السبت 2021/11/06

آخر تحديث: 16:28 (بيروت)

ما خفي أعظم عن أسيري الموساد..بشرى للاسرى الفلسطنيين

السبت 2021/11/06
ما خفي أعظم عن أسيري الموساد..بشرى للاسرى الفلسطنيين
increase حجم الخط decrease
لم يكن الجديد في البرنامج التحقيقي "ما خفي أعظم" على قناة "الجزيرة"، يكمن في المقطع المصور، الذي قيل إنه لعنصرين تابعين ل "الموساد" الإسرائيلي تم أسرهما خارج الحدود؛ ذلك أنه نُشر على قناة "يوتيوب" قبل نحو عام، مِن قبل جهة مُختطفة تطلق على نفسها "حركة حرية".
لكنّ التطور اللافت، هو أن المقطع المصور يُنشر لأول مرة على قناة تلفزيونية وفي البرنامج الشهير "ما خفي أعظم"، الذي تحدث مساء الجمعة عن واقع الأسرى المؤلم في سجون إسرائيل، جراء ما يتعرضون له من تعذيب وقمع على يد قوات الإحتلال. وكأنّ نشر المقطع، جاء لإعطاء إشارة أمل لهؤلاء الأسرى.

وبعد بث حلقة "ما خفي أعظم" قال متحدث باسم رئيس الوزراء الإسرائيلي في تغريدة، إن "خبر خطف اثنين من ضباطنا كاذب واللذين ظهرا ليسا إسرائيليين".

ويُظهر المقطع المُسجّل "ضابطين في المخابرات الإسرائيلية" في غرفة مُعتمة مع إضاءة خافتة، حيث يطلبان المساعدة لوضعهما المُزري، بعد وقوعهما في الأسر على يد جهة مجهولة. والأسيران هما ديفيد بن روزي المُعرّف بأنه خبير بتروكيماويات، وديفيد بيري الموصوف برجل مهمات سرية في جمعية ال"عاد" الإستيطانية. وحسب المقطع، فإن إلقاء القبض عليهما تم في عمليتين مفصليتين، أثناء قيامها بمهمة أمنية سرية عابرة للحدود.

وحاولت "المدن"، منذ اللحظة الأولى لنشر المقطع على "يوتيوب" قبل نحو عام، أن ترصد أي تعليق أو ردود فعل إسرائيلية على مدار اثني عشر شهراً. لكن المستويات السياسية والأمنية والإعلامية في إسرائيل، بقيت صامتة حيال الموضوع. بيدَ أن طبيعة اللكنة العبرية على لسان المتحدثّين في المقطع، دفعت مصادر "المدن" إلى الترجيح بأن الشخصين اللذين ظهرا يعود أصلهما إلى منطقة القوقاز.

وكما درجت العادة، لم يصدر، أيضاً، أي تعليق رسمي إسرائيلي في الساعات الأخيرة حول حلقة "ما خفي أعظم". وأغلب الظن أن تل أبيب ستواصل الصمت في مثل هذه الحالة، بغض النظر عن صدقية المقطع المصور من عدمه.

وشكك محرر الشؤون الفلسطينية في صحيفة "يديعوت أحرونوت" اليور ليفي في صدقية المقطع قائلاً: "عندما تبث قناة الجزيرة مقطعاً مصوراً حول إسرائيليين مختطفين، عليها بذل الحد الأدنى من الجهد، وأن تحاول العثور على لاعبين يمكنهم قراءة نصف جملة بالعبرية دون لسان ثقيل. وشيء آخر، تم نشر المقطع على الإنترنت منذ أكثر من عام".

لكن ما كشفه مصدر أمني فلسطيني ل"المدن"، بدا مُعززاً لما نشرته قناة "الجزيرة"، حيث قال إن لديه معلومات حول أن واقعة اختفاء الإسرائيليين المذكورين حدثت قبل مدة من النشر على "يوتيوب"، لكنه لم يذكر مزيداً من التفاصيل حول الحيثيات، وما إذا كان موضوعهما قد أُنجز بصفقة أو تسوية ما؟

مصدر آخر، مقيم في أراضي 48، أكد ل"المدن"، أنّ أنباء ترددت في الأشهر الماضية، حول كشف عملاء للموساد في تركيا، وبعضهم كان يحمل بطاقات هوية مزورة. غير أنه لا يعلم إن كانت حكاية الإسرائيليين المعلن عن اختطافهما في المقطع المصور، تُشبه أسلوب القبض على عملاء "الموساد"، الذين كُشف أمرهم في الفترة الماضية. 

لكنّ المصدر رجّح أن من يتم اعتقالهم ليسوا بالضرورة أعضاء مُباشرين في "الموساد"، وإنما هم عملاء من جنسيات متعددة، تمت الإستعانة بهم من قبل المخابرات الإسرائيلية لتقديم خدمات محددة، ضمن مهمات أمنية سرية عابرة للحدود.

وتحدث المصدر عن احتمالٍ مفاده أن إعطاء معلومة لقناة الجزيرة حول صدقية المقطع كي تعيد بثه، يندرج في إطار محاولة لتحريك إعلامي ل"ملف مُبيّت أو مُجمّد" متعلق بأسرى إسرائيليين في الخارج، في إطار مفاوضات المَحاور في المنطقة. وهذا يُولّد سؤالاً هو: "هل الأسرى الإسرائيليون موجودين لدى إيران أو مقربين منها، في سياق حرب أمنية سرية تدور رحاها مع إسرائيل؟".

بدورها، بدت قيادات "حماس" التي تحدثت معها "المدن"، إما متحفظة أو متفاجئة مما نُشر في برنامج "ما خفي أعظم" بخصوص أسرى إسرائيليين في الخارج. وقال القياديان في "حماس" عاطف عدوان وحماد الرقب ل"المدن"، إنهما لا يملكان معلومات حول ما نشر. لكنّ عدوان اعتبر أنه في حال كانت واقعة أسر الإسرائيليين المذكورين قديمة، فإنّ مُن المستبعد أن يُؤثر على مفاوضات التبادل التي تخوضها "حماس"، برعاية مصرية، حول ما تمتلكه من أسرى في غزة.

وقال القيادي في "حماس" الشيخ حسن يوسف الذي تحرر من السجون الإسرائيلية قبل أربعة أشهر: "تابعنا أمس ما تابعه الكثيرون، فعلا، كان كشف عن أسر اثنين من ضباط المخابرات الإسرائيلية خارج حدود الوطن. وقبل شهرين، كان هناك تناقل للموضوع".

وأضاف الشيخ يوسف في حديث ل"المدن"، أن ما نشره "ما خفي أعظم" عبارة عن تأكيد، وهي رسالة أمل إلى الأسرى الذين يتعرضون للتنكيل في السجون الإسرائيلية، موضحاً أن فحوى الرسالة هو: "رغم عذاباتكم، هناك أمل، فتفاءلوا..يوجد أسرى إسرائيليون في غزة، وأيضاً في الخارج".

وبالرغم من عدم قدرة الشيخ يوسف على تأكيد أو نفي موثوقية مقطع "حركة حرية"، إلا أنه شدد على أنّ ما بثته "الجزيرة"، جاء بعد وصولها الى مرحلة من القناعة، بأن لديها معلومات شبه مؤكدة حول "محتجزين إسرائيليين لدى جهات تدعم المقاومة الفلسطينية، ويُراد أن يقال للأسرى الفلسطينيين: انتظروا صفقة". وختم بالقول: "نتمنى صفقة قريبة".
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها