السبت 2021/12/04

آخر تحديث: 18:58 (بيروت)

الحسكة:"قسد" تمارس التمييز بين العرب والاكراد بتوزيع المازوت

السبت 2021/12/04
الحسكة:"قسد" تمارس التمييز بين العرب والاكراد بتوزيع المازوت
الحاجة الى مازوت تتزايد في ظل شح بمصادر تدفئة بديلة مثل الكهرباء والحطب (غيتي)
increase حجم الخط decrease
لا يجد سكان المناطق والأحياء العربية في مدينة الحسكة سبباً لتأخر تزويدهم بمادة مازوت التدفئة بسعر مدعوم، سوى ما يرونه "عنصرية" يقولون ان "قوات سوريا الديموقراطية المعروفة بـ"قسد"، "تمارسها بحقهم".

وفي ظل انخفاض درجات الحرارة، يرى كثيرون أن حرمان الأحياء العربية من مازوت التدفئة، مقابل تزويد المناطق التي تقطنها غالبية كردية بكامل مستحقاتها السنوية (400 ليتر توزع على دفعتين) من هذه المادة، "يأتي ضمن سياسية التضييق الذي تمارسه قسد" في مناطق نفوذها على بعض القطنين هناك.

وحسب مصادر "المدن"، بدأت "قسد" بتسليم أهالي عامودا التي تقطنها غالبية كردية، الدفعة الثانية من مازوت التدفئة (400 ليتر بسعر 42 ألف ليرة سورية)، في الوقت الذي لم توزع فيه بعد الدفعة الأولى (200 ليتر) على أحياء الحسكة الخاضعة لسيطرتها، مثل حي غويران والعزيزية والكلاسة وغيرها من الأحياء التي تقطنها غالبية عربية.

ومنذ نحو شهرين، بدأت بالتوزيع بعد استكمال إحصاء العائلات المستفيدة، وتقول الناشطة راوية المحمد، وهي من سكان الحسكة، إن "قسد" تتعامل مع سكان الأحياء العربية بمناطق سيطرتها "باعتبارهم مواطنين من الدرجة الثانية".

وتضيف لـ"المدن"، أن قسد "أحكمت قبضتها على سوق المحروقات، بمنع أصحاب المحال من بيع المازوت، ما أدى إلى ارتفاع سعر الليتر إلى 800 ليرة سورية، بحيث لم يعد الأهالي في غالبيتهم العظمى يستطيعون شراء المازوت للتدفئة، وخصوصاً أن غالبيتهم من الشرائح التي تستفيد من الدعم".

وتشير محمد إلى حالة من الاستياء العارم تسود مناطق "قسد"، نتيجة عدم توفر مادة المازوت، وتأخير توزيعها على الأحياء العربية، رغم دخول فصل الشتاء، وانخفاض درجات الحرارة، لافتة إلى غياب وسائل التدفئة البديلة (الكهرباء أو الحطب).

وما يثير غضب الأهالي، حسب المحمد، أن "قسد تبيع المحروقات لكافة مناطق سوريا، في حين لا يستطيع أصحاب الحق تأمين كميات قليلة للتدفئة". 

كذلك تشير المحمد، إلى عدم توفر الجودة في المازوت التي توزعه قسد للتدفئة، إذ يتسبب بروائح كريهة أثناء اشتعاله، فضلاً عن المشاكل التي يسببها للمدافئ، وأخطار الحرائق المرتفعة، وتردف: "المازوت الجيد يتم بيعه لأصحاب المنشآت الزراعية، وبيعه إلى خارج المنطقة، بينما يذهب الرديء إلى التدفئة". 

من جانبه، يرجع الرئيس المشترك لهيئة الاقتصاد والزراعة في الإدارة الذاتية التابعة لـ"قسد"، سلمان بارودو، التأخر في توزيع مازوت التدفئة بسعر مدعوم إلى "الضغط الشديد على مادة المازوت والخلل في آلية التوزيع".

ويؤكد لـ"المدن"، أن الإدارة الذاتية ستبدأ اعتباراً من اليومين القادمين بتوزيع المازوت على كامل الأحياء والمناطق، وينهي بقوله: "المسألة مسألة وقت". 

لكن رئيس الهيئة السياسية في محافظة الحسكة، محمود الماضي، يتهم في حديثه لـ"المدن" قسد بالعنصرية، متسائلاً: "لماذا تسلّم سكان بعض الأحياء كامل مستحقاتهم من المازوت، في الوقت الذي لم يصل للأحياء العربية الدفعة الأولى بعد؟"

ويضيف الماضي، أنه في الوقت الذي تبيع فيه قسد المحروقات للنظام والمشاريع الزراعية الخاصة، وتهّرب كميات منه خارج سوريا، "تدعي أن سبب تأخر تسليم الأهالي هو زيادة الطلب على المادة"، ويبيّن أن "قسد التي تستولي على ثروة الحسكة ودير الزور تحرم الأهالي من أبسط حقوقهم في ثرواتهم، ولا تشاركهم بإدارتها والاستفادة منها، وحتى الفُتات لا تعطيه لهم". 

وفي آب/أغسطس الماضي، رفعت "قسد" أسعار المحروقات والغاز المنزلي، بعد تراجعها عن قرار أصدرته في وقت سابق برفع أسعارها والذي قوبل برفض شعبي واسع.
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها