الثلاثاء 2020/07/14

آخر تحديث: 12:36 (بيروت)

دير الزور: "فاغنر"الروسية تنافس الحرس الإيراني

الثلاثاء 2020/07/14
دير الزور: "فاغنر"الروسية تنافس الحرس الإيراني
© Getty
increase حجم الخط decrease
يعيش الحرس الثوري الإيراني في حالة قلق متزايد من تنامي النفوذ الروسي في دير الزور، بعدما ارتفعت وتيرة الانشقاق في صفوف المليشيات المدعومة منه، لصالح التشكيلات المدعومة روسياً.

وقالت مصادر محلية إنه رغم السطوة الأمنية الواسعة للمليشيات الإيرانية في دير الزور وريفها الشرقي، فقد سَجلت الأيام القليلة الماضية انشقاق عدد من المقاتلين المحليين من صفوف المليشيات الإيرانية، وإلتحاقهم بالمليشيات الموالية لروسيا (الفيلق الخامس، مليشيا فاغنر).

وتضاربت المعلومات حول حجم حالات الانشقاق هذه، وفي حين أكد مصدر خاص ل"المدن" أن هناك انشقاقات جماعية في صفوف المليشيات، وغالبية العناصر من ريف دير الزور الشرقي، وصف الناشط الإعلامي زين العابدين العكيدي حالات الانشقاق ب"الفردية".

وقال ل"المدن"، إن مليشيا "فاغنر" الروسية نشطت مؤخراً في تجنيد أبناء دير الزور للقتال في ليبيا، وهي تستهدف عموماً المقاتلين السابقين، لأنهم على جهوزية قتالية عالية، مقدراً عدد الذين انضموا إلى صفوفها بهدف التوجه إلى القتال في ليبيا بحوالي 300 مقاتل، من بينهم فتيان لم تتجاوز أعمارهم الـ18 عاماً.

وأوضح العكيدي، أن "فاغنر" لا تقبل كل الراغبين بالانضمام لها، وإنما تشترط أن يكون العنصر من المقاتلين السابقين في صفوف المليشيات أو المعارضة، نظراً للدراية القتالية العالية لديهم.

وفي ما يخص المليشيات الإيرانية، أكد الناشط أن المليشيات لا تعاني من نقص في العنصر المقاتل المحلي، وقال: "على العكس من ذلك هناك وفرة بسبب الرواتب الشهرية التي تصل لـ125 ألف ليرة سورية، إلى جانب السلة الغذائية الشهرية".

في المقابل، يذهب كثيرون إلى اعتبار أن إيران لا تحظى بقبول شعبي في دير الزور، لأسباب عدة، يشرحها مدير منظمة "العدالة من أجل الحياة" الحقوقي جلال الحمد قائلاً: "هناك اعتقاد شعبي سائد بأن لإيران أهدافاً مذهبية على صلة بتغيير معتقدات الأهالي، بخلاف المشروع الروسي المصلحي فقط".

ويقول ل"المدن"، إن قسماً من أهالي دير الزور يعتقدون أن الوجود الروسي يخلق توازناً بين تغوّل المليشيات الإيرانية، وتشكيلات النظام.

كما ساهمت الضربات الجوية المجهولة التي تتعرض لها مواقع المليشيات الإيرانية باستمرار، إلى جانب هجمات عناصر تنظيم الدولة الإسلامية، في رفع منسوب المخاوف من الانضمام إليها، وفق الحمد، الذي أضاف "نستطيع القول أن المليشيات الإيرانية اليوم في أسوأ حالاتها، وتحديداً بعد الضيق المالي الذي تعاني منه، على خلفية الأزمات التي تعصف بالاقتصاد الإيراني، واقتصاد النظام، بسبب عقوبات قيصر".

وفي ضوء ذلك، كثفت قيادات الحرس الثوري الإيراني اجتماعاتها مع قيادات المليشيات الموالية لها. وكشفت مصادر عن إجراء قيادات من الحرس الثوري الإيراني سلسلة اجتماعات في "المركز الثقافي الإيراني" بدير الزور.

وطبقاً للمصادر، فإن الاجتماعات ركزت على سبل استقطاب الشباب لتجنيدهم لصالح الميليشيات الإيرانية ونشر التشيّع بشكل أكبر، وإقامة دورات دينية وعسكرية للمتطوعين.

وأردفت أن قيادات الحرس الثوري الإيراني كثّفت اجتماعاتها مؤخراً في دير الزور، بعد زيارة قائد "فيلق القدس" إسماعيل قآاني إلى مدينة البوكمال شرقي دير الزور، أواخر الشهر الماضي.
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها