الأحد 2021/11/07

آخر تحديث: 14:38 (بيروت)

موسكو تخترق العشائر لحماية دورياتها العسكرية شمال شرق سوريا

الأحد 2021/11/07
موسكو تخترق العشائر لحماية دورياتها العسكرية شمال شرق سوريا
increase حجم الخط decrease
ضمن مساعيها الهادفة إلى تعزيز تواجدها العسكري في شمال شرق سوريا، استقبلت روسيا وفداً من "جبهة السلام والحرية" المعارضة برئاسة رئيس الائتلاف السابق أحمد الجربا.

وقالت مصادر خاصة ل"المدن"، إن اجتماع وزير الخارجية الروسية سيرغي لافروف بوفد الجبهة، يتناغم مع التحركات الروسية العسكرية غير المسبوقة في منطقة شمال شرق سوريا التي ترقد على صفيح ساخن، على خلفية التهديدات التركية بشن عملية عسكرية ضد قسد.

وتمثل التطور الأهم بنشر روسيا مؤخراً وللمرة الأولى مقاتلات حربية في مطار القامشلي العسكري، وأعقبت تلك الخطوة قيام القوات الروسية في أواخر تشرين الأول/أكتوبر، بإجراء مناورات وتدريبات مشتركة مع قوات النظام بالطيران الحربي والمروحي في مناطق عديدة شمال وشرق سوريا، من بينها أرياف الرقة والحسكة بمحاذاة منطقة "نبع السلام".

وقبل ذلك، سيّرت الشرطة العسكرية الروسية في 21 تشرين الأول/ أكتوبر، دورية بالتنسيق مع قسد في ريف دير الزور الغربي، لكن سرعان ما عكّر الرفض العشائري لعبور الدورية نحو مناطقها الخاضعة لسيطرة قسد، صفو التحركات الروسية، وتحديداً فشلت الدورية بإتمام وجهتها بسبب الاحتجاجات والمظاهرات الشعبية العشائرية.

بديل للشيخ نواف البشير؟
وعلى هذا الأساس، بدأت روسيا بمحاولة البحث عن وسيط مع العشائر التي تشكل ثقلاً في مناطق قسد، بعد أن تبيّن لها "ضعف" الشخصيات العشائرية التي اعتمدت عليها في وقت سابق لتنفيذ هذه المهمة.

وفي هذا الجانب، كشفت تقارير إخبارية نشرتها مواقع موالية للنظام السوري عن اقتراح تقدمت به روسيا للجربا، للعب دور الوسيط الايجابي مع عشائر في دير الزور لضمان المرور الآمن للدوريات الروسية.

وذهب موقع "سناك سوري" إلى القول إن روسيا استبعدت شيخ عشيرة "البكارة" نواف البشير، بعد فشل تسيير الدوريات، وبدلاً منه أعادت الجربا إلى الواجهة، الذي يحظى بقبول بين العشائر في شمال شرق سوريا.

ونقلاً عن مصدر مقرب من الجربا، أكد الموقع أن الأخير قدّم بعض المطالب للجانب الروسي مقابل المساهمة في تسهيل مرور الدوريات، من بينها الحصول على ضمانات محددة.

وذكّر الموقع بتصريح الشيخ نواف الذي أكد فيه أن فشل تسيير الدوريات الروسية في ريف الدير الغربي يعود لغياب الضامن المحلي (العشائري) عن الاتفاق بين روسيا وقسد حول تسيير هذه الدوريات.

لكن المتحدث الرسمي باسم "مجلس القبائل والعشائر السورية" الشيخ مضر حماد الأسعد لفت إلى العلاقة القديمة التي تربط الجربا بموسكو، نافياً في الوقت ذاته أن يكون للجربا (عشيرة شمر) أي ثقل في منطقة دير الزور، مبيناً أن تواجد تيار الجربا في المنطقة يكاد لا يذكر، خلافاً للبشير الذي يمتلك قوة عسكرية مؤثرة.

وقال ل"المدن": "في العموم روسيا لا تبحث عن وسطاء وشركاء، وإنما عن عملاء، لأنها لو كانت تبحث عن شركاء، لأدى ذلك إلى إنجاز الحل السياسي". وأضاف "لا تعترف روسيا إلا بالنظام وشبيحة النظام".

اللجنة الدستورية حضرت
في المقابل، قال عضو مكتب العلاقات الخارجية في جبهة السلام والحرية واصف الزاب إن زيارة الجبهة لروسيا ليست الأولى، وتأتي ضمن مساعي الجبهة للتواصل مع كل الدول المؤثرة في الملف السوري، وخصوصاً روسيا والولايات المتحدة وتركيا والاتحاد الأوروبي والدول العربية.

وأضاف ل"المدن" أن الزيارة ركزت على ملف "اللجنة الدستورية"، وضمن هذا الإطار تهدف الجبهة إلى دفع العملية السياسية، نظراً للظروف الإنسانية الصعبة التي يعيشها غالبية السوريين، مشيراً كذلك إلى تطرق الزيارة للوضع بشكل مفصل في منطقة شرق الفرات، وخصوصاً أن مكونات الجبهة لها ثقل واضح في المنطقة هناك.

وبخصوص ارتباط الزيارة بحادثة عرقلة الدوريات الروسية في ريف دير الزور الغربي، أشار الزاب إلى أن الزيارة كانت مبرمجة قبل تسيير الدورية الروسية، مستدركاً: "لكن من المؤكد أن اللقاء ناقش هذا الجانب، والواضح أن هناك مخاوف شعبية من عودة النظام السوري، وجرت مناقشة ذلك".

وحسب الزاب، طرحت الجبهة وجهات نظرها للجانب الروسي، المهتم بالوضع في شرق الفرات. وقال: "بالنسبة للجبهة فإن الانتهاكات من جانب النظام وسلطات الأمر الواقع في المنطقة، غير مقبولة".

وثمة أهداف أخرى للزيارة، في مقدمتها، وفق حديث الكاتب والمحلل السياسي درويش خليفة ل"المدن"، سعي روسيا لإظهار الرفض الشعبي لأي عمل عسكري تركي في المنطقة، وخصوصاً أنه كان من بين أعضاء الوفد، رئيس "المجلس الوطني الكردي" سعود الملا، الذي لم يخف معارضته لأي خطوة عسكرية تركية.

وتضم "جبهة السلام والحرية"، التي تم الإعلان عنها في مدينة القامشلي في 29 تموز/يوليو 2020، كلاً من المجلس الوطني الكردي، والمنظمة الآشورية الديمقراطية، والمجلس العربي للجزيرة والفرات، وتيار الغد السوري.
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها