الأربعاء 2021/10/27

آخر تحديث: 13:29 (بيروت)

السودان:ضغط دولي يعيد حمدوك إلى مقر إقامته

الأربعاء 2021/10/27
السودان:ضغط دولي يعيد حمدوك إلى مقر إقامته
تواصل الاحتجاجات في المدن السودانية رفضاص للانقلاب (Getty)
increase حجم الخط decrease
قال مكتب رئيس الوزراء السوداني عبد الله حمدوك ليل الثلاثاء، إنه تمت إعادته مع زوجته إلى مقر إقامتهما في الخرطوم، وذلك عقب ضغوط دولية لإطلاق سراحه.

وقال المكتب أن حمدوك موجود "تحت حراسة مشددة" من قبل الجيش، مضيفاً أن "عدداً من الوزراء والقادة السياسيين لا يزالون قيد الاعتقال في أماكن مجهولة"، بعد اعتقال الجيش جميع القيادات المدنية في السودان وحل المؤسسات الاثنين.

من جانبها ذكرت وزارة الخارجية الأميركية أن الوزير أنتوني بلينكن تحدث إلى حمدوك، في وقت متأخر الثلاثاء، ورحب بإطلاق سراحه من الاحتجاز. وقالت في بيان، إن بلينكن عاود التأكيد على مطالبته القوات المسلحة السودانية بالإفراج عن جميع القادة المدنيين المعتقلين.

ودافع قائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان الثلاثاء، عن سيطرة القوات المسلحة على السلطة، قائلاً إنه أطاح حكومة حمدوك لتجنب حرب أهلية، معتبراً أن الجيش لم يكن أمامه سوى إبعاد السياسيين الذين يحرضون على القوات المسلحة.

وعقب المؤتمر الصحافي الذي عقده البرهان خرج المزيد من السودانيين للتنديد بالانقلاب، وأقفلت عدة طرق، في وقت انتشرت فيه قوات الدعم السريع والقوات المسلحة في الطرقات العامة وسط تراشق بين الجانبين.


واشتد الحصار الأمني على الخرطوم من كل الجهات الموصلة إليها من مدن بحري وأم درمان وشرق النيل، إذ تتمترس قوات الدعم السريع والجيش على الجسور لمنع وصول المحتجين والمتظاهرين إلى القيادة العامة.

وقالت وكالة الصحافة الفرنسية إن جميع المحال أغلقت أبوابها في العاصمة، باستثناء المخابز وبعض محال البقالة. وقطع متظاهرون في بعض أنحاء الخرطوم طرقاً وأحرقوا إطارات احتجاجاً، وحملوا الأعلام السودانية وهتفوا "لا لحكم العسكر" و"ثوار أحرار سنكمل المشوار"، بينما قطع الجيش جسوراً تربط الخرطوم بمناطق مجاورة مثل أم درمان وبحري.

وقال تجمع المهنيين السودانيين إن "قوات الانقلاب المسعورة تهاجم تجمعات المتظاهرين في مناطق متعددة من البلاد"، مضيفاً أن الهجمات "الانتقامية تبعت إطلاق سراح حمدوك، حيث أطلقت قوات الأمن الغاز المسيل للدموع باتجاه المتظاهرين الذين يقطعون طريقاً رئيسياً احتجاجاً على الانقلاب.

جاء ذلك فيما فشل مجلس الأمن الدولي في إصدار موقف موحد من الانقلاب العسكري في السودان بسبب تباين الأعضاء، فيما تواصلت الاحتجاجات في معظم المدن السودانية بعد سقوط المزيد من القتلى والجرجى في التحركات الشعبية.

ورغم توافق معظم دول مجلس الأمن على رفض الإنقلاب إلا أن نائب السفير الروسي في الأمم المتحدة ديمتري بوليانسكي اعتبر أنه "من الصعب وصف ما حدث في السودان بالانقلاب العسكري".

وأضاف "هناك تعريف معيَّن للانقلاب العسكري. هناك أوضاع مشابهة في الكثير من المناطق في العالم ولا تسمى بالانقلاب العسكري.. البعض يسميها تغيير حكم". وتابع: "علينا أن نرى، ولكن يجب أن يقرر الشعب السوداني بنفسه ما إذا كان هذا انقلاباً عسكرياً أو لا".

وقال: "هذه ليست مهمتنا كمجلس الأمن أن نطلق مسميات معينة على تلك الأحداث". ورأى أنه "يجب أن تناشد الأمم المتحدة جميع الأطراف بوقف العنف والعودة إلى الحوار"، مشدداً على أنّ "العنف من جميع الأطراف غير مقبول، ويجب أن يتوقف وهذه رسالتنا".

وبشأن ما إذا كان لديه تعليق على مهاجمة التحركات وسقوط قتلى وجرحى، قال: "بحسب علمي، فإنّ الهجمات تُشنّ كذلك من قبل المتظاهرين، وليس من قبل الجيش فقط. يجب أن يتوقف العنف من قبل جميع الأطراف. وبحسب ما يمكنني رؤيته، فإن هناك كذلك تظاهرات غير سلمية، وهناك دائماً تظاهرات يستخدم العنف فيها. ولذلك نطالب بوقف جميع أنواع العنف".

من جهتها، أدانت السفيرة البريطانية في الأمم المتحدة في نيويورك باربرا وودورد الانقلاب العسكري في السودان، وناشدت السطات العسكرية إطلاق سراح جميع المعتقلين، وعبّرت عن قلق بلادها إزاء الأنباء التي تشير إلى ضرب المتظاهرين، بمن فيهم النساء والفتيات.

وقالت قبل دخولها لحضور الاجتماع: "وضع شعب السودان حياته على المحك من أجل الديمقراطية قبل سنتين، ولا ينبغي له القيام بذلك مجدداً".

بدوره جدد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس إدانته بشدة للاستيلاء العسكري على السلطة بالقوة في السودان، وحثّ جميع الأطراف على ممارسة أقصى درجات ضبط النفس، مطالباً "بإطلاق سراح المعتقلين الذين اعتُقِلوا بشكل غير قانوني على الفور".

وأضاف غوتيريس "السودان حقق إنجازات مهمة، لا يمكن عكسها. وبالتالي، من الضروري إعادة جميع الترتيبات والمؤسسات الانتقالية على النحو المحدد في الوثيقة الدستورية. الشراكة المدنية العسكرية أمر بالغ الأهمية. ويجب إعادة تأسيسها على المستوى الذي قامت عليه".

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها