الإثنين 2021/10/25

آخر تحديث: 18:45 (بيروت)

تحرير الشام تتكبد خسائر في حملتها على التنظيمات المناهضة

الإثنين 2021/10/25
تحرير الشام تتكبد خسائر في حملتها على التنظيمات المناهضة
increase حجم الخط decrease
بدأت هيئة تحرير الشام حملة عسكرية ضد عدد من التنظيمات والجماعات السلفية المستقلة والمناهضة لها في مناطق ريف إدلب الغربي ومنطقة المرتفعات الجبلية في ريف اللاذقية الشمالي.

وخسرت تحرير الشام عدداً من عناصرها ووقع آخرون في أسر التنظيمات خلال الاشتباكات التي تركزت داخل مدينة جسر الشغور، وفي عدد من القرى والمواقع في ريفها غربي إدلب، وفي منطقتي جبل التركمان والأكراد في ريف اللاذقية الشمالي.

وقالت مصادر عسكرية متطابقة ل"المدن"، إن "تحرير الشام استنفرت القسم الأكبر من وحدات جهازها الأمني الذي نشر المزيد من الحواجز الأمنية في محيط مناطق الاشتباك مع التنظيمات السلفية، وأرسلت مزيداً من التعزيزات التي ضمت أكثر من 500 عنصر تابعين لألوية عديدة، ودفعت بأنواع مختلفة من الآليات العسكرية، كالمدرعات محلية الصنع والرشاشات والمدفعية الخفيفة والمتوسطة لدعم خطوط الاشتباك".

وأضافت المصادر أن "تحرير الشام لم تكن تتوقع مقاومة كبيرة من خصومها في جسر الشغور وجبل التركمان، كما أن وقوع خسائر الكبيرة في صفوفها دفعها إلى دعم القوات المهاجمة بمجموعات إضافية من قوات النخبة ومجموعات مدربة على القتال في المناطق الوعرة، مثل مجموعات العصائب الحمراء، ومجموعات من سرايا القناصة".

وبدأت تحرير الشام الحشد والترويج للمعركة على عدد من التنظيمات والجماعات السلفية المناهضة لها منذ 20 تشرين الأول/أكتوبر، وكانت أكثر تركيزاً على تنظيم "جند الله" باعتباره التنظيم الأكثر تشدداً بين التنظيمات المستقلة عنها، ويتبنى عموم قادته وعناصره فكراً تكفيرياً، ويضم في صفوفه عناصر سابقين في تنظيم "داعش" بحسب اتهامات تحرير الشام.

تنظيم "جند الله" وتطلق عليهم تحرير الشام اسم "جند الخلافة"، أسسه الجهادي أبو فاطمة التركي في العام 2015 في إدلب. قُتل التركي قبل ثلاث سنوات تقريباً وتسلم زعامة التنظيم أبو حنيف الأذري، ونائبه أبو جابر الأذري، وتولى منصب الشرعي العام للتنظيم أبو الفداء الجزائري، وأبو عبد الرحمن الأذري مسؤولاً للتواصل، أما القائد العسكري العام فهو أبو خليل الأذري.

ويضم التنظيم في صفوفه عدداً قليلاً من العناصر السوريين، ويشكل الأذريون الغالبية وفي صفوفه عناصر من جنسيات أجنبية مختلفة. وقال القيادي في تحرير الشام أبو أسامة العدني على "تلغرام": "جلّ عناصر جند الله أذريون تكفيريين، وعددهم يتراوح من 130 إلى 150 عنصراً، هؤلاء يكفّرون جميع الناس في إدلب، من عوام ومجاهدين وفصائل، وبنظرهم جميع الناس الأصل فيهم الكفر".

وأشار العدني إلى أن "من يريد الانضمام إلى صفوف جند الله يجب عليه الدخول في دورة استتابة لمدة 6 أشهر، حتى يكون باستطاعته العمل في صفوفهم". وأضاف "بسبب معتقداتهم الضالة، وتكفيرهم للجميع واستحلالهم لأموالهم ودمائهم، فهم يعيشون على الاحتطاب والسرقة والقتل من الفصائل والعوام".

وتبرر تحرير الشام حملتها العسكرية على "جند الله" بأن مناطق انتشارهم باتت ملاذاً آمنا للمجرمين وخلايا داعش، وأن جميع الملاحقين أمنياً بجرائم أخلاقية وجنائية ومن الغلاة وغيرهم يقصدون مناطق نفوذهم ويحتمون بهم، وتعتبر تحرير الشام مناطق سيطرة "جند الله" في جبل التركمان بريف اللاذقية بؤرة للتكفيريين التي يجب تطهيرها.

وقال العدني إن "وجود هذه البؤرة يشكل خطراً أمنياً وعسكرياً على المنطقة المهددة عسكرياً، ومن يكفر جميع الموجودين في المحرر، لن يدافع عنهم بل سينسحب من أول طلقة". 

لكن المعارضة والسلفيين المناهضين لتحرير الشام يرون أن الحملة العسكرية على الجند وباقي التنظيمات في ريف اللاذقية، مقدمة لتسليم المنطقة للنظام وروسيا، مستذكرين حوادث مشابهة جرت خلال السنوات القليلة الماضية، ومثالها قضاء تحرير الشام على حركة نور الدين الزنكي في ريف حلب الغربي، والتي تبعها تقدم النظام من دون أي مقاومة من تحرير الشام بعد فترة قصيرة.

ورد تنظيم "جند الله" على اتهامات تحرير الشام في بيان قال فيه: "نحن جماعة جند الله مسلمون مجاهدون، لم نرتبط بالدول ولا نتبع لمن ارتبط بالدول، كل المسلمين إخواننا وكل المجاهدين رفقاء دربنا، قاتلنا معهم ورابطنا جنبهم تشهد علينا جبهات الرباط من التركمان حتى ريف حلب الغربي".

وأضاف "اليوم قامت تحرير الشام بالاعتداء علينا وجيشت بعض أتباعها حديثي السن وبدأت تكيل لنا التهم بالتكفير والاحتطاب، ونحن براء من تهمها وساحات الجهاد تشهد أمام الله لنا وتشهد عليهم".

وكانت تحرير الشام قد جهزت للحملة العسكرية الحالية من ناحية حشد الدعم لها في أوساط التنظيمات السلفية المقربة منها، والتي تضم أعداداً كبيرة من التشكيلات والشخصيات السلفية المهاجرة، والتي أصدرت بياناً تؤيد من خلاله حملة الهيئة.

وأبرز التنظيمات والشخصيات السلفية الموقعة على البيان، الحزب الإسلامي التركستاني وجماعة التوحيد والجهاد وعناصرها من الأوزبك، وجيش المهاجرين والأنصار وعناصره من القوقاز، وشام الإسلام وعناصرها من المغاربة، ومهاجري بلاد الحرمين الذي يطلقون على أنفسهم تجمع العطاء، وجماعة الطاجيك وحركة مهاجري أهل السنة في إيران وجماعة الألبان وجماعة المالديف وجماعة أبو خالد التركي وكتيبة عقبة بن فرقد.

وتحسست تنظيمات سلفية متعددة الخطر عندما بدأت تحرير الشام قبل أيام الحشد العسكري على جسر الشغور وريف اللاذقية الشمالي، وأدركت أن الحملة ستطالها أيضاَ، ومن بينها أنصار تنظيمي "أنصار الإسلام" و"عبد الله بن عمر" وتنظيم "جنود الشام" الذي يتزعمه مسلم الشيشاني الذي اصطدم مع تحرير الشام في حزيران/يونيو الماضي.

مخاوف مسلم الشيشاني وباقي التنظيمات كانت واقعية، وقد شملتهم حملة تحرير الشام بالفعل، ومن المفترض أن يحقق التحرك العسكري الحالي لتحرير الشام استكمال السيطرة على مناطق غرب إدلب وريف اللاذقية الشمالي، والقضاء على ما تبقى من التنظيمات والجماعات السلفية والجهادية الصغيرة. الحملة مدعومة بمبررات مختلفة عن الحملات السابقة، أهم مبررات تحرير الشام الحالية، هي أنها تقاتل الجماعات التكفيرية.
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها