تفاصيل مثيرة حول عملية سجن جلبوع..والاحتلال يعاقب الاسرى الباقين

المدن - عرب وعالمالثلاثاء 2021/09/07
سجن جلبوع.jpg
Getty
حجم الخط
مشاركة عبر
اقتحمت قوات الاحتلال الإسرائيلي الثلاثاء، المدخل الغربي لمدينة جنين شمال الضفة الغربية بحثاً عن الأسرى الستة الذين تمكنوا من الهرب من سجن جلبوع كما بدأت بملاحقة عائلاتهم.
ونشرت قوات الاحتلال فرقة مشاة في سهل مرج ابن عامر، بالقرب من نادي الصافي للخيول، وشرع جنود الاحتلال بالتدقيق في بطاقات هويات المواطنين. وأشارت مواقع فلسطينية إلى أن الجيش الإسرائيلي استخدم مركبات تحمل لوحات تسجيل فلسطينية خلال الاقتحام، فيما نشر تعزيزات عسكرية وكثف من تواجده في المنطقة.

واستدعت قوات الاحتلال والد الأسير الفار أيهم كممجي وشقيقه من قرية كفردان غرب جنين، لمراجعة مخابراتها في معسكر سالم، وقال ذوو الأسير كممجي، إن قوات الاحتلال استدعت والده فؤاد وشقيقه مجد إلى معسكر سالم، وطالبوه بتسليم نجله، مهددين أياه بتصفيته جسدياً إذا لم يسلم نفسه.

وكشف موقع "أكسيوس" الأميركي، تفاصيل مثيرة حول عملية الفرار. وأوضح مراسل الموقع للشؤون الإسرائيلية باراك رافيد أنه في فجر الاثنين عند حوالي الساعة 1:30 صباحاً، فرّ السجناء الستة عبر نفق بدأ في حفرة تحت الزنزانة رقم 5 وانتهى على بعد 50 قدماً على الجانب الآخر من جدران السجن.

وأضاف أنه وبعد ساعة ونصف الساعة من فرارهم، وصلت إلى الشرطة التقارير الأولى عن الأسرى من مزارعين لمحوهم واشتبهوا بهم، وبعد ساعة فقط اكتشف حراس السجن من هم السجناء المفقودون.

ولفت إلى أنه قبل 24 ساعة من فرار الأسرى، طلب عضو حركة "فتح" زكريا الزبيدي، تبديل الزنازين والانتقال إلى الزنزانة التي كان يحتجز فيها خمسة من معتقلي حركة الجهاد الإسلامي، مضيفا أن هذا الطلب "كان غير عادي لكنه لم يثِر أي شكوك".

التحقيقات الأولية
وأظهرت التحقيقات الإسرائيلية الأولية أن حفر النفق استغرق نحو عام كامل ويقدر طوله ب25 متراً وأن الحفر جرى بواسطة عدد محدود من الأسرى، ولفت التحقيق إلى أن ثلاثة أسرى من بين الستة الذين شاركوا في عملية الهروب مصنفون بأنهم ب"مستوى خطورة مرتفع للهرب"، كانوا قد شاركوا في عملية حفر نفق في محاولة للهروب من سجن شطة في العام 2014، "ومع ذلك سمحت مخابرات المنطقة الشمالية بوضع الثلاثة في الزنزانة نفسها".

وبحسب التحقيق الإسرائيلي فإن عدداً محدوداً للغاية من الأسرى كانوا مطلعين على خطة الهروب. وبيّنت التحقيقات الأولية ما وصفته وسائل الإعلام الإسرائيلية ب"حجم القصور" لدى أجهزة الأمن ومصلحة السجون الإسرائيلية.

ووفقاً لهيئة البث الإسرائيلية "كان 11"، فإن "كاميرات المراقبة المثبتة خارج السجن، رصدت الأسرى لحظة خروجهم من فتحة النفق الذي حفروه خارج السجن، لكن لم يتم التعرف عليهم في الوقت الفعلي من قبل السجانين الذين لم ينتبهوا".

كما أفادت القناة الرسمية الإسرائيلية بأن إحدى السجانات "نامت خلال فترة حراستها"، وفشلت في رصد وملاحظة الأسرى. ولم يكن هناك من يحرس برج المراقبة الواقع ضمن الجدار الخارجي للسجن بمحاذاة فتحة النفق الذي خرج منه الأسرى والتي تبعد عن برج المراقبة بضعة أمتار فقط.

ونصبت الشرطة الإسرائيلية أكثر من 200 حاجز بحثاً عن الأسرى، بحسب ما أفادت صحيفة "يديعوت أحرونوت". ونقلت الصحيفة عن قائد شعبة العمليات في الشرطة آفي بيتون قوله إن "الشرطة تفترض أن الهاربين الستة، يمكن أن يكونوا في أي مكان في البلاد".

ونشرت وسائل الإعلام الإسرائيلية تسجيل لمكالمة أجراها سائق سيارة أجرة، في الساعة 1:49 صباحاً، مع قسم الطوارئ في الشرطة وقال إنه شاهد الأسرى الستة يعبرون الشارع قبالة السجن واختفوا بين الشجيرات. وقال المتصل إنه رأى ثلاثة أشخاص يرتدون زياً موحداً بلون الطين.

وذكرت هيئة البث الإسرائيلية "كان 11" أن "الشرطة تفحص إمكانية ضلوع بعض السجانين بالعملية". وأشارت إلى أن "طاقم من الوحدة القُطرية للتحقيق مع السجانين التابعة لوحدة (لاهاف 433) يشارك في عملية الفحص".

من جانبه أفاد موقع "واللا" بأنه يجري التحقيق إذا كان هنالك عناصر من السجانين في سجن "جلبوع" قاموا بمساعدة الأسرى الستة على الهرب.

وأفادت صحيفة "يديعوت أحرونوت" بأن "هناك احتمال مشاركة خارجية، وهذا يؤكد أن هناك فشلاً ليس فقط لدى مصلحة السجون، بل على مستوى أجهزة الأمن".

من جانبه قال وزير الأمن الداخلي عومر بار ليف: "التخطيط لهروب الأسرى من سجن جلبوع كان دقيقاً ونشتبه بتلقيهم مساعدة من الخارج".

وتسود حالة من التوتر داخل السجون الإسرائيلية نتيجة إجراءات عقابية يفرضها الاحتلال على الأسرى الفلسطينيين. وذكر مكتب إعلام الأسرى أن إدارة سجون الاحتلال قررت تقليص مدة الخروج إلى الساحة الخارجية إلى ساعة واحدة، إضافة إلى تقليص عدد الأسرى في ساحات السجون، وإغلاق أقسام أسرى الجهاد الإسلامي وتوزيعهم على السجون.

وحذّر المكتب من أن "السجون مقبلة على موجة تصعيد خطيرة في ظل الإجراءات العقابية التي تفرضها إدارة السجون على الأسرى".

ووصف مسؤول في مصلحة سجون الاحتلال الإسرائيلية التنقلات التي تجريها في صفوف الأسرى، بأنها محاولة ل"تفكيك مراكز القوة" لدى الأسرى. وأكد المسؤول لصحيفة "هآرتس"، أنه تم إخلاء القسم 2 من سجن جلبوع بشكل كامل، وتم توزيع الأسرى الذين كانوا بداخله على مختلف السجون. ولم يستبعد المسؤول اندلاع مواجهات بين الأسرى الفلسطينيين وقوات القمع التابعة لمصلحة سجون الاحتلال.

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها

Loading...

تابعنا عبر مواقع التواصل الإجتماعي

إشترك في النشرة الإخبارية ليصلك كل جديد

اشترك معنا في نشرة المدن الدورية لتبقى على اتصال دائم بالحدث