الجمعة 2021/01/22

آخر تحديث: 15:30 (بيروت)

أكبر شحنة مخدرات في الشمال السوري..النظام وقسد متورطان

الجمعة 2021/01/22
أكبر شحنة مخدرات في الشمال السوري..النظام وقسد متورطان
جرى مؤخراً ضبط العديد من شحنات المخدرات السورية في دول مختلفة
increase حجم الخط decrease
أعلن الفيلق الثالث التابع للجيش الوطني السوري، ضبط شحنة من الحبوب المخدرة، هي الأكبر من نوعها، قادمة من مناطق سيطرة النظام عن طريق المناطق الخاضعة لقوات سوريا الديمقراطية (قسد) شرقي حلب.

وذكر الجيش الوطني في بيان عن المكتب الأمني في الفيلق الثالث، المسؤول عن ادارة معبر الحمران بين مناطق سيطرة الجيش الوطني ومناطق سيطرة قسد، أنه جرى ضبط أكثر من 900 ألف حبة مخدرة من مادة الكبتاغون كانت مخبأة داخل سيارة شحن قادمة من مناطق سيطرة النظام عبر مدينة منبج بريف حلب الشرقي.

وأوضح مدير المكتب الاعلامي في الفيلق الثالث سراج الدين عمر ل"المدن"، أن "هذه الشحنة تعتبر الأضخم التي يتم مصادرتها في مختلف مناطق سيطرة المعارضة، وتحتوي فقط على حبوب الكبتاغون التي بات يشتهر نظام الأسد ومليشياته في تصديرها".

وأضاف أن "الشاحنة التي تم ضبطها كانت محملة في سيارة تنقل مدافئ، حيث كانت الحبوب مغلفة  بأكياس ومخبأة بطريقة احترافية بين الشقوق الحديدية ومواضع تعبئة الكاز والمازوت، وقد تم كشفها بعد القيام بإفراغ الشحنة وتفتيشها بشكل دقيق من قبل عناصر المفرزة الأمنية في المعبر، الذين شككوا بالوجهة القادمة منها السيارة".

وتابع عمر أنه "بحسب التحقيقات الأولية فإن النظام  كان على دراية تامة بالحمولة، من خلال تأمينه الشاحنة ومرافقتها من قبل عناصر تابعين  للفرقة الرابعة أثناء عبورها حواجز النظام العسكرية حتى وصولها مناطق سيطرة قسد، فضلاً عن كشف التحقيقات عن تواطؤ عناصر من قسد قاموا بالحصول على أتاوة (الترفيق) مقابل تأمينها حتى آخر نقطة تابعة لهم".

وتكررت عمليات ضبط شحنات الحبوب المخدرة القادمة من مناطق سيطرة النظام، وخاصة التي يكون النفوذ فيها للمليشيات الايرانية، باتجاه الشمال السوري خلال الفترة الماضية، إذ أعلنت "هيئة تحرير الشام" في وقت سابق من العام 2020 عن ضبط  شحنة من الحبوب المخدرة وبودرة الهيرويين قادمة عن طريق سراقب الخاضعة لسيطرة مليشيا الدفاع الوطني والفرقة الرابعة.

في حين تجاوز عدد الشحنات المصادرة بريفي حلب الشمالي والشرقي العشر شحنات، خلال الأشهر القليلة الماضية، أكبرها كان في النصف الثاني من العام 2020، حيث تجاوزت المئتي ألف حبة مخدرة من الكبتاغون وصفائح الكريستال التي تشتهر ايران في صناعتها، تبعتها  حمولة تزيد عن الخمسين ألف حبة كبتاغون.

الشمال السوري إلى مركز تصدير
وساهم ارتفاع عدد المعابر وعشوائيتها بين مناطق نفوذ القوى المسيطرة على الجغرافيا السورية، في تسهيل عبور هذا النوع من المواد باتجاه الشمال السوري ومناطق سيطرة قوات سوريا الديمقراطية شرق سوريا، حيث تتهم الإدارة الذاتية المسيطرة على منطقة الجزيرة السورية، المليشيات الايرانية باستخدام المعابر المائية لتهريب حبوب الكريستال والكبتاغون والهيرويين.

ولا ينكر القيادي في الجبهة الشامية أبو ابراهيم العساني انتشار ظاهرة تعاطي الحبوب المخدرة وعلى رأسها حبوب الكبتاغون في الشمال السوري، خاصة بين الشباب، بالرغم من الجهود التي تبذلها الفصائل والشرطة الحرة في ملاحقة التجار والموزعين.

وأضاف في تصريح ل"المدن"، أنه "نتيجة اتساع رقعة نفوذ الجيش الوطني والمعارضة ووجود العشرات من المعابر التي تربطها مع مناطق سيطرة قسد التي تكثر فيها زراعة القنب، ومناطق انتشار المليشيات الايرانية، فإن القوى المسؤولة عن ضبط الأمن تواجه صعوبات كبيرة في إيقاف مثل هذه الشحنات التي تجد طريقها إلى مناطقنا بين الفينة والأخرى".

وأشار العساني إلى أن "ضبط مثل هذه الكميات يعني بدء النظام العمل على تحويل الشمال السوري إلى خط تهريب لممنوعاته باتجاه تركيا ودول أخرى، بعد أن أصبحت جميع وسائل الشحن الخارجة من مناطق نفوذه تخضع للتدقيق".

الكبتاغون السوري يشكل أرقاً
وتتهم جهات ومؤسسات حقوقية مستقلة ومعارضة إيران بالقيام بتمرير المواد الأولية المخصصة لصناعة المخدرات إلى الأراضي السورية عن طريق العراق، ونقلها إلى مراكز تابعة لمليشيا حزب الله في ريف دمشق، بالتعاون مع الفرقة الرابعة التي يقودها ماهر الأسد، شقيق رئيس النظام، حيث يتم تصنيع الكبتاغون بشكل أساسي.

كما دفع استخدام النظام السوري الشاحنات والسفن التجارية  لنقل وتهريب تلك المواد إلى امتناع بعض الدول عن استيراد البضائع السورية، وفرض دول أخرى، ومنها الأردن ومصر، إجراءات وقيود مشددة، حيث تُلزم السلطات الأردنية الشاحنات السورية والسفن القادمة من الموانئ الخاضعة لسيطرة النظام على إفراغ حمولتها داخل العنابر التجارية ونقلها إلى شاحنات أردنية.

وتحول الكبتاغون السوري إلى مصدر قلق بالنسبة إلى العديد من الدول التي تجمعها علاقات تجارية مع نظام الأسد، بعد زيادة عمليات ضبط ومصادرة شحنات تحتوي هذا النوع من الحبوب فضلاً عن البودرة المطبوخة، ما جعل من كل آلية نقل قادمة من سوريا أو مناطق نفوذ النظام موضع شك، بعد أن تكررت حوادث ضبط شحنات مخدرات مصدرها مناطق النظام إلى السعودية ومصر والأردن واليونان وإيطاليا وغيرها.
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها