الثلاثاء 2021/10/26

آخر تحديث: 12:31 (بيروت)

ريف اللاذقية:الشيشاني يغادر..وتحرير الشام تنقض على من تبقّى

الثلاثاء 2021/10/26
ريف اللاذقية:الشيشاني يغادر..وتحرير الشام تنقض على من تبقّى
increase حجم الخط decrease
بات الطريق مفتوحاً أمام هيئة تحرير الشام للقضاء على آخر الجيوب التي تتحصن فيها التنظيمات السلفية المناهضة لها في مناطق غربي إدلب وريف اللاذقية الشمالي، بعد أن عقدت اتفاقاً مع تنظيم "جنود الشام" يقضي بخروجه من منطقة جبل التركمان وعموم مواقع انتشاره في المنطقة التي تستهدفها الحملة العسكرية.

وبموجب الاتفاق الذي رعاه الحزب الإسلامي التركستاني، خرج زعيم "جنود الشام" مسلم الشيشاني، ليل الاثنين/الثلاثاء، ومعه أكثر من 70 عنصراً من تنظيمه من جبل التركمان وجسر الشغور وعدد من مواقع انتشارهم في المناطق الجبلية الوعرة، ومعهم أسلحتهم ومركباتهم وعائلاتهم، ومن المفترض أن يؤمن التركستاني للشيشاني وتنظيمه مكاناً للإقامة في مناطق انتشاره في ريف إدلب.

وقال مصدر عسكري في تحرير الشام ل"المدن"، إن "الاتفاق تم مع مسلم الشيشاني ومجموعته بحضور الوسطاء، على أن يبتعدوا عن الجماعات المستهدفة بالحملة العسكرية، وأن يسلم الشيشاني المطلوبين في جماعته للقضاء".

وأضاف المصدر "بعد النجاح في تحييد جماعة الشيشاني، يتم الآن التحضير لعملية أمنية وعسكرية واسعة في ريف اللاذقية الشمالي ومناطق غربي إدلب ضد التنظيمات المارقة وجماعات التكفيريين، وأهمها تنظيم جند الله، فإن لم يستجيبوا للتحذيرات وامتنعوا عن تسليم أنفسهم فسيتم إخضاعهم بالقوة".

وقال المكتب الإعلامي في تحرير الشام في تصريح خاص ل"المدن"، إن "الحملة العسكرية موجهة ضد مجموعة مجرمة تسمى مجموعة أبو فاطمة". وأضاف "نوضح أن التوتر هو مع هذه المجاميع التي تأوي مطلوبين متورطة في قضايا أمنية، وتكفر العباد وتستبيح دماءهم وأموالهم ومن جرائمها غدر المرابطين على الجبهات".

مخطط الشيشاني
لم يركز ترويج تحرير الشام للمعركة على تنظيم مسلم الشيشاني، بل كان جلّ التركيز منصباً على تنظيم "جند الله"، ويبدو أن الشيشاني انخرط بشكل مقصود في الجبهة المضادة، واستبق الأحداث، وبدا مدركاً بأنه وعناصر تنظيمه سيكونون الهدف التالي للحملة بعد الجند، لذا حاول الشيشاني من خلال تسجيلاته الصوتية الإيحاء بأن الحملة الحالية ضد تنظيمه، وطلب بشكل غير مباشر تدخل التنظيمات والمهاجرين المقربين والتابعين لتحرير الشام لإنقاذهم، وقد فهم الحزب التركستاني رسائل الشيشاني بالفعل.

وبدخوله طرفاً ضد الحملة العسكرية لتحرير الشام، استطاع الشيشاني انتزاع اتفاق يضمن له ولجنوده الخروج من المنطقة بشكل سلس، وبكامل عتاده، مستغلاً رغبة تحرير الشام بالاستفراد بتنظيم "جنود الله" والشخصيات السلفية التي تعتقد تحرير الشام انها متحصنة في المنطقة الجبلية الوعرة من مطلوبين وسلفيين فارين من ملاحقتها.

حراس الدين
الحملة العسكرية الحالية تعني لتحرير الشام الكثير من ناحية انكشاف كامل المنطقة أمام جهازها الأمني والقضاء، والسيطرة على كل المعاقل التي من المفترض أنها شكلت ملاذاً آمناً للفارين والملاحقين من قبلها، وبشكل خاص ما تبقى من عناصر وقادة تنظيم "حراس الدين" المتوارين عن الأنظار، بالإضافة لخلايا تنظيم "داعش" التي ما زالت تنشط في المنطقة، وتعتقد تحرير الشام بوجودهم في المنطقة الجبلية في ريف اللاذقية الشمالي التي يتحصن فيها "جند الله".

وقالت مصادر عسكرية ل"المدن"، إن "الحملة العسكرية على التنظيمات السلفية المناهضة في المناطق المغلقة أمام جهازها الأمني كانت مفاجئة من حيث التوقيت، وربما حصلت تحرير الشام على معلومات حول سرية أنصار أبي بكر الصديق التي تستهدف الأرتال العسكرية التركية في إدلب، ويبدو أن المعلومات المفترضة قد حصلت عليها من المعتقل التابع للسرية الذي أعلنت عن إلقاء القبض عليه منتصف شهر تشرين الأول/أكتوبر".

وأضافت المصادر أن "تنظيم جند الله، أو كما يُعرف لدى تحرير الشام بجماعة أبو فاطمة التركي، قد يكون وراء التنسيق للهجمات والتفجيرات التي استهدفت الجيش التركي في إدلب، والتي بدأت منذ منتصف العام 2020، أو على الأقل يأوي التنظيم عناصر وقادة سرية أنصار أبي بكر التي تتبنى عادة العمليات ضد الأرتال التركية".

ويرى الباحث في الشأن السوري محمد السكري أن "تحرير الشام لم تعد تقبل بوجود مواقع ومناطق مغلقة أمام جهازها الأمني بعد اليوم، كما أن تحركها الأخير ينفع في التسويق لها دولياً ولدى تركيا، التي كان لها موقف أكثر صلابة ضد تهديدات النظام وحلفائه لإدلب".

ويضيف السكري ل"المدن"، أن "تحرير الشام تمتلك القوة الكافية لفرض هيمنتها على ما تبقى من مناهضين، والقضاء على آخر معاقل وجيوب التنظيمات والشخصيات السلفية التي تعتبرها جهات معادية ومنافسة". ويتابع: "لكن قد لا تفعل ذلك الآن، وتحاول مواصلة الاستثمار بها خلال الفترة القادمة".

ويوضح أن "تمدد تحرير الشام الى ريف اللاذقية الشمالي والمناطق التي يُعتبر نفوذها فيها قليلاً كمناطق غربي إدلب، يعني بالضرورة إمساكها بالملف العسكري كاملاً، وبالتالي دخولها كطرف في أي صفقة يعقدها الروس والأتراك، كالتنازل عن منطقة مقابل منطقة أخرى".
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها