حجم الخط
مشاركة عبر
قالت صحيفة "نيزافيسيمايا غازيتا" الروسية إن زيارة وزير الخارجية الإيرانية حسين أمير عبد اللهيان إلى دمشق لا تشكل تهديداً للمصالح الروسية في سوريا، بعد أن تقاسمت موسكو وطهران جميع المصالح الاقتصادية في البلد بعد 10 سنوات من الثورة السورية.
وأشارت الصحيفة إلى أن الزيارات الخارجية الأولى التي قام بها عبد اللهيان، تدل على أن طهران تحافظ على أولويات سياستها الخارجية السابقة، بعد تسلم الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي مهام السلطة وتغيير الحكومة. ولفتت إلى أنه بعد مشاركة عبد اللهيان في القمة العراقية حول التعاون الإقليمي، توجه مباشرةً إلى دمشق، وأعلن عن مرحلة جديدة من التعاون الاقتصادي مع النظام السوري.
وأعرب عبد اللهيان خلال لقائه نظيره السوري فيصل المقداد، عن ثقته بأن النظام "تغلب على الأزمة وهزم معارضيه"، مضيفاً أن سوريا وإيران دخلتا مرحلة جديدة من تنمية العلاقات التجارية والاقتصادية، مشيراً إلى خطط من أجل زيادة تعزيز التعاون في هذه المجالات.
ولفتت الصحيفة إلى أن خطاب عبد اللهيان يشير إلى أن دمشق وطهران تعملان حالياً على تطوير خريطة طريق في مجال التعاون الاقتصادي، ونقلت عن الوزير قوله: "هذه الخطة ضرورية لمقاومة العقوبات الأميركية".
ورغم أن المراقبين ينظرون إلى المحادثات الرسمية بين طهران ودمشق على أنها تشكّل تهديداً للمصالح الروسية أو حتى نهاية الدور الروسي في الساحة السورية، نقلت الصحيفة عن الخبير في مجلس الشؤون الدولية الروسي كيريل سيميونوف قوله إن "زيارة عبد اللهيان إلى دمشق وكلماته عن تكثيف التعاون الاقتصادي، لا تحمل إشارة إلى موسكو".
وقال سيميونوف: "أعتقد أن جميع المسائل الاقتصادية تم تقاسمها، وموسكو تدرك جيداً ما يمكن للجانب الروسي أن يطالب به وما لا يمكنه المطالبة به"، مضيفاً أن "جميع القضايا التي يمكن أن تؤثر بطريقة ما على المنافسة الاقتصادية تمت تسويتها سابقاً".
وتابع أن "محاربة وجود القوات الأجنبية في سوريا، شكل موضوعاً منفصلاً على جدول أعمال عبد اللهيان في دمشق"، علماً أن العديد من اللاعبين الأجانب، بما في ذلك إيران نفسها، يتصرفون بشكل مباشر وغير مباشر في سوريا، ويتعاملون بشكل تقليدي مع الولايات المتحدة وتركيا.
ورأى أن الإخفاق العسكري والسياسي الذي عانت منه إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن في أفغانستان، يجعل آفاق الحملة الأميركية في سوريا والعراق لها أهمية خاصة، موضحاً أن الأحداث في أفغانستان بالكاد تعطي الأمل لإيران أو دمشق، في أن تدفع الأميركيين إلى مغادرة الساحة السورية.
وأضاف الخبير الروسي أن المهام الأميركية في سوريا مختلفة عن أفغانستان وهي محددة جداً، وهي تتلخص في قمع تنظيم داعش وردع بشار الأسد، "لذلك فإن الولايات المتحدة ستُبقي على وجودها في سوريا وستحاول الحفاظ على قنوات الاتصال مع حليفتها في سوريا، قسد".
من جهته، ذكر معهد دراسات الأمن القومي الإسرائيلي في تقرير أن الجانب الإيراني "ينظر إلى الانسحاب الأميركي من أفغانستان على أنه تطور إيجابي يصب في مصلحته في إنهاء الوجود الأميركي في الشرق الأوسط".
وقال المعهد إن "طهران تأمل في أن تكون المرحلة التالية من العملية هي انسحاب القوات الأميركية من العراق". في المقابل، ذكرت الصحيفة الروسية أن "احتمالات انسحاب الولايات المتحدة من مناطق أخرى في الشرق الاوسط لا تبدو واضحة للغاية، وسط تكهنات بأن الأوضاع في أفغانستان قد تؤدي إلى نتائج عكسية".
التعليقات
التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها