السبت 2021/10/16

آخر تحديث: 12:43 (بيروت)

السوريون وأحزاب المعارضة التركية:هدنة مدفوعة بقلق أوروبي؟

السبت 2021/10/16
السوريون وأحزاب المعارضة التركية:هدنة مدفوعة بقلق أوروبي؟
increase حجم الخط decrease
تواصل مجموعة من النشطاء والإعلاميين السوريين عقد اللقاءات مع الأحزاب السياسية التركية المعارضة، وسط ظهور مؤشرات إلى دور أوروبي في تنظيم هذه اللقاءات، في ظل خشية دول أوروبية من تدفق المزيد من اللاجئين السوريين إلى أراضيها، جراء تصاعد الاحتقان الشعبي وتنامي الخطاب المعادي للاجئين في تركيا.

فبعد أيام من لقاء مندوبي أحزاب سياسية سورية معارضة ونشطاء وإعلاميين بزعيم حزب "الشعب الجمهوري" التركي المعارض كمال كليجدار أوغلو، عُقد في إسطنبول أيضاً، لقاء ثانٍ مع ممثلي الأحزاب السياسية التركية والمنظمات التركية، بحضور المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في تركيا.

ويبدو أن المنحى التصاعدي لخطاب الكراهية الذي ساد الشارع التركي الشعبي، دفع بالاتحاد الأوروبي إلى دعم تنظيم مثل هذه اللقاءات، وذلك بغية تهدئة مخاوف اللاجئين السوريين، وخصوصاً مع اقتراب الانتخابات البرلمانية والرئاسية التركية المقررة في العام 2023.

وفيما تحدثت مصادر عن تنسيق أوروبي لعقد اللقاءات بين الأحزاب التركية المعارضة والنشطاء السوريين، بدليل حضور نائبة مدير مكتب المفوضية السامية لشؤون اللاجئين في تركيا إيباك ميسجي أوغلو. نفى أكثر من عضو من المجموعة المشاركة في تلك اللقاءات. 

وقال الناشط الحقوقي السوري والمنسق للقاءات طه الغازي إنه "لا وجود لأي دعم أوروبي لهذه اللقاءات، واللقاءات كانت مطروحة منذ أكثر من عامين، لكن ما أخر عقدها حتى الآن الظروف التي فرضتها جائحة كورونا".

وأضاف ل"المدن"، أن كل ما يتم تداوله عن دعم أوروبي، ليس دقيقاً، "فكرة الانفتاح على الأحزاب السياسية التركية، ليست وليدة اليوم، والمشروع غير ممول أبداً، وقد يكون الغرض من إشاعة هذه الأنباء هو نزع الاستقلالية عن التوجه الجديد".

وقال الغازي إن "تمويل المشروع يعني عدم استقلاليته، والغاية الأساسية إظهار الجانب الإنساني للاجئين السوريين في تركيا"، مستدركاً: "لسنا ضد التنسيق مع الاتحاد الأوروبي، لكن حتى الآن لم يحصل ذلك".

بدوره، أكد الصحافي السوري زكي الدروبي عدم تلقي المجموعة المشاركة في اللقاءات تمويلاً من الاتحاد الأوروبي أو من جهة ثانية. وأضاف ل"المدن"، "لا معلومات لدينا إن كان هناك تنسيق أوروبي مع الطرف المقابل، أي الأحزاب السياسية التركية المعارضة".

وحسب طه الغازي، تناول اللقاء الأخير حيثيات اللقاء بالسيد كليجدار أوغلو، إلى جانب تقديم مقترحات عديدة، حول ضرورة تأمين بيئة اجتماعية آمنة للاجئين السوريين.

مصادر أخرى شككت بأهداف أحزاب المعارضة التركية من اللقاءات هذه، مؤكدة أن اللقاء بالسوريين لا يعني تبديل الخطاب المعادي للاجئين الذي تتبناه هذه الأحزاب لغايات متعلقة بالانتخابات واستقطاب الشارع التركي.

ومؤخراً، زادت الأحزاب السياسية التركية من استخدام القضية الإنسانية للاجئين في تركيا، في الصراع السياسي مع حزب "العدالة والتنمية" الحاكم، وهو ما زاد من مخاوف اللاجئين السوريين، وخصوصاً في حال خسارة "العدالة والتنمية" للانتخابات.

والحال كذلك، يعتقد طيف واسع من السوريين، أنه من الضروري تفعيل قنوات الحوار مع كل الأحزاب السياسية التركية، وعدم اقتصارها على الحكومة الحالية ممثلة ب"العدالة والتنمية".

وحول ذلك، يؤكد الغازي أن اللقاءات مع الأحزاب السياسية التركية مستمرة. ويقول: "الواجب تحييد قضية اللاجئين السوريين في تركيا عن الصراعات و النزاعات بين التيارات و الأحزاب السياسية ، و عدم استخدام السوريين كورقة انتخابية بين الحين و الآخر من قبل تلك الأحزاب".

الحوادث "العنصرية" المتكررة تجاه اللاجئين السوريين في تركيا الذين يقارب عددهم ال4
ملايين، تزيد من الشعور بعدم الاستقرار، مما يضطرهم إلى محاولة البحث عن ملجأ بديل، في ظل غياب بوادر للحل القريب في سوريا.
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها