السبت 2021/01/23

آخر تحديث: 22:31 (بيروت)

روسيا:احتجاجات في طول البلاد تطالب بالإفراج عن نافالني

السبت 2021/01/23
روسيا:احتجاجات في طول البلاد تطالب بالإفراج عن نافالني
© Getty
increase حجم الخط decrease
اندلعت احتجاجات في أكثر من 60 مدينة روسية السبت، للمطالبة بالإفراج عن زعيم المعارضة أليكسي نافالني، أبرز خصوم الكرملين، الذي اعتُقل لدى عودته إلى روسيا بعد رحلة علاج قضاها في ألمانيا.
روسيا: اجتجاجات للمطالبة بالإفراج عن نافالني
وألقت الشرطة الروسية القبض على أكثر من ألفين متظاهر، نزل بعضهم إلى الشوارع في درجات حرارة شديدة البرودة تصل إلى 50 درجة مئوية تحت الصفر. وقالت السلطات الروسية إن الاحتجاجات غير قانونية، لأنها لم تحصل على التراخيص اللازمة.

وفي موسكو، تجمع آلاف المتظاهرين في ساحة بوشكين في وسط المدينة، حيث اندلعت اشتباكات بين المحتجين والشرطة، واقتاد ضباط مكافحة الشغب عدداً من المتظاهرين إلى حافلات الشرطة وشاحنات الاحتجاز. وكانت زوجة نافالني، يوليا، من بين المعتقلين. وتحولت الاحتجاجات إلى أعمال عنف بين شرطة تستخدم الهراوات ومتظاهرين يرشقونها بكرات الثلج.

امتدت الاحتجاجات عبر الأراضي الروسية الشاسعة، من مدينة يوغنو-ساخالينسك الواقعة شمال اليابان ومدينة ياكوتسك في شرق سيبيريا، حيث انخفضت درجات الحرارة إلى 50 درجة مئوية تحت الصفر، إلى المدن الأوروبية الأكثر اكتظاظاً بالسكان في روسيا.

وأظهر النطاق الواسع للاحتجاجات كيف نجح نافالني وحملته لمكافحة الفساد، في بناء شبكة واسعة من الدعم على الرغم من القمع الحكومي الرسمي وتجاهل وسائل الإعلام الحكومية لتلك الاحتجاجات بشكل روتيني.
روسيا: اجتجاجات للمطالبة بالإفراج عن نافالني
وقالت مجموعة "أو في دي إنفو" التي تراقب الاعتقالات السياسية، إن 795 شخصاً على الأقل اعتُقلوا في موسكو، السبت، كما اعتُقل أكثر من 300 متظاهر في مظاهرة كبيرة أخرى في سان بطرسبرغ. وبلغ إجمالي عدد المتظاهرين الذين اعتقلوا حتى وقت متأخر بعد الظهر في نحو 90 مدينة روسية ما يقرب من 2131 شخصا.

كما اعتقلت شرطة موسكو الخميس، ثلاثة من كبار مساعدي نافالني، وسجن اثنان منهم في وقت لاحق لفترات من تسعة إلى عشرة أيام. 

واستوضحت الناطقة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا من السفارة الأميركية في موسكو، سبب قيامها بنشر خرائط لتحركات المحتجين في المدن الروسية عشية انطلاق التظاهرات. وتساءلت في تصريحات صحافية، عما إذا كانت هذه الخطوة هي عبارة عن تعليمات تقدم للمحتجين من قبل السفارة، وهي معطيات لم يفصح عنها حتى منظمو الاحتجاجات، بحسب قولها.

وقالت زاخاروفا إنه لو قامت السفارة الروسية في واشنطن -على سبيل المثال- بنشر خرائط لتحركات المحتجين الأميركيين باتجاه مبنى الكابيتول (الكونغرس)، لتسبب ذلك بهستيريا أميركية معادية لروسيا.

من جهتها، أدانت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وبريطانيا ما وصفته ب"حملة منظمة" لقمع حرية التعبير في روسيا. وقالت المتحدثة باسم السفارة الأميركية في موسكو إن "السلطات الروسية تعتقل المتظاهرين السلميين والصحافيين. حملة منسقة لقمع حرية التعبير والتجمع السلمي". وأضافت المتحدثة: "يستمر هذا لسنوات من تشديد روسيا للقيود والإجراءات القمعية ضد المجتمع المدني ووسائل الإعلام المستقلة والمعارضة السياسية".

وقالت وزارة الخارجية البريطانية إن المملكة المتحدة "تشعر بقلق بالغ إزاء اعتقال المتظاهرين السلميين"، داعية "الحكومة الروسية لاحترام التزاماتها الدولية في مجال حقوق الإنسان". فيما أدان مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل "الاعتقالات الواسعة والاستخدام غير المتناسب للقوة" من قبل السلطات الروسية.

وكان نافالني عاد إلى روسيا قبل أيام بعد فترة علاج في ألمانيا، إثر فترة غيبوبة دخل فيها عندما كان على متن رحلة داخلية من سيبيريا إلى موسكو في 20 آب/أغسطس 2020. ونُقل من مستشفى في سيبيريا إلى مستشفى في برلين بعد يومين.

وأثبتت المعامل في ألمانيا وفرنسا والسويد، والاختبارات التي أجرتها منظمة حظر الأسلحة الكيماوية، تعرضّه للتسمم بغاز الأعصاب نوفيتشوك، الذي يعود إلى الحقبة السوفيتية.

وأصرت السلطات الروسية على أن الأطباء الذين عالجوا نافالني في سيبيريا قبل نقله جواً إلى ألمانيا لم يجدوا أي آثار للسم وطالبوا المسؤولين الألمان بتقديم دليل على تسممه.

ونشر نافالني في كانون الأول/ديسمبر 2020، مكالمة هاتفية مسجلة قال إنه أجراها مع رجل وصفه بأنه ضمن مجموعة ضباط جهاز الأمن الفيدرالي، التي قيل إنها المسؤولة عن تسميمه، وأنها حاولوا التعتيم عليها. لكن الأمن الفيدرالي وصف التسجيل بأنه مزيف.
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها