الأربعاء 2020/09/16

آخر تحديث: 12:38 (بيروت)

اتفاقات التطبيع تتجاهل الدولة الفلسطينية..وروحاني يسأل:أين العروبة؟

الأربعاء 2020/09/16
اتفاقات التطبيع تتجاهل الدولة الفلسطينية..وروحاني يسأل:أين العروبة؟
© Getty
increase حجم الخط decrease
تجاهلت اتفاقات التطبيع التي وقعتها الإمارات والبحرين مع إسرائيل في البيت الأبيض مساء الثلاثاء، بشكل كامل قيام دولة فلسطينية، أو وقف مخطط الضم الإسرائيلي لأجزاء من الضفة الغربية المحتلة، أو شراء أبو ظبي طائرات "إف-35" الأميركية المتطورة.

وينص الاتفاق الموقع بين الإمارات وإسرائيل على "إقامة السلام والعلاقات الدبلوماسية والتطبيع الكامل للعلاقات الثنائية.. إقامة سفارات وقنصليات وتبادل سفراء مقيمين في أقرب وقت ممكن عمليا بعد توقيع المعاهدة".

كما ينص على أن "يعترف كل طرف ويحترم سيادة الطرف الآخر وحقه في العيش في سلام وأمن، ويطور الطرفان علاقات تعاون ودية بينهما وبين شعوبهما، ويحلان جميع الخلافات بينهما بالوسائل السلمية".

كما يقف الطرفان، بحسب نص الاتفاق، "على استعداد للانضمام إلى الولايات المتحدة لتطوير وإطلاق أجندة استراتيجية للشرق الأوسط من أجل توسيع العلاقات الدبلوماسية والتجارية والاستقرار في المنطقة وغيرها من أشكال التعاون الإقليمي".

وجاء في الاتفاقية أنّ العلاقات بين إسرائيل والإمارات "يمكن أن تساهم في سلام إقليمي". وتنصّ الاتفاقية على أن "إسرائيل والإمارات العربية المتحدة مصممتان على ضمان سلام دائم في الشرق الأوسط. تتشاطر الدولتان التزام التطبيع والأمن والازدهار.

في المقابل، نصّ "إعلان السلام" الذي وقعته البحرين مع إسرائيل على أنّ الملك حمد بن عيسى ورئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو اتفقا على فتح عهد من الصداقة والتعاون للوصول إلى شرق أوسط مستقر، وآمن، ومزدهر لصالح دول وشعوب المنطقة.

وبهذه الروح، فإن رئيس حكومة إسرائيل ووزير الخارجية البحريني عبد اللطيف الزياني، "التقيا اليوم في واشنطن بناءً على دعوة رئيس الولايات المتحدة دونالد ترامب لإقرار مبادئ اتفاق أبراهام وبدء فصل جديد من السلام". "هذا الاختراق الدبلوماسي تسنّى بفضل اتفاقيات أبراهام التي أطلقها الرئيس ترامب. وهي تعكس نجاح الجهود الدائمة للولايات المتحدة لدفع السلام والاستقرار في الشرق الأوسط".

وجاء في الاتفاقية أيضاً، بحسب صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية، أن "المملكة حريصة على السلامة الإقليمية والسيادية في المناطق العربية، ولن تقبل بأي مسّ يهدد استقرار المنطقة".

وفي السياق، قال جاريد كوشنر، مستشار وصهر ترامب، في معرض إجابته عن سؤال حول ما إذا كانت السعودية ضمن الدول الست التي ستطبع: "أعتقد أننا شهدنا تغييرات كثيرة في السعودية خلال السنوات الثلاث الماضية، الرئيس ترامب عمل على مقربة من الملك سلمان ولدينا تهديد مشترك من إيران".

وتابع على هذا المنوال قائلا: "أعتقد أننا نشهد تشكل شرق أوسط جديد، الرئيس ترامب قدم رؤيته حول ذلك في أول رحلة له (بعد تسلمه منصبه كرئيس) إلى الرياض. أعتقد أن الزعماء تعبوا من كيفية تنفيذ الأمور سابقاً، عندما نقدم صفقتنا للسلام، رأيت رفض القيادة الفلسطينية لها، يريدون مساعدة الشعب الفلسطيني، ولكنهم لن يسمحوا لهم بإعاقة المصالح القومية لهذه الدول"، من دون أن يقدم إجابة واضحة عن السؤال.

في المقابل، أكد بيان صدر عن مجلس الوزراء السعودي، عقب توقيع اتفاقات التطبيع، "اهتمام وحرص السعودية على وحدة وسيادة وسلامة الأراضي العربية، وعدم قبولها بأي مساس يهدد استقرار المنطقة".

وأشار البيان إلى "وقوف السعودية إلى جانب الشعب الفلسطيني، ودعم جميع الجهود الرامية إلى الوصول لحل عادل وشامل للقضية الفلسطينية بما يمكن الشعب الفلسطيني من إقامة دولته الفلسطينية المستقلة على حدود عام 1967، وعاصمتها القدس الشرقية، وفق قرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية".

من جهته، هاجم الرئيس الإيراني حسن روحاني الأربعاء، حكام الدول التي تطبع علاقاتها مع إسرائيل، قائلاً إنّ "هؤلاء الحكام لا يفهمون الدين وأحكامه ولا يفهمون الواجب الملقى على عاتقهم تجاه الشعب الفلسطيني وإخوانهم في اللغة والعروبة".

وخاطب روحاني حكام الإمارات والبحرين متسائلاً: "أين العروبة؟"، قائلاً إنّ "الصهاينة يرتكبون في فلسطين يومياً جرائم فكيف مددتم يد الصداقة إلى إسرائيل وفضلاً عن ذلك تريدون منحها قاعدة في المنطقة. تتحملون جميع العواقب الوخيمة لهذا".

ووصفت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية مشهد مراسم توقيع الاتفاقيات في البيت الأبيض، بأنها "مزيج من التعالي، الغريب وحتى السخيف بعض الشيء. فقد كانت هذه مسرحية دونالد ترامب قبل أي شيء آخر. وكان الرئيس الأميركي بحاجة إلى إنجاز في مجال السياسة الخارجية، ويبدو أنه ما زال يحلم بجائزة نوبل للسلام. وجُنّد إلى هذه المهمة جميع شركائه المقربين، السياسيين وربما التجاريين، في الشرق الأوسط".

وأضافت في تقرير ترجمه موقع "عرب 48" إلى أقوال الملياردير الإسرائيلي-الأميركي حاييم صبان، للقناة 13 التلفزيونية الإسرائيلية، بأن "الصفقة كانت سلاماً مع إسرائيل مقابل بيع طائرات إف-35 للإمارات. والقرار بإلغاء خطة الضم غايتها تهدئة الفلسطينيين. والضم كان حلم يقظة أصلاً".

فيما اعتبر المحلل السياسي في صحيفة "معاريف" بن كسبيت أن الاتفاقيات التي وُقعت "مسجلة على اسم ثلاثة: ترامب، الذي انسحب من الاتفاق النووي مع إيران وقربها إلى مسافة شهرين-ثلاثة من القنبلة؛ الإيرانيون، الذين يلقون عبئهم ورعبهم على محيطهم؛ ونتنياهو، الذي عاد إلى أصوله منذ تصريحه بأن نصنع سلاما آمناً، شعاره الانتخابي في العام 1996، وبعد ثلاث سنوات من توقيع اتفاقيات أوسلو المحتقرة".

وادعى أن "نتنياهو وقع أمس على اتفاق مكمل لأوسلو. واعترف، مرة أخرى، بحل الدولتين، وانسحب من نيته ضم أراضٍ في يهودا والسامرة وجمّد الاستيطان. وفي المقابل لم يوقف الحرب، لأنه لم تكن هناك أبداً حرب مع الخليج، لكنه وضع إصبعه في عين الفلسطينيين".

واعتبر أن "السلام الذي جرى التوقيع عليه بعيد عن أن يكون السلام مقابل السلام، والمبدأ الذي يوجهه واضح: لا يوجد ضم، تجميد فعلي، ويوجد اتفاق صامت لصفقات طائرات الشبح وأسلحة إستراتيجية. تخيلوا أنه وقع هذا الاتفاق أي زعيم آخر غير نتنياهو. ماذا كان سيفعل نتنياهو به الآن في الميادين والشوارع وعلى منصة الكنيست". وقال إن "نتنياهو الحقيقي كان يفضل ضم يهودا والسامرة على فتح سفارة في أبو ظبي".
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها