الأحد 2021/12/12

آخر تحديث: 13:07 (بيروت)

نجاة مسلم الشيشاني من غارة روسية..الجولاني متهمٌ بالوشاية

الأحد 2021/12/12
نجاة مسلم الشيشاني من غارة روسية..الجولاني متهمٌ بالوشاية
increase حجم الخط decrease
نجا زعيم تنظيم "جنود الشام" مسلم الشيشاني من غارة جوية شنتها طائرة حربية روسية على مكان إقامته مع عائلته على أطراف قرية الجديدة التابعة لمنطقة جسر الشغور في ريف إدلب الغربي.

وتسبب القصف الروسي بمقتل ثلاثة أشخاص بينهم طفل وأصيب 13 شخص آخرين، بينهم نساء وأطفال كانوا في المكان المستهدف وفي محيطه القريب، فالموقع الذي طاولته الغارات الجوية هو مزرعة وفيها عدد من الأبنية السكنية التي تقيم فيها عائلة الشيشاني وعائلات قادة آخرين في تنظيمه.

وقالت مصادر سلفية متطابقة ل"المدن"، إن "القصف استهدف منازل سكنية في بستان زيتون تقيم فيها عائلات تنظيم جنود الشام، ومن بينها عائلة مسلم الشيشاني زعيم التنظيم، وقد تسبب القصف بإصابة ثلاثة من بناته وزوجته، ونجا مسلم الذي كان خارج المكان عند وقوع الضربة الجوية".

وأضافت المصادر "يبدو أن الاحداثيات التي كانت لدى القوات الروسية غير دقيقة، ولم تصب الغارات مكان تواجد العائلة بشكل مباشر ولهذا السبب لم تقتل العائلة، واستهدفت الغارات الجوية مباني في المزرعة ومن بينها مبنى يسكنه الحارس وعائلته، وقد قتل الحارس مصطفى علي الخضر وابنه الطفل محمد".

واتهم سلفيون منشقون ومناهضون لهيئة "تحرير الشام" زعيمها أبو محمد الجولاني بالوشاية على مسلم الشيشاني، وإرشاد القوات الروسية إلى مكان تواجده مع عائلته لكي يتم التخلص منه بعد أن فشل الجولاني في القضاء على تنظيمه بشكل كامل أثناء الحملة العسكرية على جبل التركمان بريف اللاذقية الشمالي قبل شهرين، وما سبقها من حملات أمنية وضغط على التنظيم في النصف الثاني من العام 2021.

وقال أبو يحيى الشامي العضو السابق في تحرير الشام على "تلغرام": "أولم تعلموا أن الطيران الروسي استهدف بيت مسلم الشيشاني بعد أن أخرجته هيئة تحرير الشام من رباطه في جبل التركمان، هل تستشعرون علاقة بين الأحداث". وقال القاضي السابق في "تحرير الشام" عصام الخطيب على "تلغرام": "من يعجز عنه الجولاني أو يشكل له إحراجاً يستهدفه التحالف أو الروس".

واتهم سلفيون آخرون بينهم السلفي المصري طلحة المسير زعيم "تحرير الشام" وعضو مجلس الشورى السلفي العراقي أبو ماريا القحطاني، بالتعامل مع أجهزة المخابرات العالمية بهدف التخلص من الشخصيات السلفية البارزة التي تؤرق سلطاتهم في إدلب.

وقال العضو السابق في تحرير الشام السلفي الكويتي علي العرجاني على "تلغرام": "حوادث استهداف النخب الجهادية من الطيران وبيان أن خلفها الجولاني تحدثت عنها من سنة 2017، واليوم هي أوضح من أن تكذب، الجولاني ومرقعته ليسوا بعملاء للمخابرات بل هم جنود للمخابرات، هذه حادثة لمثيلاتها من عشرات الذين تم استهدافهم".

ولم ترد تحرير الشام رسمياً على الاتهامات الموجهة ضدها، وتوكّل قادة ومنظرون تابعون لها مهمة الهجوم على جماعة السلفيين المناهضين، وقال أسامة العدني وهو أحد قادة تحرير الشام على "تلغرام": "بعض خصوم الهيئة لا تختلف أساليبهم عن أساليب حزب البعث في التعامل مع الأحداث إعلاميا، ولا عن إعلام البغدادي، بماذا يختلف أسلوب هؤلاء في الاستدلال عن أسلوب إعلام الممانعة المزعومة في اعتبار الثوار السوريين عملاء للكيان الصهيوني بسبب الهجمات الجوية على مواقع لهم طيلة سنوات الثورة".

وأضاف "وبماذا يختلف أسلوب هؤلاء عن أسلوب الدواعش في استدلالهم على صحة منهجهم واعتبار الثوار عملاء بموضوع قتالهم في نفس الوقت الذي يُستهدفون فيه من عشرات الدول، إنما يستغل الأعداء أمثال هؤلاء من أصحاب الأفهام المعوجة والأحقاد الشخصية والأزمات النفسية للترويج لما يريدونه من أفكار وإلصاق التهم بالمجاهدين".

وانتقل الشيشاني وتنظيمه "جنود الشام" من منطقة حبل التركمان إلى ريف إدلب الغربي أواخر تشرين الأول/أكتوبر بوساطة الحزب الإسلامي التركستاني، وذلك خلال الحملة العسكرية التي شنتها تحرير الشام ضد تنظيم "جند الله"، ومنذ ذلك الوقت توزع عناصر تنظيم الشيشاني، وعددهم يزيد عن 70 عنصراً على مساكن ومزارع تقع في منطقة نفوذ التركستان وبشكل خاص في منطقة جسر الشغور القريبة من الحدود السورية التركية شمال غربي إدلب.

وبرغم الحماية المفترضة التي أمنّها التركستان للشيشاني وجماعته في مناطق نفوذهم في ريف إدلب إلا أن مخاوفهم من الغدر بهم من قبل تحرير الشام بقيت مستمرة، وسبق لقادة في تحرير الشام أن طلبوا من جماعة الشيشاني مغادرة إدلب وسوريا بشكل كامل، وهو ما جعل قادة التنظيم يستشعرون الخطر، ويتخوفون من صفقة ما بين تحرير الشام وروسيا يتم بموجبها تسليمهم أو القضاء عليهم.
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها