الجمعة 2021/11/26

آخر تحديث: 17:08 (بيروت)

رسوم مسيئة للرسول بكتب مدرسية في حلب:ما مسؤولية تركيا؟

الجمعة 2021/11/26
رسوم مسيئة للرسول بكتب مدرسية في حلب:ما مسؤولية تركيا؟
increase حجم الخط decrease
ساد التوتر والغضب الشعبي في مناطق سيطرة المعارضة السورية في ريف حلب بعد انتشار صور لرسوم كرتونية مسيئة للرسول تضمنها منهاج كتاب السيرة النبوية، الذي وزع حديثاً على طلاب الصفين الأول والثاني الابتدائي في عدد من مدارس المنطقة.
وتم تداول الرسومات بكثافة على مواقع التواصل الاجتماعي، وهو ما أجّج الغضب في الأوساط الشعبية التي دعت عدداً من الفعاليات والهيئات التي تمثلها إلى الخروج في مظاهرات ووقفات احتجاجية، الجمعة، تطالب بمحاسبة المتورطين بالإساءة لمقام النبي محمد.

وأطلقت مجموعة من النشطاء حملة على وسائل التواصل الاجتماعي بعنوان "إلا رسول الله"، تندّد بسوء إدارة ملف التربية والتعليم في المنطقة وتحمل مسؤولية الفشل المفترض للجهات المسؤولة عن التعليم، كوزارة التربية في الحكومة المؤقتة والمجمعات التربوية التابعة للمجالس المحلية.

واستنكرت نقابة المعلمين الأحرار في بيانٍ، توزيع كتب تتضمن إساءة للرسول. وطالبت في بيان، بتغيير المنهاج الحالي، ووضع منهاج آخر من قبل لجان تربوية وتعليمية مختصة من أهل العلم ورجالات المعرفة، وتحت إشراف المجلس الإسلامي السوري.
ريف حلب احراق كتب تحتوي صور مسيئة للرسول
وتفاعلت المؤسسات الأمنية والعسكرية المعارضة مع التوتر والاستياء الشعبي  في جرابلس والباب وقباسين وغيرها، وقامت بجمع كتب السيرة النبوية التي تم توزيعها على الطلاب في المدارس ووضعت في عدد من الساحات العامة وتم إحراقها أمام الناس في محاولة لامتصاص الغضب.

من جهتها، نفت الحكومة المؤقتة في بيان، علمها بوجود كتاب السيرة في مدارس ريف حلب، وأكدت أن الأنباء التي تداولتها مواقع تواصل وناشطون عارية عن الصحة، وأن المناهج المعتمدة لديها هي من طباعة مؤسسة قطر الخيرية وممهورة بخاتمها.

وذكر البيان أن وزارة التربية في المؤقتة شكلت لجنة تحقيق للتأكد من صحة الادّعاءات المتداولة، كما أوعزت الوزارة لمؤسساتها في منطقة الباب للإسراع في عملية سحب الكتب من طلاب المدارس.

وقال وزير التربية والتعليم في الحكومة المؤقتة عبد الله عبد السلام ل"المدن"، إن "غضب السوريين في مناطق المعارضة مبرر، فالخطأ كبير بحق النبي الكريم محمد، وما حصل يخالف التعاليم الدينية وثقافة وعادات أهل البلد، وقد نفينا علاقتنا وعلمنا بالكتاب الذي تم توزيعه مؤخراً في مناطق ريف حلب الشمالي الشرقي، واتخذنا إجراءات فورية للتعامل مع الحادثة".

وأضاف عبد السلام أن "كتاب السيرة النبوية الذي أثار جدلاً واستياء بين الناس أشرف على تأليفه وطباعته مجموعة من المختصين والأكاديميين في العلوم الشرعية بالتعاون مع وزارة التربية التركية، وقد وقعوا كما يبدو في خطأ غير مقصود". وتابع: "ليس للحكومة المؤقتة أي دخل في الموضوع، ونؤكد أن التعليم في المنطقة تديره المجالس المحلية وليس للوزارة أي سلطة فعلية على مديريات التربية التابعة للمجالس، وهذا أحد أهم أسباب فشل إدارة الملف التعليمي في المنطقة المحررة، والذي يحتاج إلى إدارة مركزية ".

من جهته، قال مركز الاستشراف للدراسات والأبحاث، والذي يرأسه الدكتور عماد الدين الرشيد، أحد المسؤولين عن طباعة كتاب السيرة النبوية في بيان توضيحي، إن "المركز يُقدم اعتذاره للشعب السوري في المناطق المحررة، وذلك بسبب الخطأ غير المقصود الحاصل في أحد كتب مناهج السيرة النبوية، والذي جرى تأليفه بتكليف من وزارة التربية التركية".

وأضاف "إننا في المركز نؤكد عدم تقصدنا للخطأ غير المتعمّد الحاصل في كتاب السيرة؛ حيث أرسل إلى وزارة التربية التركية الملف غير المعتمد بصيغته النهائية، فقد جاءت الملاحظات والتصحيحات من الوزارة على بعض الصور، وبعد تصحيحها تم رفع الملف بصيغته القديمة خطأ إلى الوزارة من غير تصحيح، وبالتالي فإنّ وزارة التربية التركية ليس لها علاقة بهذا الخطأ".

وقال الباحث التربوي وعضو المكتب التنفيذي لتيار سوريا الجديدة، محمد أبو النصر ل"المدن" إنه "على المسؤولين عن ملف التعليم من سوريين وأتراك أن يدركوا أهمية مراعاة خصوصية المنطقة التي اجتمعت فيها أعداد كبيرة من السوريين، وفي غالبهم من المتدينين الملتزمين بالشريعة الإسلامية".

وأضاف أنه "في مثل هذه الملفات الحساسة يجب أن تعتمد تركيا في ادارتها للملف التعليمي على لجان من شخصيات معرفية وعلمية بارزة يقبلها الشعب السوري، والأولى أن يتم تفعيل دور وزارة التربية في الحكومة المؤقتة والتي تم تجميدها ولم يعد لها أي دور فعلي ولا أي سلطة أو تدخل في عمل المدارس". وقال: "حتماً لن تكون تركيا قادرة على إدارة الملف التعليمي من خلال مكاتب تنفيذية في المجالس المحلية ليس لها أي دور سوى التنفيذ الأوامر التي تصلها".
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها