الأربعاء 2020/07/01

آخر تحديث: 17:05 (بيروت)

الاستخبارات الأميركية تلاحق ترامب

الأربعاء 2020/07/01
الاستخبارات الأميركية تلاحق ترامب
© Getty
increase حجم الخط decrease
رأت المتحدثة باسم البيت الأبيض كايلي ماكيناني أن فكرة ملاحقة عدد من ضباط الاستخبارات الأميركية للرئيس دونالد ترامب "ممكنة جداً"، واصفةً التسريبات التي نشرتها صحيفة "نيويورك تايمز" ب"المستهدفة".

وأجابت ماكيناني، في آخر لحظة من الإيجاز الصحافي الذي قدمته في البيت الأبيض ليل الثلاثاء، على سؤال عما كانت تقصد حين وصفت تسريبات الصحيفة الأميركية ب"المستهدفة" ومن الذي يقف خلفها قائلة إن عناصر من أجهزة الاستخبارات تقف خلف ذلك. وقالت: "هذا سؤال عظيم لكن هناك ضباط استخبارات مارقين يهددون حياة جنودنا".

وتابعت المتحدثة باسم البيت الأبيض: "لن يكون باستطاعتنا ومن المرجح ألا نستطيع أن نحصل على إجماع حول هذه المعلومات الاستخباراتية بسبب ما سربته نيويورك تايمز".

وسأل الصحافيون المتحدثة باسم البيت الأبيض عما إذا كانت تعتقد أن ضباط الاستخبارات يلاحقون ترامب، لتجيب قائلة: "من الممكن جدا وإذا كان هذا هو الحال سيكون الأمر مهيناً تماما".

وكانت صحيفة "نيويورك تايمز" قالت إن أجهزة المخابرات الأميركية، كشفت تورط جهاز المخابرات العسكرية الروسي في تقديم مكافآت مالية لمسلحين من حركة "طالبان" الأفغانية لقتل الجنود الأميركيين، مشيرة إلى أن السلطات المعنية الأميريكية عرضت تلك المعلومات على ترامب في آذار/مارس.

وفي السياق، نقلت شبكة "سي إن إن" عن مسؤول أميركي أن المعلومات حول جهود المخابرات العسكرية الروسية والمكافآت المالية التي قدمتها لمسلحي "طالبان" لقتل الجنود الأميركيين، وردت في أحد التقارير الاستخباراتية اليومية لترامب، في وقت سابق من ربيع هذا العام.

وأكد المسؤول الأميركي المطلع بشكل مباشر على تلك المعلومات، أن السلطات الأميركية لديها "معلومات" تؤكد أن وحدة المخابرات العسكرية الروسية، "بذلت جهداً لدفع أموال المكافأة لقتل الجنود الأميركيين، بما في ذلك استجواب معتقلي طالبان والتنصت الإلكتروني". وأوضح أن "المعلومات كانت جدية بما فيه الكفاية. وعقد موظفو مجلس الأمن القومي اجتماعا لمناقشة خيارات الرد، بما في ذلك فرض عقوبات أميركية على روسيا، إذا أراد الرئيس القيام بذلك".

وفي مقال جديد نشرته "نيويورك تايمز" بعنوان: "لماذا يضع ترامب روسيا في المقدمة"، قالت مستشار الأمن القومي الأميركي السابقة سوزان رايس إنه منذ شباط/فبراير 2019 على الأقل كان لدى الولايات المتحدة معلومات عن المكافآت ل"طالبان" مقابل قتل جنود أميركيين، وحتى يومنا هذا لم يفعل ترامب أي شيء.

بدلاً من ذلك، رفض ترامب تقارير الاستخبارات ووصفها بأنها ليست "ذات مصداقية" و"ربما خدعة روسيا ملفقة أخرى، ربما من قبيل الأخبار الزائفة" التي "تريد أن تجعل الجمهوريين يبدون سيئين".

وتقول رايس إنه بغض النظر عن التوقيت الذي علم به ترامب بالحادثة، وهو يصرّ على أنه لم يعلم بها قبل تقرير "نيويورك تايمز"، لماذا لم يدِن علناً أي جهود روسية لقتل الجنود الأميركيين واستكشاف خيارات رد أميركي سريع ومهم؟. وتضيف "بصفتي مستشار سابقة للأمن القومي أجد أنه من الصعب للغاية تصديق أن أحداً لم يخبر ترامب بهذه المعلومات الاستخبارية".

وتتساءل رايس: "إذا تمّ إخبار ترامب عن الإجراءات الروسية، فلماذا لم يرد؟ وإذا لم يتم إخباره، فلماذا؟ هل كبار مستشاريه يفتقرون إلى الكفاءة الكاملة؟ هل هم خائفون للغاية من تقديم أخبار سيئة للسيد ترامب، خاصة حول روسيا؟ هل يدير السيد ترامب سياسة خارجية مارقة منفصلة تماماً عن المصالح الوطنية الأميركية؟ إذا كان الأمر كذلك، لماذا؟".

يستمر النمط الخطير الذي يؤكد ميل ترامب الغريب لخدمة المصالح الروسية فوق مصالح الولايات المتحدة. نتذكر أنه خلال حملته عام 2016، حثّ ترامب روسيا علناً على اختراق رسائل البريد الإلكتروني لمنافسته هيلاري كلينتون وأشاد ب"ويكيليكس" لنشره وثائق مسروقة، كذلك دعا بوتين لاجتماع قمة الدول السبع الكبرى المقبل في الولايات المتحدة، بحسب رايس.

وفي الآونة الأخيرة، علمنا أنه حتى الجهود الروسية لذبح القوات الأميركية بدم بارد لا تخيف هذا الرئيس. ينقل ترامب المعلومات ويتهرّب من المسؤولية ويفشل في اتخاذ إجراء، ولا حتى تقديم احتجاج دبلوماسي. الآن يعرف بوتين أنه يستطيع قتل الأميركيين دون عقاب.

وتختم رايس قائلة: "ماذا يجب أن نستنتج من كل هذا؟ في أفضل الأحوال، قائدنا العام مهمل تماماً في واجباته، حيث يرأس عملية أمنية قومية مختلّة بشكل خطير تعرض بلادنا وأولئك الذين يرتدون زيّها العسكري لخطر كبير. في أسوأ الأحوال، تتم إدارة البيت الأبيض من قبل كاذبين وممرضين يرعون رئيساً مستبداً يعمل بنشاط على تعزيز مصالح خصمنا الشرير".
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها