الأربعاء 2020/07/15

آخر تحديث: 14:37 (بيروت)

إيران وإسرائيل:جبهة صواريخ.. وقبة حديدية وليزرية

الأربعاء 2020/07/15
إيران وإسرائيل:جبهة صواريخ.. وقبة حديدية وليزرية
© Getty
increase حجم الخط decrease
فيما لا تزال جبهة النووي الإيراني مشتعلة، بعد الاستهداف الذي طال منشأة "نطنز" النووية قبل حوالي أسبوعين، والذي تُتهم إسرائيل بتنفيذه، تزداد جبهة الصواريخ الإيرانية حماوةً، وسط استمرار إيران بتحديث برامجها الصاروخية، وسعي الإدارة الأميركية لإقناع المجتمع الدولي بتمديد حظر التسليح على طهران، فيما إسرائيل الخائفة من الصواريخ الإيرانية التي تحيطها، تعمل على تطوير أنظمتها المضادة للصواريخ البالستية.

وتقول مجلة "ناشونال انترست" الأميركية إن حملة إيران الجريئة الصيف الماضي، ضد حلفاء الولايات المتحدة ومصالحها في الخليج العربي -بما في ذلك الدعم العسكري للمتمردين الحوثيين وضربة الطائرات بدون طيار المزعومة ضد السعودية- أثارت مخاوف إسرائيل من احتمال نشوب صراع وشيك بين تل أبيب وطهران، مما يسلط الضوء على أهمية الركيزة الأساسية للردع الدفاعي الإسرائيلي ضد إيران: الأنظمة المضادة للطائرات.

العيوب التشغيلية واللوجستية في برامج الدفاع الإسرائيلية، رغم تطورها تقنياً، بجانب الأثمان الباهظة التي تتكلفها، أثار اهتمام إسرائيل بتقنية الليزر لمواجهة الصواريخ.

خلافاً للاعتقاد الشائع، فإن مفهوم الأسلحة القائمة على الطاقة ليس جديداً ولا مستقبلياً. يقوم الإسرائيليون بإجراء تقييم لمشروع في هذا الإطار، منذ أوائل عام 2000، عندما تم اقتراح نظام للدفاع الصاروخي بالليزر كبديل لنظام "القبة الحديدية". فازت القبة الحديدية في النهاية، حيث خلصت وزارة الدفاع الإسرائيلية إلى أن تكنولوجيا الليزر لم تنضج بعد إلى استثمار فعال من حيث التكلفة وسليم من الناحية التشغيلية.

لكن شركة الأسلحة الإسرائيلية "رافاييل" استأنفت أعمال البحث والتطوير على نموذج أولي للدفاع الصاروخي بالليزر عام 2009. وكشفت الشركة عن نموذج يجري العمل عليها، أُطلق عليه اسم "شعاع الليزر العالي الطاقة" (Iron Beam High-Energy Laser)، في معرض سنغافورة الجوي لعام 2014. 

يستخدم هذا النظام ليزراً مزدوجاً، يتوافق مع أي رادار ويمكن تركيبه على مجموعة واسعة من المركبات. تختلف المصادر حول التفاصيل الدقيقة، ولكن يُعتقد أن الشعاع الحديدي يمتلك حالياً نطاقاً أقصى فعالاً يصل إلى سبعة كيلومترات. ويُقال إنه قادر على تدمير الصواريخ أو المركبات الجوية بدون طيار أو قذائف الهاون بعد حوالي أربع ثوانٍ من التحام النظام المزدوج العامل بالألياف الضوئية، مع هدفه.

وبحسب "ناشونال انترست" تواجه القبة الحديدية مشكلتين رئيسيتين: ضعف الكفاءة مقابل التكلفة، والضعف أمام أسراب الصواريخ. إذا كان أداؤها تقريباً كما هو متوقع ، فإن "شعاع الليزر الحديدي" لديه القدرة على القضاء على المشكلة الأولى تماماً مع التخفيف بشكل كبير من الثانية. عند حساب سعر صاروخ اعتراض "تامير" بالإضافة إلى جميع التكرارات المصممة في النظام لتقليل معدلات الفشل، فإن كل اعتراض للقبة الحديدية يكلف حوالي 100.000 إلى 150.000 دولار. وبالمقارنة، قال المعلق الدفاعي الإسرائيلي تسفي شور لوزارة الدفاع إن معدل تكلفة كل ضربة "شعاع ليزر حديدي" سيبلغ 2000 دولار فقط.

لكن المدى المحدود للغاية لشعاع الليزر يعني أنه لا يمكنه أبداً استبدال هيكل الدفاع الصاروخي الإسرائيلي الحالي. ومع ذلك، يمكن أن يصبح حجر الزاوية في قدرة الجيش الإسرائيلي على تدمير الصواريخ قصيرة المدى بشكل عام ومواجهة الضربات المكثفة على وجه الخصوص، إذا بدأت إسرائيل في استكماله.

ويشكل توزع الصواريخ الإيرانية بين غزة وجنوب لبنان وسوريا والعراق، مصدر قلق مزمن لإسرائيل، خصوصاً على مستويين: العدد الهائل للصواريخ المقدر بعشرات الآلاف، ودقّة هذه الصواريخ، وهو ما تعمل إيران بحماسة عليه.

وقال اللواء السابق في الجيش الإسرائيلي يتسحاق بريك إن إيران تهدف إلى ترسيخ انتشار صواريخها، وتتجنب إثارة التوتر، قبل تنفيذ أي مهمة، مشدداً على أن "الجيش والإسرائيليين غير مستعدين على الإطلاق، لهذا التهديد الوجودي، الذي يلوح بالأفق".

وأضاف في مقال نشرته صحيفة "هآرتس"، أن "إيران تسعى منذ سنوات لنشر عدد هائل من الصواريخ والقذائف حول إسرائيل، بالتعاون مع حزب الله في لبنان، وحماس والجهاد الإسلامي بقطاع غزة، والحوثيين باليمن، والجماعات الموالية لها في سوريا والعراق".

وقدّر بريك وجود أكثر من 200 ألف صاروخ موجهة في الوقت الحالي على أماكن إقامة الإسرائيليين، والأهداف الاستراتيجة لتل أبيب، مؤكداً أن البنية التحتية العسكرية والمدنية الحيوية (أنظمة الطاقة والموارد الطبيعية والكهرباء والوقود والغاز والمياه، والمواصلات والاتصالات والصحة العامة)، جميعها ضمن دائرة التهديد الصاروخي لإيران.

ورأى أن "القيادة السياسية والأمنية في إسرائيل سقطت في نوم عميق، وتحاول إقناع الجمهور بما تسميه الحملة بين الحروب، والمتمثلة بالضربات الجوية على سوريا، لمنع التمركز الإيراني". وتابع: "رغم أهمية هذه الهجمات الجوية الإسرائيلية، إلا أنها قطرة في محيط"، موضحاً أن "إيران تحكم قبضتها على سوريا، وتواصل إمداد حزب الله بمشروع الصواريخ الموجهة بدقة".

وقال الجنرال الإسرائيلي: "لدي شعور بأن التاريخ يعيد نفسه.. الغارات الجوية بسوريا تذكرني بالمعركة الجوية التي سبقت حرب 1973، على طول الحدود بين سوريا وإسرائيل، وبالقرب من الحدود مع لبنان". وتابع: "أسقطت إسرائيل في حينها 12 طائرة، بينما خسرت طائرة واحدة فقط، وهلل الإسرائيليون بالنصر الجوي. وبعد شهر، اندلعت الحرب، ودفعنا ثمناً باهظاً للغاية".

وقال: "أشعر أننا في نفس الوضع اليوم، وأن ضرباتنا في سوريا، تحول انتباه قيادتنا السياسية والأمنية عن القضية الرئيسية، والمتمثلة بالتحضير للتهديد الوجودي الذي يتضاعف من حولنا".
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها