newsأسرار المدن

درعا: كمين الحاجز الرباعي..طعنة إيرانية لروسيا؟

المدن - عرب وعالمالسبت 2021/08/28
درعا.jpg
Getty
حجم الخط
مشاركة عبر
تتزايد بشكل يومي الأدلة على امتعاض إيران من الدور الروسي الذي يبدو معطلاً لدخول درعا في مواجهة عسكرية واسعة النطاق بين قوات النظام تساندها مليشيات مدعومة من إيران، وبين ثوار درعا.

وما يدل على ذلك، مواصلة قوات النظام متمثلة ب"الفرقة الرابعة" المدعومة من إيران، قصف أحياء درعا البلد، رغم عمليات التهجير نحو الشمال السوري، التي شهدها الحي المحاصر منذ أكثر من شهرين.

ويضع مراقبون الكمين الذي نفذته قوات النظام منتصف ليل الخميس/الجمعة، المتمركزة عند الحاجز الرباعي بين بلدتي المسيفرة والجيزة شرقي درعا، الذي أدى إلى مقتل 5 أشخاص من درعا، بينهم قيادي في "اللواء الثامن" التابع ل"الفيلق الخامس" المدعوم روسياً، في سياق عرقلة الاتفاق الذي سعت إليه روسيا.

وعلى نطاق واسع، يُنظر للحادثة على أنها طعنة لروسيا التي تدعم "اللواء الثامن"، من قبل المخابرات الجوية التي تعمل بالتنسيق مع الفرقة الرابعة (أذرع إيران) على استدامة التصعيد في درعا، خدمة لأهداف متعلقة بفرض الأمر الواقع على ثوار درعا، وبزيادة انتشار المليشيات المدعومة من إيران في الجنوب السوري.

وثمة أكثر من رواية للحادثة، حيث قدم النظام رواية زعم فيها أن قواته تمكنت من إحباط هجوم "إرهابي" كانت تُخطط له المجموعة للهجوم على الحاجز الرباعي قرب المسيفرة، معلناً عن القضاء على جميع أفرادها دون وقوع أي إصابات بين عناصر الحاجز.

في المقابل، أكد الناجي الوحيد من الهجوم، المدعو حمزاوي من بلدة الكرك، أن ما جرى هو كمين محكم نفذه عناصر الحاجز، بعد تخطيط مسبق. وتابع في روايته أنه فور وصول السيارة للحاجز، تم تصويب الأسلحة على السيارة.

وأضاف حمزاوي أن القيادي في "اللواء الثامن" رامي الحريري، نزل من السيارة  متجرداً من السلاح للتفاهم مع عناصر الحاجز، الذين تلقوا أمراً فورياً بإطلاق النار، مشيراً إلى أنه تمكن من الفرار، بخلاف البقية، الذين قُتلوا على الفور.

 ومن بين القتلى، طارق زياد الجوفي، وهو منشق سابق عن قوات النظام، ومالك كمال خليفة، ورامي رشاد الحريري القيادي في "اللواء الثامن"، وميسر قطف المنشق عن قوات النظام. ووفق مصادر "المدن" رفضت قوات النظام تسليم جثامين القتلى لذويهم، وجرى نقلهم إلى أفرع المخابرات بدمشق.

وفي تفسيره للحادثة ومدلولاتها، وضع عضو "تجمع أحرار حوران" محمد عساكرة الكمين في إطار سعي إيران إلى خلط الأوراق في الجنوب السوري، لاسيما أن روسيا أعطت دوراً للواء الثامن في حي درعا البلد، قائلاً ل"المدن": "يبدو الكمين رسالة من إيران للواء الثامن، تقول فيها: نقف لكم بالمرصاد".

لكن، لماذا لم يرد "اللواء الثامن" على "الطعنة"، وما التفسيرات ل"البرود" في التعاطي مع الهجوم من قبل قياداته؟، يقول مصدر من ريف درعا الشرقي ل"المدن": "يبدو أن تفاصيل الحادثة لا زالت غامضة"، ويستدرك: "لكن حكماً ما جرى، جريمة تضاف إلى جرائم قوات النظام".

ويضيف المصدر أنه "حتى لو كانت المجموعة فعلاً تخطط لتنفيذ هجوم، كان يجب اعتقالهم عند ضبطهم، وبعدها تتم محاكمتهم". ويتابع أن "موقف اللواء الثامن، سيتضح بانتظار فهم خلفيات ما جرى، وخصوصاً أن الحاجز الرباعي هو أهم حاجز لقوات النظام على الطريق الواصل إلى معقل اللواء الثامن، بصرى الشام". ، ويشدد على أن "اللواء قادر على الرد، وحدث ذلك لأكثر من مرة، وقوات النظام تدرك ذلك".

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها

تابعنا عبر مواقع التواصل الإجتماعي

  • image
  • image
  • image
  • image
  • image
subscribe

إشترك في النشرة الإخبارية ليصلك كل جديد

اشترك معنا في نشرة المدن الدورية لتبقى على اتصال دائم بالحدث