الأحد 2020/08/02

آخر تحديث: 20:30 (بيروت)

إسرائيل لا تريد حرباً ثالثة مع لبنان..ولكنها تستعد لها

الأحد 2020/08/02
إسرائيل لا تريد حرباً ثالثة مع لبنان..ولكنها تستعد لها
© Getty
increase حجم الخط decrease
نفى الجيش الإسرائيلي الأنباء حول عدم وجود نية لديه لتوجيه ضربة استباقية ل"حزب الله" والدولة اللبنانية، وقال المتحدث باسمه أفيخاي أدرعي إنه مستعد لكل الاحتمالات. وكتب أدرعي في تغريدة: "ننفي الأنباء التي نشرتها قناة الجزيرة. جيش الدفاع مستعد لكل الاحتمالات".

وكانت قناة "الجزيرة" نقلت عن مصدر عسكري إسرائيلي تأكيده أن "لا نية لدى الجيش الإسرائيلي لتوجيه أي ضربة استباقية لحزب الله أو للدولة اللبنانية"، مؤكداً "أنهم لا يسعون إلى مواجهة مع حزب الله لأن أولويتهم تتمثل في منع إيران من التمركز عسكرياً في سوريا".

إلا أن هذا المصدر قال ل"الجزيرة" إن "قوات الجيش الإسرائيلي سترد بقوة على أي هجوم لحزب الله، ومرافق الدولة اللبنانية ستكون ضمن أهدافها،" مضيفاً أن "حالة الاستنفار على الحدود مع لبنان ستتواصل ما دام الأمر يتطلب ذلك".

وأكدت أورنا مزراحي، المسؤولة الأمنية السابقة في مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي، وتعمل حاليا في المعهد الوطني للدراسات الأمنية، أنه في مواجهة احتمال رد، يبقى الجيش الإسرائيلي في حالة تأهب على طول الحدود. وأضافت أن إسرائيل في وضع اقتصادي أقل خطورة من لبنان "لكن لديها مشاكلها" أيضاً مثل تصاعد وباء كورونا من جديد ونسبة بطالة مرتفعة وتظاهرات متزايدة ضد الحكومة.

وكرر ناحوم بارنيا في صحيفة "يديعوت أحرونوت" الفكرة نفسها، مؤكداً أن طريقة عمل الجيش الإسرائيلي تدل على أنه سعى إلى تجنب أي انفجار. وكتب: "ما هو غير معتاد هو أن الأمر أعطي للجنود: حتى إذا كان الإرهابيون مسلحين وحتى إذا عبروا الحدود، لا تطلقوا النار. لا تطلقوا النار إلا إذا تعرض الجنود للخطر".

وتابع المعلق: "المنطق الرئيسي واضح: قتل أعضاء الخلية كان سيؤدي إلى يوم من القتال في الشمال إن لم يكن أكثر"، لكن "المسؤولين لا يريدون التورط في حرب ثالثة في لبنان".

وقبل عشرة أيام من الحادث الحدودي الأخير، وخلال زيارة ل"فرانس برس" إلى قواعد عسكرية إسرائيلية على طول الخط الأزرق، لخص الكابتن جوناتان غوشين الوضع قائلاً إن "قواتنا ترى أن حزب الله يستعد للحرب المقبلة".

وقال، جوناتان غوشين، على متن سيارة جيب خلال دورية على طرق متعرجة بالقرب من بلدة المطلة التي تقع في آخر نقطة بشمال إسرائيل، إن "الحدود تبدو هادئة لكنها ليست كذلك". وأضاف "عندما نقترب، تكفي 10 دقائق لنراهم يصلون لمحاولة جمع معلومات واختبار ردود فعلنا".

ويقول مراقبون إن المعسكرين يدركان أن حرباً جديدة لن تخدم مصلحتهما الآنية. ففي الجانب اللبناني، حسب ديدييه لوروا، الخبير في شؤون "حزب الله"، يشكل الاستياء الشعبي والتظاهرات ضد السلطة، بما في ذلك في معاقل الحزب "عاملاً لا يمكن إهماله في حسابات" الحزب. وأضاف أنه بوجود أزمة اقتصادية وسياسية وصحية "الجو في لبنان ليس ملائما لأجندة حربية ضد اسرائيل".

ورأى الباحث نفسه أن "حزب الله" يواجه ضغطاً مالياً أيضاً مثل إيران التي تدعمه، ما يؤثر على الاستراتيجية "العسكرية". وتعتبر إسرائيل الحرب على "حزب الله" جزءاً من صراعها الأكبر مع إيران.

وقال بنيامين ويل، مدير مشروع الأمن القومي الإسرائيلي في مؤسسة الحقيقة في الشرق الأوسط (EMET) ومقرها واشنطن، إن إسرائيل تحاول التصدي لطموحات إيران الإقليمية في الشرق الأوسط، بمختلف الأساليب السياسية والعسكرية والاستخباراتية.

وأضاف في مقال نشرته صحيفة "جيروزالم بوست"، أن الرد السياسي هو الأمر المعلن من جانب إسرائيل بينما التحرك العسكري والاستخباراتي يكون خلف الكواليس، مشيراً إلى أن الانفجارات الغامضة التي حدثت الأسابيع الماضية في طهران من الصعب النظر إليها دون رؤية البصمات استخباراتية خلفها.

وأضاف أن إسرائيل ترد على إيران عبر ثلاث جبهات في سوريا ولبنان وداخل إيران نفسها، مؤكداً أن كل واحد يشكل خطراً بحد ذاته.

في سوريا، شنت إسرائيل العديد من الغارات الجوية على أماكن تمركز القوات الإيرانية والميليشيات الموالية لها وأماكن الذخيرة والأسلحة، لتجنب وصول شحنات الأسلحة الاستراتيجية الإيرانية إلى لبنان، مشيراً إلى أن إسرائيل حاولت تجنب ضرب أي أصول سورية في هذه الغارات.

لكن التكتيكات الإسرائيلية في إيران مختلفة، وتحولت مؤخراً إلى استهداف الأصول والمواقع النووية، وفي هذه الحالة، لا تمارس إسرائيل أي خيار عسكري أو غارة جوية، بل هو عمل سري يعتمد على زرع المتفجرات في مواقع مختلفة، بحسب ويل.

وأكد أن التحدي الأصعب في المواجهة هو "حزب الله" في لبنان، لأنه تنظيم شبه حكومي يعمل بشكل مستقل، ولا يخضع لسلطة الدولة، لذلك لم تلجأ إسرائيل إلى الخيار العسكري بل استخدمت الضغوط السياسية والمالية، ولهذا السبب تمارس العديد من الضغوط على مجموعة من الدول لوضع الحزب على قوائم الإرهاب أو فرض عقوبات مالية عليه.
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها