حجم الخط
مشاركة عبر
قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية سعيد خطيب زاده إنه إذا فشلت مفاوضات فيينا، "فكل الأطراف لديها خيارات أخرى".
وأضاف خطيب زاده في تصريح الاثنين، أن تغيير الحكومة في إيران لا يعني أن القرارات السيادية في البلاد ستتغير أيضاً. وقال: "طهران تسعى عبر محادثات فيينا لتفعيل الاتفاق النووي، لكن إذا فشلت هذه المفاوضات فكل الأطراف لديها خيارات أخرى".
وكان الرئيس الأميركي جو بايدن أكد خلال لقائه رئيس الحكومة الإسرائيلية نفتالي بينيت الجمعة، في البيت الأبيض، أن خيار الدبلوماسية ليس الخيار الوحيد أمام إدارته للتعامل مع برنامج إيران النووي. وقال: "إذا فشلت الدبلوماسية مع إيران فنحن مستعدون للانتقال إلى خيارات أخرى".
ورد أمين مجلس الأمن القومي الإيراني علي شمخاني بالقول إن تصريحات بايدن ترقى إلى "تهديد دولة أخرى بشكل غير قانوني"، وإن ذلك "يثبت حق إيران في الرد بالمثل ضد الخيارات المتاحة".
بدوره، أكد رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في البرلمان الإيراني وحيد جلال زاده على بايدن قائلاً إن الحكومة الإيرانية الجديدة لا تعارض المفاوضات بشأن الملف النووي، وستشارك فيها بناء على مصالح البلاد.
واعتبر جلال زاده أن الإطار المتبع خلال مفاوضات فيينا لم يؤد إلى نتيجة حتى الآن، مضيفاً أنه إذا تغير الإطار المتبع فمن الممكن أن تحصل طهران على مطالبها، في إشارة إلى أن المفاوضات القادمة ستُعقد ب"هيكلية جديدة".
وعن إمكانية تغيير الفريق الإيراني المفاوض في المحادثات، أكد جلال زاده أن على الخارجية اتخاذ القرار أولاً بشأن ما إذا كانت ستستمر في عملية المفاوضات، أو أن مجلس الأمن القومي سيتحمل المسؤولية مجدداً.
وفي وقت سابق، اتهم المرشد الإيراني علي خامنئي إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن بالتعامل بوقاحة في ما يتعلق بالملف النووي، وقال إنها تتبنى مواقف إدارة دونالد ترامب السابقة.
من جهة أخرى، ذكرت مواقع أميركية وإسرائيلية الاثنين، أن إدارة بايدن عينت السفير الأميركي السابق في إسرائيل دان شابيرو مسؤولاً عن التنسيق والاتصالات بين وزارة الخارجية الأميركية وإسرائيل بشأن الملف النووي.
وفيما ذكر موقع "أكسيوس" الأميركي أن شابيرو تربطه علاقة وطيدة بإسرائيل، وهو مستعد للعب دور رئيسي في أي محادثات قد تتضمن إعداد خطة بديلة يطالب بها بينيت، نقل موقع "واللا" الإسرائيلي عن مصادر في وزارة الخارجية الأميركية أن شابيرو سيركز بشكل خاص على التنسيق مع إسرائيل في مواجهة أنشطة إيران الإقليمية.
وقالت مصادر الخارجية الأميركية إن تعيين شابيرو يدل على أن الإدارة الأميركية معنية بأن تأخذ بعين الاعتبار مصالح إسرائيل ودول الخليج في أي اتفاق مع إيران. ونقل الموقع الإسرائيلي عن مسؤول في وزارة الخارجية الإسرائيلية قوله: "في ضوء تجربة شابيرو الغنية في المنطقة، فإنه سيساعدنا في الحصول على تصوّر حول التداعيات الإقليمية للمفاوضات مع إيران ويمكن أن يسهم بشكل كبير في كل ما يتعلق بالتنسيق مع إسرائيل فهو يعرف المنطقة والمسؤولون في المنطقة يعرفونه، وهو يتبنى مواقف تنسجم مع تصوراتنا".
ولفت الموقع إلى أن تعيين شابيرو في المنصب الجديد جاء في ظل التقديرات السائدة في واشنطن بأن فرص عودة إيران إلى الاتفاق النووي الأصلي متدنية، بعد تولي الرئيس إبراهيم رئيسي السلطة في طهران، وفي ظل التصريحات المتشددة الصادرة عن طاقمه الحكومي.
وأضاف أن شابيرو تولى المنصب في وقت تبدي فيه إسرائيل مخاوفها المتزايدة من اندفاع إيران نحو تطوير برنامجها النووي، من دون أن تواجه بفرض عقوبات جديدة أو إجراءات أخرى تهدف لممارسة الضغط عليها.
وتابع الموقع أن دور شابيرو سيكون كبيراً، في ظل الحديث الأميركي الإسرائيلي عن "خطة بديلة" لمواجهة إيران في حال فشلت الجهود الدبلوماسية في التوصل لاتفاق يفضي إلى عودة طهران إلى الاتفاق النووي. وذكر أن شابيرو شرع في تقديم استشارات لكبار الموظفين في البيت الأبيض بشأن أنماط التعاطي مع إسرائيل، عشية الزيارة التي قام بها بينيت إلى واشنطن.
بينيت لم يحقق أهداف إسرائيل
من جهة أخرى، قالت الكاتبة الإسرائيلية كارولين غليك بمقال في صحيفة "إسرائيل اليوم"، إن بينيت كان مطالباً خلال زيارته الأخيرة إلى واشنطن، بالحصول على وعد أميركي بعدم التدخل في أي هجوم إسرائيلي ضد إيران، مضيفة أنه "فيما قال بينيت إن لديه استراتيجية جديدة تجاه إيران، رد بايدن بأنه لن يوافق على امتلاك إيران أسلحة نووية، لكنه في الوقت ذاته ليس معنا الآن، ولا يوافق على أن الوقت قد حان للعمل العسكري، وهو ملتزم بالمسار الدبلوماسي".
ورأت الكاتبة أنه "من الواضح أنه إذا كانت إيران على بعد سبعة أسابيع من الوصول إلى دولة ذات عتبة نووية، فإن موقف بايدن يعني أن الإدارة الأميركية ليس لديها مشكلة في التعامل مع مثل هذا الوضع"، مشيرة إلى أن تصريح بايدن الأخير بأنه إذا فشلت الدبلوماسية فسيتم النظر في خيارات أخرى، "هو أكثر ضعفاً حتى من تصريحات باراك أوباما حين تحدث صراحة عن الخيار العسكري".
وتابعت أن "بايدن أثبت في أفغانستان أنه ليس حليفاً موثوقاً به، وأنه عملياً لا يقف بجانب إسرائيل، لذلك فإن بينيت ربما حقق هدفه في واشنطن، لكن من الواضح أن إسرائيل لم تحقق شيئاً".
التعليقات
التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها