الإثنين 2021/10/04

آخر تحديث: 13:20 (بيروت)

16 قيادياً من"حماس"في القاهرة:بُعدٌ تنظيمي داخلي..وآخر مصري

الإثنين 2021/10/04
16 قيادياً من"حماس"في القاهرة:بُعدٌ تنظيمي داخلي..وآخر مصري
نقاش قادة "حماس" في القاهرة يتناول ملفات متعددة (Getty)
increase حجم الخط decrease
بدت الشائعات حول إنجاز صفقة تبادل الأسرى تزامناً مع تواجد عدد كبير من قيادات حماس في القاهرة، ثم ردّ الحركة بنفيها، وكأنها في سياق الضغط الإعلامي والسياسي المبذول في هذه المرحلة لدفع حماس إلى تخفيض سقف شروطها لإتمام الصفقة.

وأكد القيادي في حركة "حماس" الشيخ حسن يوسف ل"المدن"، أنّ قدوم نحو 16 عضواً بمكتب الحركة السياسي مِن غزة والخارج إلى القاهرة، هو تجمع نادر تطلبته ملفات مهمة؛ لحاجتها المُلحّة إلى المعالجة. 

وبيّن يوسف أنه لا بد من تجمّع كل هذا العدد لأعضاء مكتب حماس السياسي برئاسة إسماعيل هنية، في نفس المكان والتوقيت، نظراً لتولي كل شخص منهم مسؤولية ملف واحد أو أكثر، سواء تعلق بتبادل الأسرى، أو التهدئة، أو إعادة الإعمار، أو المصالحة، وغيرها. 

لذا، يُقر الشيخ يوسف أن لهذا اللقاء دلالات كبيرة؛ نظراً لإتاحته الفرصة للنقاش الداخلي في حماس بشأن الملفات، في ظل طبيعة المرحلة الحالية على الصعيد السياسي والأمني والإقتصادي.. بموازاة بحث الملفات الأبرز مع المخابرات المصرية. وأضاف "تطلبت المستجدات هذا اللقاء حتى تُعالج الأمور بشكل حقيقي؛ لأنها قضايا ليست بسيطة".

القاهرة معبر أساسي
وبشأن الملفات التي يتم نقاشها مع مصر، أوضح الشيخ حسن يوسف أنّ القاهرة جزء أساسي في معالجة الملفات والوصول بها لمرحلة النضوج، خاصة في ظل تلكؤ الإحتلال الإسرائيلي في تنفيذ الإستحقاقات المطلوبة بعد الحرب الأخيرة. وتابع: "ما قامت به إسرائيل هي خطوات دون المقبول للمقاومة. ومن حق مليوني شخص في غزة العيش كبقية الشعوب".

وأكد يوسف، المقيم في رام الله، وجود نقاش جدي بموضوع صفقة التبادل، وأن النقاش الذي ترعاه مصر وتدعمه ألمانيا وقطر وتركيا، لم يتوقف، بل هو مستمر دوماً. وكشف أنه كلما حصل تقدم بالملف في بعض الأحيان، تتم العودة خطوات إلى الوراء؛ بفعل تعنت الإحتلال وعدم رغبته بدفع الثمن الذي تطالب به المقاومة، والمتمثل بإطلاق سراح الأسرى المحكومين بمددٍ عالية.

ورداً على سؤال بشأن الضغوط المصرية على حماس لتخفيض سقف مطالبها في صفقة التبادل، يجيب يوسف أن مصر وكل الأطراف معنية أن يكون هناك نتيجة ونضوج لإتفاق الأسرى، لكنه شدد على أن ثمة معايير عامة لأي صفقة، لا يمكن للمقاومة أن تتنازل عنها، خاصة وأن هناك أسرى ينتظرون الفرج وممنوع خذلانهم. ودعا الاحتلال إلى دفع الثمن المطلوب؛ لتكون صفقة يرضى عنها الشعب الفلسطيني.

وقال: "الاجتماعات بدأت اليوم، وعلى ضوء مدى الإستجابة الإسرائيلية، نأمل نتائج بصفقة تبادل وفك الحصار. نحن نعمل دوماً على معالجة الأمور مع مصر".

وأكد مصدر آخر من حماس، ل"المدن"، أنّ تواجد عدد كبير من قيادات "حماس" في القاهرة، مِن مختلف الساحات، له بُعدان؛ الأول: تنظيمي داخلي، باعتبار أن الإجتماع بمثابة الفرصة الأولى على هذا المستوى، بعد إتمام "حماس" انتخاباتها الداخلية مؤخراً.

وأما البعد الثاني للتجمع القيادي الحمساوي، فهو متعلق بنقاش ملفات مع مصر. وأوضح المصدر أن القاهرة أرادت مِن توقيت هذا الإجتماع القيادي الحمساوي أن تؤكد وكالتها الحصرية في الوساطة بالملف الفلسطيني.

تخفيض التوتر
وشدد المصدر على أن لقاءات المخابرات المصرية مع قيادة حماس مرتبط بخريطة تُرسم في المنطقة لتخفيض مستوى الحرائق، وهذا ينعكس على الملف الفلسطيني، بالمحصلة، حيث أن مصر بالإضافة إلى تأكيدها على دورها، ستقدم رؤيتها وخطتها لحماس بهذا الشأن.

وحول صفقة التبادل، أوضح المصدر المتابع للملف، أن الصفقة لا يتم نقاشها على هذا المستوى القيادي الواسع، مبيناً أن الصفقة تُدار ضمن فريق خاص ومحدد بالحركة. مع ذلك، رأى المصدر أن ملف التبادل سيكون على سلم الحديث بين المخابرات المصرية وقيادة حماس المتواجدة حالياً بالقاهرة.

وأكد أنه لا جديد نوعياً بمفاوضات التبادل، مشيراً إلى أن "المعركة التفاوضية" بين حماس وإسرائيل لا زالت على التفاصيل والثمن والمراحل والمعايير. وأضاف أنه لن تكون لملف التبادل أي انطلاقة حقيقية، إلا بمعرفة مصير الجنود الإسرائيليين الأسرى، وإلا فإن جزءاً كبيراً من المفاوضات الجارية حالياً هي "افتراضية".

وتابع المصدر: "بكل الأحوال، هناك مَن يحاول تقليل قيمة الأثمان..لكننا نؤكد أن حماس ليست في وضع مِن الضعف الذي يضطرها للذهاب إلى صفقة تبادل بأي ثمن. لدى الحركة نموذج مُتمثل بصفقة شاليط، ولا إمكانية لتجاوز هذا السقف أو النزول عنه".

وحول مسار الهدنة طويلة الأمد، قال المصدر إن حماس وإسرائيل سيبقيان في هذه المرحلة على وتيرة الهدنة القائمة، وأنّ أي تغييرات جوهرية فيها مرهون بإتمام صفقة التبادل.

أما إسرائيل، فقد شددت من خلال رسائلها لحماس، عبر الوسيط المصري، على رفض شروط الحركة لإتمام صفقة التبادل، والقاضي بإطلاق سراح 1111 من الأسرى الفلسطينيين ذوي الأحكام العالية وتصفهم ب"الملطخة أيديهم بدماء إسرائيليين". وتعتبر دولة الإحتلال أن الثمن الذي دفعته مقابل صفقة "شاليط"، كان خطأ لن يُعادَ مرة أخرى.

من جهته، عبّر مصدر مسؤول في السلطة الفلسطينية ل"المدن"، عن استيائها من مصر التي تناقش ملفات مع حماس في القاهرة، بمعزل عن السلطة. وكذلك، خروج وفد من رجال الأعمال من غزة إلى مصر، من دون تنسيق مصري مع السلطة.

وأوضح أن السلطة مستاءة من طريقة العمل المصرية، التي تقوم على الفصل بين الملفات الفلسطينية؛ بحيث تخصص القاهرة ملفاً معيناً للحديث به مع السلطة في رام الله، وآخر مع حماس.
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها