الجمعة 2020/07/03

آخر تحديث: 15:14 (بيروت)

انفجار مفاعل نطنز الايراني: رسالة إسرائيلية-أميركية؟

الجمعة 2020/07/03
انفجار مفاعل نطنز الايراني: رسالة إسرائيلية-أميركية؟
© Getty
increase حجم الخط decrease
اعتبرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الجمعة، أن الانفجار الذي وقع في المنشأة النووية الإيرانية نطنز فجر الخميس، يشكّل تصعيداً في المعركة ضد إيران، وأن هذا الانفجار حمل رسائل إلى القيادة في طهران.

وقال محلل الشؤون الأمنية والعسكرية في "يديعوت" رون بن يشاي إن "سلسلة الانفجارات والحرائق الغامضة في إيران، لم تكن عفوية". وتابع: "على الأرجح، بالإمكان التقدير أن جهة ما مهتمة بالبرنامج النووي والصاروخي الإيراني حاولت تمرير رسالة للقيادة في طهران، وتقضي بوقف تخصيب اليورانيوم أكثر من الكمية التي يسمح بها الاتفاق النووي مع الدول الكبرى، والتوقف عن تطوير وبناء أجهزة طرد مركزي حديثة وسريعة لتخصيب اليورانيوم، والتوقف عن تطوير وبناء صواريخ طويلة المدى وبإمكانها إطلاق سلاح نووي".

وبحسب بن يشاي، فإن "الحدث الذي يؤكد هذه الرسالة بأوضح صورة، وقع قبيل فجر أمس، حوالي الساعة الثانية بعد منتصف الليل، عندما اشتعلت نيران كبيرة في الزاوية الشمالية الغربية لمنشأة تخصيب اليورانيوم في نطنز، على بعد 250 كيلومتر تقريباً عن طهران".

وتابع بن يشاي أن الاستخبارات الإسرائيلية كانت قد كشفت منشأة نطنز، في العقد الماضي، وقالت إنها جزء من البرنامج النووي الإيراني، لكنه ادعى أن هذه المعلومات تستند إلى "مصادر أجنبية"، وهي عبارة تستخدم في وسائل الإعلام الإسرائيلية عندما لا يكون هناك اعتراف إسرائيلي بعمليات عسكرية. وأشار إلى أنه تعمل في نطنز اليوم أجهزة طرد مركزي لتخصيب اليورانيوم بمستوى تخصيب متدنٍ.

وكشفت صور التقطتها أقمار اصطناعية أميركية عن حريق في مبنى من الطوب منخفض الارتفاع، واعتبر بن يشاي أنه بالإمكان الاستدلال منها على حدوث انفجار داخل المبنى الذي احترق أو تحته الذي تسبب بالحريق وأضرار جسيمة.

ونقلت "يديعوت" عن خبراء أميركيين قولهم إنه أقيم في هذا المكان قبل فترة قصيرة مصنع لتطوير أجهزة طرد مركزي متقدمة لتخصيب اليورانيوم، وأن معهدي أبحاث أميركيين خاصين رصدا الأضرار التي حدثت في المنشأة في نطنز.

وأضافت أنه "يتضح من هذه المعطيات لماذا ينتاب القلق كل من يخشى أن تطور إيران قدرات لصنع سلاح نووي. وليس من كميات اليورانيوم المخصب التي جمعتها إيران، خلافاً للاتفاق النووي، وإنما من وجود أجهزة الطرد المركزي بالأساس".

وأشار بن يشاي، بالاستناد إلى "تقارير أجنبية" أيضاً، إلى أن إسرائيل والولايات المتحدة ألحقت أضرارا بمنشأة نطنز بواسطة هجمات سايبر، قبل 12 عاما، بالتعاون بين الوحدة 8200 في شعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلي ووكالة التجسس الإلكتروني الأميركية، تم حينذاك زرع فيروس إلكتروني، يطلق عليه اسم "ستكينت" في حواسيب المنشأة وتسبب بتدمير قسم كبير من أجهزة الطرد المركزي.

وربط بين انفجار نطنز الأخير، وواقعتين أخريين. ففي ليلة الخميس/الجمعة الأسبوع الماضي، وقع انفجار في منشأة عسكرية في منطقة جبلية شرق طهران، وقال الإيرانيون أنه وقع في قاعدة "بارتشن"، وأنه نجم عن انفجار بالون غاز بينما يقول بن يشاي أن الانفجار وقع في منشأة يتم فيها تطوير صواريخ ووقود صواريخ.

والواقعة الثانية كانت الثلاثاء، عندما انفجرت منشأة طبية في طهران، وقالت السلطات الإيرانية إن الانفجار نجم عن تسرب غاز، وأسفر عن مقتل 19 شخصاً.

وأشار بن يشاي إلى الجهات التي لديها مصلحة بتمرير رسالة إلى إيران، والتسبب خلال ذلك بتشويش كبير في جهود إيران لتطوير برنامجها النووي: "واضح جداً أن إسرائيل والولايات المتحدة على رأس القائمة، لكن لدول أخرى في المنطقة، اهتماماً واضحاً بتخريب هذا البرنامج".

من جهتها، رأت صحيفة "معاريف" أن الضرر الذي لحِق بالبرنامج النووي الإيراني من جراء انفجار نطنز، هو الأكثر حدّة منذ تسريب فيروس "ستاكسنت" إلى أجهزة الطرد المركزية.

وأضافت "لا بد من القول إنه في حال وقوف إسرائيل وراء هذه العملية التخريبية في نتانز، فإن الحديث يدور حول العملية الأهم ضد البرنامج النووي الإيراني منذ سنوات، وهي عملية من شأنها أن تجرّ ردة فعل إيرانية". وتابعت: "مع ذلك امتنعوا في إسرائيل عن التطرق إلى التقارير التي تحدثت عن هذه العملية في وسائل الإعلام الأجنبية".
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها