ونشرت القيادة المركزية الأميركية صورة ليلية لآخر ضابط أميركي غادر أفغانستان، وقالت: "بمغادرة دوناهو تم استكمال المهمة الأميركية لإجلاء المواطنين الأميركيين، والأفغان من حاملي تأشيرة الهجرة الخاصة، بالإضافة الى الأفغان المعرضين للخطر".
|
وقال قائد القيادة المركزية الأميركية الجنرال كينيث ماكنزي في مؤتمر صحافي: "أنا هنا لأعلن أننا أنجزنا انسحابنا من أفغانستان"، مضيفاً "لم نتمكن من إجلاء كل من كنا نريد إجلاءهم"، مشيراً إلى أن عمليات الإجلاء انتهت قبل حوالى 12 ساعة من الموعدد المحدد لمغادرة الجنود الأميركيين، "لكن قواتنا ظلت حتى اللحظة الأخيرة في مطار كابول جاهزة لإجلاء كل من استطاع الوصول إلى المطار".
وأضاف أن جهود الإجلاء ستتم الآن عبر الطرق الدبلوماسية، متوقعاً استمرار الاتصالات مع طالبان من بلاده وبقية دول العالم. وأشار إلى أنه "منذ 14 آب/أغسطس وحتى ليل الإثنين، أجلت طائرات الولايات المتحدة وحلفائها أكثر من 123 ألف مدني من مطار حامد كرزاي".
بدوره، أعلن وزير الخارجية الأميركية أنتوني بلينكن أن عمل الولايات المتحدة في أفغانستان لم ينتهِ بمغادرة قواتها، مضيفاً أن واشنطن ستستخدم وجودها وعلاقاتها في قطر لإدارة دبلوماسيتها في أفغانستان للمرحلة القادمة.
وقال بلينكن إنه يعتقد أن أقل من 200 أميركي لا يزالون في أفغانستان، مشيراً إلى أنه سيتم العمل على نقلهم، وكذلك نقل الأفغان الراغبين في المغادرة بعد موعد الانسحاب النهائي في 31 آب.
وأضاف أن واشنطن ستعمل مع حركة طالبان إذا أوفت بتعهداتها، متابعاً: "مستعدون للتعامل مع أي حكومة مستقبلية تلبي طموحات الشعب الأفغاني واحترام النساء والأقليات". وذكر أن طالبان تعهدت بمحاربة الجمعات الإرهابية و"سوف نحاسبها على التزامها لكن هذا لا يعني الاعتماد عليها. سوف نراقب المسألة بأنفسنا".
وتعهد بلينكن أيضاً باستمرار تقديم المساعدات الإنسانية للشعب الأفغاني والاستمرار في "المساعي الدبلوماسية بالتنسيق مع حلفائنا لمصلحة الشعب الأفغاني".
طالبان تحتفل
وأضاف أن "الهزيمة الأميركية درس كبير لغزاة آخرين"، مؤكداً أن الحركة تريد علاقات جيدة مع الولايات المتحدة والعالم، وأنها ترحب بعلاقات دبلوماسية جيدة معهم جميعاً.
وعقب إعلان البنتاغون، قالت رئيسة الحزب الجمهوري رونا مكدانييل في بيان، إن الرئيس الأميركي جو بايدن "خلق كارثة وخذل الأميركيين ومصالحنا"، مضيفةً أن ما حصل في كابول "يُثبت ما كنا نعرفه أصلاً.. جو بايدن غير قادر على أداء دور القائد الأعلى للقوات المسلحة، والولايات المتحدة والعالم هما أقل أماناً بسببه".
بدوره قال زعيم الأقلية الجمهورية في مجلس النواب كيفن مكارثي إن بايدن ترك "أميركيين تحت رحمة إرهابيين".
وردّ بايدن بأن إنهاء المهمة العسكرية كان أفضل سبيل لحماية أرواح الجنود، وتأمين خروج المدنيين الذين يريدون مغادرة أفغانستان في الأسابيع والأشهر المقبلة. وأكد في بيان نشره البيت الأبيض، أن طالبان قدمت تعهدات بشأن الممر الآمن، وأن العالم سيلزمها بالوفاء بالتزاماتها.
ومن المتوقع أن يلقي بايدن خطاباً الثلاثاء، يوضح فيه قرار عدم تمديد وجود القوات في أفغانستان إلى ما بعد 31 أغسطس/آب، وهو الموعد الذي حدده بايدن للخروج من أفغانستان.
ويُنهي انسحاب أخر جندي أميركي في أفغانستان أطول حرب خاضتها الولايات المتحدة في التاريخ قتل خلالها أكثر من 2400 جندي أميركي. وتتجه الأنظار حالياً إلى الطريقة التي ستتصرف بها طالبان في أيامها الأولى في السلطة، مع التركيز الشديد على ما إذا كانت ستسمح لأجانب وأفغان آخرين بمغادرة البلاد.
التعليقات
التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها