البحرية الأميركية تنشر طائرات "درون" في الخليج..لمجابهة إيران

كشفت وكالة "أسوشييتد برس" أن الأسطول الخامس في البحرية الأميركية المتمركز في البحرين، سيبدأ بتشكيل قوة عمل جديدة تضم طائرات من دون طيار محمولة جواً وبحراً وتحت الماء، بعد سنوات من الهجمات البحرية المرتبطة بالتوترات المستمرة مع إيران.

وأشارت الوكالة إلى أن مسؤولي البحرية رفضوا تحديد نوعية الأنظمة التي سيتم استخدامها، لكنهم وعدوا بأن الأشهر المقبلة ستشهد توسيع قدرات الطائرات من دون طيار في منطقة تُعد ذات أهمية كبيرة من حيث إمدادات الطاقة العالمية والشحن في جميع أنحاء العالم.

ونقلت الوكالة عن قائد الأسطول الخامس براد كوبر قوله: "نعتزم وضع مزيد من الأنظمة البحرية فوق البحر وتحته، إذ إننا نريد تشديد المراقبة على ما يحدث هناك". وأضاف "أعتقد أن البيئة تناسبنا حقاً للتجربة والتحرك بشكل أسرع"، متابعاً: "نظن أنه إذا كان بإمكان الأنظمة الجديدة العمل هنا، فمن المحتمل أن تعمل في أي مكان آخر، ويمكننا توسيع نطاقها عبر أساطيل أخرى".

وقالت الوكالة إنه من المتوقع أن تشمل الأنظمة التي تستخدمها فرقة العمل 59 الجديدة التابعة للأسطول الخامس، بعض القطع التي شاركت في التدريبات التي جرت شهر نيسان/أبريل/ بقيادة أسطول المحيط الهادي التابع للبحرية. وتضمنت الطائرات من دون طيار التي استخدمت في التدريبات، طائرات من دون طيار للمراقبة الجوية فائقة التحمل، وسفناً سطحية من طرازَي (سي هوك) و(سي هانتر)، وغواصات صغيرة تشبه الطوربيدات.

ويشرف الأسطول الخامس على مضيق هرمز، الذي يمر عبره 20 في المئة من النفط العالمي، امتداداً إلى البحر الأحمر قرب قناة السويس، ومضيق باب المندب قبالة اليمن.

وأشارت الوكالة إلى أن "تلك المنطقة شهدت سلسلة من الهجمات في البحر في السنوات الأخيرة، وأدت القوارب السريعة والطائرات المسيّرة المحملة بالقنابل والالغام التي أطلقها المتمردون الحوثيون في اليمن، إلى إلحاق أضرار بسفن تجارية".

وأضافت "تعرضت موانئ في الإمارات وقرب مضيق هرمز لتفجيرات، في حين استولت القوات الإيرانية على ناقلات نفط. كما استهدفت انفجارات مريبة سفناً في المنطقة، تتراوح بين ناقلات مملوكة لشركات غربية وسفناً مرتبطة بإسرائيل وإيران".

وتحولت تلك الهجمات إلى فصول من حرب الظل الأوسع نطاقاً التي تدور في أنحاء المنطقة، بعد انسحاب الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب من الاتفاق النووي عام 2018. ولفتت الوكالة إلى إسقاط إيران طائرة أميركية من دون طيار وسط تلك التوترات.

وتابعت أنه رغم أن الرئيس الأميركي جو بايدن قال إنه على استعداد للرجوع إلى الاتفاق، توقفت المفاوضات في فيينا، الأمر الذي يترك الباب مفتوحاً أمام احتمال وقوع المزيد من الهجمات من الجانب الإيراني والجانب الإسرائيلي، المشتبه الأول في حوادث استهدفت سفن الشحن الإيرانية وبرنامج إيران النووي.

وقال كوبر: "نحن ندرك تماماً موقف إيران، وسنكون مستعدين للتعامل مع ذلك بشكل مناسب. سأتوقف عند هذا الحد".

بدورها، لم ترد بعثة إيران لدى الأمم المتحدة على سؤال للتعليق على فرقة البحرية الجديدة، لكن "إيران تدير أسطولاً من الطائرات المسيّرة، ونشرت سابقاً مقاطع فيديو لحاملات الطائرات الأميركية في المنطقة التقطت عبر طائراتها المسيّرة"، بحسب الوكالة.

وكان الجيش الأميركي أعلن في وقت سابق، عن هجوم في تموز/يوليو قبالة سواحل عُمان أسفر عن مقتل شخصين على متن ناقلة النفط "ميرسر ستريت" الإسرائيلية، مشيراً إلى أن شظايا خلفها الهجوم تتوافق مع طائرات مسيّرة عسكرية إيرانية.