تصدت الدفاعات الجوية الروسية الاثنين، لهجوم صاروخي استهدف قاعدتها في ريف اللاذقية، في ظل تصعيد روسي تركي في شمال غرب سوريا.
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن "انفجارات دوّت في قاعدة حميميم (القاعدة الأكبر لروسيا في سوريا) ناجمة عن تصدي الدفاع الجوية الروسية لهجوم صاروخي على القاعدة، حيث سقطت صواريخ ضمن أراض زراعية في ريفي القرداحة وجبلة، ما أدى إلى وقوع أضرار مادية".
ولفت المرصد إلى أنه لم ترد معلومات عن سقوط أي صاروخ داخل القاعدة.
ويأتي التصدي الروسي للهجوم على حميميم، في ظل تصعيد روسي تركي في شمال غرب سوريا، إذ شنّت الطائرات الحربية الروسية غارات واسعة النطاق على شمال سوريا الأحد، استهدفت مواقع فصائل سورية معارضة مقربة من تركيا، أحدها في محيط قاعدة عسكرية تركية في قرية براد بالصواريخ الفراغية، ما أسفر عن سقوط 11 قتيلاً وعدد من الجرحى. وتزامن ذلك مع انتشار للقوات التركية على طريق ال"إم 4" الواصل بين محافظتي حلب واللاذقية.
وردّت المدفعية التركية المتمركزة في معسكر المسطومة، بقصف مواقع لقوات النظام في محور داديخ في ريف إدلب الشرقي الإثنين، وفي المقابل، نفذت قوات النظام قصفاً صاروخياً على مناطق في بلدة الزيارة بسهل الغاب، كما قصفت محيط كفرنوران.
كما استهدف الجيش الوطني السوري بصاروخ "تاو" مقراً عسكرياً قال إنه يتبع لقوات النظام وقسد على جبهة بلدة براد في ريف مدينة عفرين. وقالت الجبهة الوطنية للتحرير التابعة للجيش الوطني في تغريدة الأحد، إن استهداف المقر "جاء رداً على القصف الجوي الروسي الذي قُتل فيه عدد من العناصر التابعين لها في براد".
وتزامناً مع التصعيد العسكري، حذر فريق "منسقو استجابة سوريا" من أن التصريحات الروسية الأخيرة التي وصفت إدلب بأنها "منطقة إرهابية"، قد تشير إلى نية الجانب الروسي للتصعيد وإطلاق عملية عسكرية جديدة في المنطقة.
وقال فريق منسقو الاستجابة في بيان، إنه يتابع "التصريحات العدائية" المستمرة من قبل الجانب الروسي والاتهامات المستمرة بالإرهاب لسكان مناطق شمال غرب سوريا، معتبراً أن "هذه التصريحات هي نواة لإطلاق عمليات عسكرية جديدة في المنطقة".
وحذر من أن منطقة شمال غرب سوريا غير قادرة على استيعاب موجات النزوح المستمرة. وطالب بمنع تكرار العمليات العسكرية من قبل قوات النظام وروسيا على المنطقة، موضحاً أن "آلاف المدنيين النازحين من مناطق ريف إدلب وحلب، غير قادرين على العودة إلى منازلهم بسبب سيطرة النظام على قراهم وبلداتهم، إضافة إلى استمرار الخروق لوقف إطلاق النار بشكل يومي، الأمر الذي يمنع أبناء تلك القرى والبلدات من العودة".
وأشار الفريق إلى أن خروق النظام وروسيا لاتفاق وقف إطلاق النار بلغت 22 خرقاً خلال أقل من 24 ساعة. وأوضح أن الخروق بلغت منذ مطلع أيلول/سبتمبر 483 خرقاً، محذراً من مؤشرات توحي بأن النظام وروسيا يسعيان إلى إعادة العمليات العسكرية في المنطقة والسيطرة على مساحات جديدة.
وكان لافروف قال السبت إنه ثمة "بؤرة إرهابية واحدة متبقية في سوريا وهي إدلب ولا مشكلة بمكافحة الإرهاب هناك". وأضاف في مؤتمر صحافي عقده في نيويورك على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة أن "مواقع القوات الروسية، ومواقع قوات النظام السوري تتعرض لهجمات في منطقة وقف التصعيد ولن نسمح بذلك".
يشار إلى أن قمة سوشي التي ستنعقد بين الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والتركي رجب طيب أردوغان الأربعاء، ستناقش ملف إدلب، كأحد أبرز محاور اللقاء.
التعليقات
التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها