السبت 2020/09/26

آخر تحديث: 17:57 (بيروت)

السفارات السورية تصطاد المعارضين عبر خلايا مخابراتية

السبت 2020/09/26
السفارات السورية تصطاد المعارضين عبر خلايا مخابراتية
© Getty
increase حجم الخط decrease
كشفت وثائق أن مخابرات النظام السوري تراقب عبر سفاراتها بشكل خاص السوريين المعارضين خارج البلاد.

وأثبتب الوثائق التي نشرها "المركز السوري للعدالة والمساءلة"، أن سفارات النظام في بعض البلدان العربية والأجنبية تضم مفارز للمخابرات، وظيفتها جمع المعلومات عن أنشطة السوريين في تلك البلدان وإرسالها إلى دمشق بهدف اتخاذ "ما يلزم" بحقهم أو تجاه ذويهم.

وتُظهر المجموعة الأولى من الوثائق كيف جمعت السفارة السورية في الرياض أسماء السوريين الذين زعموا أنهم يفضحون أمر السوريين الموالين للحكومة على الإنترنت.

وأوضحت الوثائق التنسيق بين مسؤولي المخابرات وسفارات النظام في إسبانيا والسعودية لتحديد السوريين المعارضين، حيث جمعت سفارة النظام في الرياض أسماء السوريين الذين يتعرضون للموالين للنظام على الإنترنت، مشيرة إلى وجود "مفرزة" للمخابرات العسكرية داخل السفارة مهمتها جمع معلومات عن مواطنين سوريين في السعودية، بما في ذلك أسماء الأفراد وتاريخ العائلة والمهن وأماكن العمل والإقامة.

كما تشير وثائق أخرى إلى أن سفارة النظام في العاصمة الإسبانية مدريد حددت هويات معارضين شاركوا في مظاهرة مؤيدة للمعارضة في تموز/يوليو 2012. وتظهر إحدى الوثائق برقية صادرة من "الفرع 243"، شعبة المخابرات العسكرية التابعة للنظام في دير الزور، إلى "الفرع 294" لطلب مزيد من المعلومات حول الأفراد الذين تم تحديد أسمائهم.

ورأى المركز أن الوثائق تثبت صحة المزاعم التي تتحدث عن تتبع السوريين من قبل أجهزة النظام في السويد والولايات المتحدة والمملكة المتحدة وألمانيا ودول أخرى.

وترسم الوثائق صورة أكثر اكتمالاً لمدى وصول أجهزة المخابرات السورية. ففي السويد، على سبيل المثال، عبّر المقيمون السوريون عن "اقتناعهم بأن جزءاً من الهدف عند فتح السفارة السورية عام 2001 كان القدرة على مراقبة الأنشطة والآراء والنقاشات التي يجريها السوريون والإبلاغ عنها".

وتم تأييد ذلك في عام 2012، عندما أكّد دبلوماسي سوري منشق، السفير السوري السابق في السويد بسام عمادي، أن موظفي السفارة كانوا يراقبون السوريين بشكل روتيني في السويد. وفي دول أخرى، شهد سوريون بأنه تم استدعاؤهم من قبل مسؤولي السفارة السورية، وبعد ذلك تعرّضوا هم وعائلاتهم في سوريا للتهديد شفوياً.

وأشار المركز إلى أن النظام السوري يقوم برعاية المنظمات والنوادي الاجتماعية السورية في الخارج، والتي يعتبرها كثيرون من السوريين في الشتات طريقة أخرى يمارس من خلالها قدراً من السيطرة والمراقبة، حيث تم زرع مخبرين هناك لغرض المراقبة.

وقال دبلوماسي سوري سابق، امتدت مسيرته المهنية على بعثات دبلوماسية متعددة، إن "النظام يعتمد على المهاجرين واللاجئين لتعقب أقرانهم والتثبت من المعارضين ومن الموالين له. وهم يفعلون ما لا تستطيع السفارة فعله مباشرة في ما يتعلق باللاجئين".

وأبلغ بعض السوريين أن "أقاربهم الذين يعيشون في سوريا قد تمت زيارتهم واستجوابهم من قبل قوات الأمن بشأن أنشطتهم في الخارج، وفي حالات عديدة تم اعتقالهم وحتى تعذيبهم نتيجة لذلك".

ولفت المركز السوري للعدالة والمساواة إلى أن السوريين في الخارج، الذين لا يزال أفراد عائلاتهم مقيمين في سوريا، يواجهون الابتزاز والترهيب من خلال تهديد أقاربهم. وتُعتبر المضايقات وتقييد الحركة والأذى الجسدي للأقارب في بلد الأصل بمثابة تكتيك يمكن للنظام من خلاله جمع المعلومات ومعاقبة المعارضين في الخارج.
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها