حجم الخط
مشاركة عبر
أكد وزير الخارجية الأميركية أنتوني بلينكن خلال لقائه رئيس الحكومة الإسرائيلية نفتالي بينيت في واشنطن، التزام بلاده بأمن إسرائيل، مشدداً في الوقت نفسه على أهمية تعزيز آفاق حل الدولتين.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية نيد برايس في بيان، إن بلينكن شدد على "ضرورة أن يتمتع الإسرائيليون والفلسطينيون بتدابير متساوية من الحرية والازدهار والكرامة من أجل تعزيز آفاق حل الدولتين".
وأشار البيان إلى أن بلينكن وبينيت أكدا على أهمية الشراكة بين الولايات المتحدة وإسرائيل وناقشا قضايا الأمن الإقليمي، بما في ذلك إيران. كما اتفقا على أهمية العمل من أجل إدراج إسرائيل في برنامج الإعفاء من التأشيرة بما فيه فائدة للأميركيين والإسرائيليين.
بدوره، قال وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن خلال استقباله بينيت إن "بلاده ملتزمة بأمن إسرائيل وحقها في الدفاع عن نفسها، وهو ما ينعكس في المساعدة الأمنية". وقال: "على مدى عقود، أقامت إسرائيل والولايات المتحدة علاقة تقوم على الثقة والمصالح المشتركة وسنحرص على استمرار الحماية المستمرة لأمن الإسرائيليين".
وشدد أوستن على التزام واشنطن ب"الحفاظ على قدرة إسرائيل على الدفاع عن نفسها ضد إيران ووكلائها". وأضاف أن إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن ملتزمة "بتعزيز العلاقات الاستراتيجية مع إسرائيل"، وتابع: "إدارتنا ملتزمة بضمان استمرار القبة الحديدية في حماية الإسرائيليين".
وفي العام 2020، منحت واشنطن إسرائيل مساعدات مالية تبلغ 3.8 مليار دولار، تخصص كلها لأغراض عسكرية، كجزء من التزام سنوي طويل الأمد، ضمن اتفاق وقعه الرئيس الأميركي الأسبق باراك أوباما عام 2016.
والثلاثاء، سافر بينيت إلى واشنطن في زيارة رسمية هي الأولى له منذ توليه مهام منصبه في 13 حزيران/يونيو ومن المقرر أن يلتقي بايدن، الخميس.
خطة ضد إيران
وأشار المحلل السياسي في صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية ناحوم برنياع، إلى أن بينيت يعتزم خلال لقائه بايدن في البيت الأبيض استعراض خطة لتحرك مشترك للبلدين ضد إيران.
وقال المحلل السياسي إن الخطة الإسرائيلية "تكون قابلة للتنفيذ حتى لو وافقت إيران على العودة إلى الاتفاق النووي"، مضيفاً أن الخطة تشمل "سلسلة خطوات سياسية، عسكرية واقتصادية من أجل كبح إيران التي في طريقها إلى إنتاج قنبلة نووية"، لافتاً إلى أن إسرائيل تعتزم تشكيل لجنة مشتركة تدفع نحو هذه الخطة".
ولفت برنياع إلى أن بينيت لن يتطرق إلى الانسحاب الأميركي من أفغانستان، "لكنه سيعرب عن قلقه حيال استمرار انسحاب القوات الأميركية من مراكز احتكاك أخرى في المنطقة، أي العراق وسوريا".
وتوقع أن يطرح بينيت أمام بايدن طلبين، الأول يتعلق بمنح مساعدات لإسرائيل بمبلغ مليار دولار، من أجل تجديد مخزون صواريخ القبة الحديدية، والثاني يتعلق بإلغاء الحاجة إلى تأشيرة دخول الإسرائيليين إلى الولايات المتحدة.
وأضاف أن بينيت "سيلقي بكامل المسؤولية" على رئيس حماس في قطاع غزة يحيى السنوار في ما يتعلق بتصاعد التوتر بين إسرائيل والفصائل في غزة، مشيراً إلى أن بينيت "يتوقع أن يمنحه بايدن دعماً كاملاً إذا قررت إسرائيل شن عملية عسكرية".
بينيت سيتجاهل الفلسطينيين
من جهته، رأى المحلل السياسي ورئيس تحرير صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية الوف بن أن "بينيت وهو في طريقه إلى البيت الأبيض يتمسك بإرث سلفه بنيامين نتنياهو، بالتحدث كثيراً عن إيران والصمت كثيراً في ما يتعلق بالقضية الفلسطينية". وأشار إلى أن بينيت سيطرح بشكل مفصل خطته لكبح إيران، حتى لا يتبقى الوقت الكافي لدى بايدن للحديث عن الاحتلال والمستوطنات في الضفة الغربية، وتصاعد التوتر في غزة.
وأضاف بن أن "بايدن بحاجة إلى صورة ودية مع زعيم دولة في الشرق الأوسط تعتمد على الولايات المتحدة، وألا يفسد العلاقات بطرح قضايا اختلاف، قد تؤدي إلى تصدع حكومة التغيير في إسرائيل".
وتابع أنه عندما احتج الأميركيون ضد المستوطنات، سعوا إلى لجم الجيش الإسرائيلي في لبنان وغزة، أو توسطوا في عملية سلام، مشيراً إلى أنهم اكتفوا بضريبة كلامية، ولم يطالبوا إسرائيل أبداً بإنهاء الاحتلال في الضفة الغربية والقدس، وتفكيك المستوطنات. كما أحبط الفيتو الأميركي في مجلس الأمن مسبقاً أي مبادرة لممارسة ضغوط دولية أو عقوبات على إسرائيل من أجل أن تغير سياستها، رغم الدعم الواسع للمجتمع الدولي لإنهاء الاحتلال وقيام دولة فلسطينية.
وقال إن "بايدن لم يظهر أنه يعتزم الانحراف عن هذه التقاليد، وأن يضع مصاعب أمام بينيت بشأن المستوطنات والاحتلال".
الدبلوماسية مع إيران
وكان مسؤول أميركي كبير قال للصحافيين إن بايدن سيبلغ بينيت أن واشنطن تشاطر إسرائيل مخاوفها بشأن تسريع إيران وتيرة برنامجها النووي، لكنها ستبقى ملتزمة في الوقت الحالي بالمسار الدبلوماسي مع طهران.
وأضاف المسؤول الأميركي أنه منذ انسحاب الإدارة السابقة من الاتفاق النووي الإيراني "خرج البرنامج النووي الإيراني عن السيطرة ويتسارع من أسبوع لأسبوع".
وذكر أن وحدات الطرد المركزي لدى إيران ومخزونات اليورانيوم والتقنيات التي طورتها، جعلت قدرات إنتاج القنبلة النووية "على بعد بضعة أشهر فقط"، مشيراً إلى أن بايدن وبينيت سيناقشان "ما يتعين عمله في هذا الشأن".
وقال المسؤول إن الإدارة الأميركية تشعر بقلق متنام من الأنشطة النووية الإيرانية، لكنه ألمح إلى أن بايدن سيرفض قطعاً أي مقترح من بينيت لوقف جهود إحياء الاتفاق النووي. وأضاف "نحن بالطبع ملتزمون بالمسار الدبلوماسي.. نعتقد أنه أفضل سبيل لوضع حد للبرنامج والتراجع عن التقدم الذي حققته إيران على مدى السنوات الماضية على الصعيد النووي". وتابع: "إذا لم يفلح ذلك، فهناك مسارات أخرى".
التعليقات
التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها