمل أن يشير هذا العمق إلى بناء من طوابق متعددة يقع الآن على بعد أمتار من المفاعل القديم في مركز شمعون بيريز للأبحاث النووية في صحراء النقب، بالقرب من مدينة ديمونة. والمنشأة هي بالفعل موطن لمختبرات تحت الأرض عمرها عقود من الزمن تعيد معالجة قضبان المفاعل المستهلكة للحصول على البلوتونيوم المستخدم في صنع الأسلحة لبرنامج القنبلة النووية الإسرائيلي.

ولا يزال سبب البناء غير واضح. وفي ظل سياسة الغموض النووي التي تنتهجها إسرائيل، فهي لا تؤكد ولا تنفي امتلاك أسلحة ذرية. 

يأتي البناء في الوقت الذي تواصل فيه إسرائيل انتقادها اللاذع لبرنامج إيران النووي، الذي لا يزال تحت مراقبة مفتشي الأمم المتحدة على عكس برنامجها. وجدد ذلك الدعوات بين الخبراء لإسرائيل للإعلان عن تفاصيل برنامجها.

وبدأت إسرائيل في بناء الموقع النووي سراً في أواخر الخمسينيات من القرن الماضي، بمساعدة فرنسية، في صحراء خالية بالقرب من ديمونة، وهي مدينة تبعد 90 كيلومتراً جنوب القدس. وقد أخفت الغرض العسكري للموقع لسنوات عن الولايات المتحدة، الحليف الرئيسي لإسرائيل الآن، حتى أنها أشارت إليه على أنه مصنع نسيج.

مع وجود البلوتونيوم من ديمونة، يُعتقد على نطاق واسع أن إسرائيل أصبحت واحدة من تسع دول مسلحة نووياً في العالم. وبالنظر إلى السرية التي تحيط ببرنامجها، لا يزال من غير الواضح عدد الأسلحة التي تمتلكها. ويقدر محللون أن لدى إسرائيل المواد اللازمة لما لا يقل عن 80 قنبلة نووية. 

لعقود من الزمان، ظل تصميم منشأة ديمونا كما هو. ومع ذلك، أشارت اللجنة الدولية المعنية بالمواد الانشطارية في جامعة برينستون الأسبوع الماضي، إلى أنها شاهدت "بناء جديداً مهماً" في الموقع عبر صور الأقمار الصناعية المتاحة تجارياً، على الرغم من أنه يمكن تقديم القليل من التفاصيل.
مفاعل نووي إسرائيلي جديد
وتوفر صور الأقمار الصناعية التي التقطتها شركة "بلانيت لابس إنك"، بناء على طلب وكالة "أسوشيتد برس"، رؤية أوضح للنشاط حتى الآن. وإلى جنوب غرب المفاعل مباشرة، حفر العمال حفرة يبلغ طولها حوالي 150 متراً وعرضها 60 متراً. ويمكن رؤية مخلفات الحفر بجوار الموقع. ويوجد خندق بطول نحو 330 متراً يمتد بالقرب من الحفر.

وعلى بعد حوالي كيلومترين غرب المفاعل، توجد صناديق مكدسة في فتحتين مستطيلتين يبدو أن لهما قواعد خرسانية. ويمكن رؤية بقايا الحفر في مكان قريب. وغالباً ما تستخدم قواعد خرسانية مماثلة لدفن النفايات النووية.

وتشير صور أخرى من "بلانيت لابس إنك" إلى أن الحفر بالقرب من المفاعل بدأ في أوائل عام 2019 وتقدم ببطء منذ ذلك الحين.

ونقلت الوكالة عن أفنير كوهين، أستاذ دراسات منع الانتشار في معهد "ميدلبري" للدراسات الدولية في مونتيري، والذي كتب بشكل موسع عن ديمونة قوله: "أعتقد أن الحكومة الإسرائيلية مهتمة بالحفاظ على القدرات النووية الحالية للدولة والإبقاء عليها". وأضاف أنه "إذا كان مفاعل ديمونة يقترب بالفعل من التوقف عن العمل، كما أعتقد، فإن المرء يتوقع أن تتأكد إسرائيل من الاستبدال الكامل لوظائف معينة للمفاعل، والتي لا تزال لا غنى عنها".

لكن استراتيجية التعتيم الإسرائيلية تثير انتقادات المعارضين. وانتقد وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف العمل في ديمونة هذا الأسبوع، في الوقت الذي كانت إيران تستعد لتقييد وصول الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة وسط توترات مع الغرب بشأن الاتفاق النووي.

وقال ظريف لقناة "برس تي في" التلفزيونية الإيرانية الرسمية: "أي حديث عن القلق بشأن برنامج إيران النووي هو محض هراء. لنكن واضحين في هذا: إنه نفاق".
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها