الجمعة 2020/09/25

آخر تحديث: 16:11 (بيروت)

إيران تسعى لسد الفراغ على الحدود السورية-التركية؟

الجمعة 2020/09/25
إيران تسعى لسد الفراغ على الحدود السورية-التركية؟
© Getty
increase حجم الخط decrease
يعود ملف شرق الفرات إلى الواجهة هذه الأيام، في ضوء الإعلان الروسي عن انتهاء المواجهة العسكرية بين النظام السوري وقوات المعارضة، شمال غرب سوريا.

وفي تطور لافت، بالتزامن مع أنباء غير مؤكدة عن نوايا روسية بتقليص وجودها العسكري في شرق الفرات، اقترح وزير الخارجية الإيرانية محمد جواد ظريف نشر قوات النظام السوري والقوات العراقية في المناطق الحدودية السورية مع تركيا والعراق، لحل مشاكل تركيا الحدودية.

وقال ظريف من موسكو، إن هذا هو الحل الأمثل لمعالجة مخاوف تركيا، بشأن قوات سوريا الديمقراطية (قسد)، وحزب العمال الكردستاني في سوريا والعراق، مضيفاً بعيد لقاء جمعه بوزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الخميس، "نحن لا نعتبر السياسة التي تنتهجها تركيا بوجودها في دول خارج أراضيها كسوريا والعراق تساعدها على حماية أمنها، بالإضافة إلى ذلك فهي تخلّ بأمن المنطقة".

ويبدو أن إيران تحاول استغلال عدم تطابق التصورات النهائية الروسية-التركية، لمنطقة شرق الفرات، للدخول في ترتيبات الوضع هناك، بعد الاعتقاد أنها كانت خارجها.

ويرى الباحث في "المؤسسة السورية للدراسات وأبحاث الرأي العام" النقيب رشيد حوراني في حديث ل"المدن"، أن "الغرض من المقترح الإيراني، التشويش على الوجود التركي في الشمال السوري من خلال المزاعم عن الشرعية السورية والدولة السورية القادرة على ضبط حدودها". ويقول: "تركيا لن تجرب المجرّب، سيّما وأن قوات النظام غير قادرة على القيام بمثل هذه المهمة".

وفي تشرين الأول/ أكتوبر 2019، تعهدت موسكو لأنقرة، بعد إيقاف عملية "نبع السلام"، بإبعاد القوات الكردية عن الحدود التركية لمسافة تصل إلى 30 كيلو متراً، وبدأت بنشر قواتها وقوات من النظام في نقاط على الحدود التركية، لكن انتشار قوات النظام كان محدوداً، وتركز على المناطق المتاخمة لمنطقة عمليات "نبع السلام"، فيما بقيت القوات الكردية مسيطرة على بقية الشريط الحدودي مع تركيا.

كما تتعرض قوات النظام في هذه المناطق إلى مضايقات من "قسد"، وهو ما يؤكد عدم قدرة النظام على ضبط هذه المساحات الشاسعة.

لماذا من موسكو؟
واللافت في هذا المقترح، هو طرحه من موسكو، بدلاً من أنقرة، التي أجلّ ظريف زيارتها المقررة، متوجهاً إلى موسكو.

وما هو واضح بالنسبة لحوراني أن موسكو تؤكد مجدداً أنها تقف في صف واحد مع إيران، وأنها تأخذ بعين الاعتبار مصالح طهران. ويضيف "كذلك تريد موسكو الاستماع إلى رد أنقرة على المقترح الإيراني، وتريد في الوقت ذاته، أن توجه رسالة لقسد، أنها بالفعل تفكر بالانسحاب من منطقة شرق الفرات، في حال واصلت قسد تجاهل مصالحها".

وكانت مصادر قد كشفت عن تلويح روسي باحتمال سحب قواتها من شرق الفرات، عازية ذلك إلى  زيادة المضايقات للدوريات الروسية، أثناء مرورها على حواجز "قسد"، مؤكدة أن "القيادة العسكرية الروسية في سوريا رفعت مقترحاً إلى قيادتها العليا في موسكو، للسماح لها بسحب قواتها من شرق الفرات، والإبقاء على مركز روسي واحد في مطار القامشلي، وهو ما يعني في حال تحقق ذلك، انتهاء اتفاق سوتشي بين موسكو وأنقرة، الذي أوقف عملية "نبع السلام".
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها