الخميس 2020/08/06

آخر تحديث: 12:47 (بيروت)

انفجار بيروت يريح إسرائيل.. لفترة محدودة

الخميس 2020/08/06
انفجار بيروت يريح إسرائيل.. لفترة محدودة
© Getty
increase حجم الخط decrease
قال مراسل صحيفة "هآرتس" للشؤون الأمنية ينيف كوفوفيتش إن قيادة الجيش الإسرائيلي ستجتمع الخميس، للبحث بتداعيات انفجار مرفأ بيروت وعواقبه على التوترات التي تشهدها المناطق الحدودية مع لبنان.

ولفت إلى أن التقديرات تشير إلى أن الجيش الإسرائيلي سيقرر في أعقاب تقييم الأوضاع، الخميس، خفض حالة التأهب التي أعلنها في قيادة المنطقة الشمالية، تأهباً لانتقام "حزب الله" لمقتل أحد عناصره بغارة إسرائيلية في سوريا.

ونقل موقع "واللا" عن مصادر أمنية إسرائيلية تهديدها بأنه إذا حاول "حزب الله" تنفيذ هجوم، رغم الوضع في لبنان في أعقاب انفجار مرفأ بيروت، وأسفر هجوم كهذا عن مقتل جنود، فإن "رد الجيش الإسرائيلي سيكون شديداً وواسعاً".

ويسود قلق في جهاز الأمن الإسرائيلي من إعلان سوريا وإيران عزمها تقديم مساعدات للبنان إثر الكارثة في بيروت، والتخوف نابع بحسب "واللا" من أن "حزب الله قد يستغل الوضع والتوتر الإقليمي من أجل تهريب أسلحة وذخيرة ومُركبات خاصة تساعده في إطار مشروع دقة الصواريخ".

وكانت قيادة جيش الاحتلال الإسرائيلي قررت عقب جلسة لتقييم الأوضاع الأربعاء، الإبقاء على حالة التأهب المرتفعة التي كان قد أعلن عنها مؤخراً. وأشارت تقارير صحافية إلى أن قيادة الجيش تعتقد أن الكارثة التي حلّت في بيروت من جراء الانفجار، قلّلت بشكل كبير من دوافع "حزب الله" وقدرته على التحرك لتنفيذ عملية ضد أهداف إسرائيل، خلال الفترة الراهنة.

لكن الكاتب الإسرائيلي يوسي ميلمان توقع في مقال بصحيفة "هآرتس"، أن تزداد "استفزازات" حزب الله ضد إسرائيل، بعد الانفجار. وقال إن الانفجار زاد من مشاعر الغضب العام ضد التنظيم، متوقعاً أن تزداد ضغوط خصومه عليه في الفترة المقبلة، فيما تزداد الدعوات لحله بالفعل.

وأضاف أن الشعور العام المتصاعد ضد التنظيم والشعور بالصدمة في البلاد قد يقلّل، بشكل مؤقت، من شهيته لاستفزاز إسرائيل، إلا أنه لن يغير عقيدته المتمثلة في "مقاومة" إسرائيل. وقال إن هناك دلائل على تغير في استراتيجية "حزب الله" إذ أصبح يريد التخلص من عبء تورطه في سوريا والاحتكاك من جديد بإسرائيل.

وأشار إلى قيام إسرائيل، خلال السنوات الماضية، بتدمير شبكة "حزب الله" وحليفته إيران على حدودها، وتعقب قوافل الأسلحة التي تأتيه من إيران، وتقلص وجود الأخيرة في سوريا، والأزمة الاقتصادية في لبنان، وتردي مكانة الأمين العام للتنظيم حسن نصرالله، حسب تعبير كاتب المقال.

لكن، رغم ذلك، يقول ميلمان: "يشعر زعيم حزب الله بالجرأة. حكم لبنان فعليا لمدة 28 عاماً، وبعد وفاة الجنرال قاسم سليماني وعماد مغنية، أصبح نصر الله الشخصية الوحيدة المهيمنة التي ترسم السياسة المتعلقة بإيران وسوريا وإسرائيل وحزب الله". وأضاف "قد يكون لبنان في حالة أزمة عميقة، لكن نصرالله يعلم أن إسرائيل لديها أيضاً متاعبها الاقتصادية، وهو يشتم رائحة الضعف السياسي لحكومة بنيامين نتانياهو".

ويرى أنه بمجرد أن تبدأ آثار الانفجار في التلاشي، من المرجح أن يسعى "حزب الله" إلى استئناف احتكاكاته بإسرائيل على الحدود اللبنانية والسورية على حد سواء.

ورجّح الرئيس السابق لمجلس الأمن القومي الإسرائيلي يعقوب عميدرور أن يكون انفجار مرفأ بيروت ناجماً عن ذخائر تابعة ل"حزب الله". وقال: "علينا إلقاء نظرة على الكيان غير المسؤول الذي يضع أشياء كهذه في ميناء مدني. حتى لو كان حزب الله مسؤولاً عن ذلك، فهذا ليس أسوأ ما يفعله للبنان".

من جهتها قالت صحيفة "إسرائيل اليوم" إن نصر الله يواجه 3 حرائق كبيرة إلى جانب انفجار بيروت الدامي الأخير. وكتبت: "على مسافة غير بعيدة عن الميناء المحترق، يصاب نصر الله الآن بقلق شديد إلى ما فوق الرأس محاولاً إطفاء 3 حرائق أخرى على الأقل، يعد مسؤولاً عنها، ولا تقل احتمالاتها التدميرية عما حصل في الميناء".

واعتبرت أن أحد الحرائق هو الأزمة المالية في لبنان، على خلفية ضائقة اقتصادية غير مسبوقة جعلته دولة مفلسة على شفا الانهيار التام. كثيرون في لبنان يتهمون "حزب الله"، الشريك في الحكومة، بالمسؤولية عن الوضع.

أما الحريق الثاني، بحسب الصحيفة، فهو "يرتبط بانفجار أصغر بكثير، ولكنه فتاك أكثر بأضعاف، فقبل 15 سنة اغتيل رئيس وزراء لبنان رفيق الحريري، بأمر من سوريا وبتنفيذ مباشر من حزب الله. وتخلص نصر الله منذئذ من معظم المشاركين في التصفية، ولكن الأدلة المدينة لم تختف، وتوشك المحكمة الدولية على نشر استنتاجاتها بعد تسويف طويل. بالنسبة لتنظيم نصر الله لن تكون إدانة المحكمة الدولية في لاهاي له ضربة خفيفة أخرى".

وأضافت الصحيفة الإسرائيلية أن "الحريق الثالث، الذي يهدد لبنان الآن، يرتبط بالمعادلة التي خلقها نصر الله، وتلزمه بالرد على كل ضربة من إسرائيل لناشط من حزب الله، حتى لو كانت عملية خارج نطاق لبنان". 

وقالت: "ليس هذا هو مكان البحث إذا ما تصرفت إسرائيل على نحو صحيح ولم توضح منذ البداية بأنها ترفض مثل هذه المعادلة، ولاسيما إذا دار الحديث عن الساحة السورية. ولكن نصر الله يرى حشود القوات على الحدود من الجانب الإسرائيلي ويدرك أنه إذا ما ارتكب خطأ فقد يشعل الرد الإسرائيلي حريقاً ضخماً آخر في لبنان، لا يمكن لأحد في هذه الدولة البائسة أن يطفئه، والكل هناك سيتهمونه".
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها