الأحد 2021/01/10

آخر تحديث: 14:14 (بيروت)

"حماس" والنظام السوري: تطبيع بارد كبديل للقطيعة؟

الأحد 2021/01/10
"حماس" والنظام السوري: تطبيع بارد كبديل للقطيعة؟
حزب الله يقود الوساطة بين "حماس" والنظام السوري (Getty)
increase حجم الخط decrease
بدا القيادي في حركة "حماس" عاطف عدوان أكثر تفاؤلاً بترميم علاقة الحركة بالنظام السوري بعد قطيعة لسنوات، بالرغم من صمت "حماس" الرسمي إزاء تقارير حول وساطة من إيران و"حزب الله" بهدف تحقيق المصالحة بين الطرفين.

ورجّح عدوان -الذي يُنظَر إليه كأحد المحسوبين على التيار الحركي الداعي إلى عودة العلاقة- أن تكون المرحلة المقبلة "أكثر ودية وتعيد حماس علاقتها بدمشق كما كانت عليه قبل الأزمة السورية"، مؤكداً أن "حزب الله" وإيران يقومان ب"دور مشكور". 

لكن عدوان أشار ضمناً في حديثه ل"المدن"، إلى صعوبات تعترض عودة العلاقة قائلاً إن "الأمر بحاجة إلى وساطة قوية"، مضيفاً أنه حتى ذروة التوتر بين "حماس" والنظام في خضم الثورة الشعبية، كان "حزب الله" وإيران بمثابة حلقة الوصل الرامية إلى "ترطيب العلاقة".

وحاول القيادي في "حماس" أن يبرّر أي مصالحة محتملة مع نظام بشار الأسد بالقول: "كل مرحلة لها ظروفها الخاصة والعناصر التي يمكن أن تتحكم بها"، مُبرئاً حركته من الانخراط عملياً بالأزمة السورية قائلاً: "حقيقة، حماس لم تشترك ولم يكن لها دور فعال في الحراك الشعبي السوري. هي فقط عبّرت عام 2011 عن انزعاجها وآسفها مما حدث للعلاقة بين النظام والشعب، ولكن لم تشترك بالمواجهة وليس لديها مصلحة".

وشدد عدوان على أن حماس معنية بترتيب علاقاتها مع الدول العربية جميعاً خاصة تلك التي "لا زالت على علاقة مواجَهة مباشرة مع إسرائيل. وسوريا هي دولة مواجهة مع إسرائيل ولم تقم بالتطبيع مع تل أبيب"، حسب تعبيره. وعبّر عن اعتقاده بأن هذه هي مصلحة "حماس" حالياً وسياستها المعتمدة هي أن تقيم علاقات مع جميع الدول العربية وبقدر من "التوازن".

ورداً على سؤال بشأن ما إذا كانت "المصالحة" مع النظام إيذاناً بعودة حماس الكاملة إلى حلف المُمانعة، أجاب عدوان: "القضية ليست محاور وتحالفات وإنما مواقف مبدئية تتخذها حماس ترى فيها أنها تحقق التوازن بين عناصر السياسة في الإقليم". وأضاف أن "حماس لم تكن يوماً جزءاً من حلف أو محور معين، ولكنها عبّرت بوضوح أن لها علاقة إيجابية مع إيران ومتميزة مع حزب الله"، مشيراً إلى ان هذا قد يفسره البعض في سياق اصطفاف الحركة ضمن سياسة المحاور .

ورأى عدوان أن توحّد المواقف وتقاربها مع النظام السوري وإيران و"حزب الله" لا يعني بالضرورة الحلف الواحد، و"إن كنّا في حماس معنيين بأن تكون لنا علاقة متميزة بالذات مع الجهات التي تعادي إسرائيل".

اللافت أن حماسة عدوان في الحديث عن عودة متوقعة للعلاقة بين الحركة والنظام السوري لم تلمسها "المدن" عند سؤال قيادات أخرى في "حماس" عن الوساطة الجارية في هذا المضمار ومدى نجاحها.. فقد رفض القياديان في "حماس" غازي حمد وأيضاً حماد الرقب التعليق، إذ اكتفيا بالقول إنه "لا يوجد لديهما أي فكرة أو معلومة بشأن محاولات تطبيع العلاقة بين الحركة والنظام السوري".

بيدَ أن مصدراً آخر من "حماس" أكد أن موضوع الواسطة كان قد طُرح سابقاً، ولكن تم تجميدها قبل سنة لأن النظام السوري تعنت تجاه مسألة إعادة العلاقة. وكشف المصدر ل"المدن"، عن وجود تيارين داخل نظام الأسد؛ أحدهما يدعم النقاش المؤدي إلى فرصة للقاء مع "حماس" وتحسين العلاقة. وتيار آخر يرفض أي بحث لعودة العلاقة، متهماً "حماس" ب"خيانة العلاقة الاستراتيجية".

لكن المصدر أكد وجود محاولة جديدة من "حزب الله" الآن لإعادة العلاقات بسبب المتغيرات الإقليمية والدولية وحاجة حلف طهران لضرورة "تصليب تيار الممانعة". بيد أن المصدر استبعد عودة العلاقة الآن لسابق عهدها لأنه لا جديد في الحالة السورية كما أن من مصلحة "حماس" تبريد العلاقة.. بمعنى لا علاقة طبيعية وكاملة كما كانت قبل الازمة السورية، ولا اشتباك إعلامياً وسياسياً في الوقت ذاته.

فضلاً عن أن الموضوع لطالما كان حساساً ل"حماس" لأنه ليس سهلاً عليها أن تعيد العلاقة مع نظام مأزوم فيما الساحة السورية ممزقة، كما أكد المصدر، مبيناً أن الحركة كانت تنتظر نتيجة جهود تركيا وروسيا ولقاءات أستانة قبل حسم عودة العلاقة. وبهذا المعنى لا يرى المصدر جديداً في هذه المرحلة إلا إذا حدث "متغير إقليمي مهم مثل مواجهة أو اشتباك مع إسرائيل".

ويقرّ المصدر بوجود قيادات في "حماس" تتحفظ على إعادة علاقة الحركة بالنظام والتموضع بشكل كامل في حلف إيران، في مقابل ضغط قيادات آخرى باتجاه تطبيع العلاقة والتحالف الكامل. لكنه عاد وأكد أن الملف بالمحصلة بيد قيادة حماس السياسية. وبالتالي فإن الموضوع ليس خاضعاً للتفاؤل وإنما لمصلحة "حماس" وإيران والنظام، بتحقيق موازنة ضد "تيار التطبيع" في المنطقة.
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها