الثلاثاء 2020/06/02

آخر تحديث: 11:28 (بيروت)

ترامب يهدد بالجيش..وبايدن وأوباما يريدان هزيمته بالانتخابات

الثلاثاء 2020/06/02
ترامب يهدد بالجيش..وبايدن وأوباما يريدان هزيمته بالانتخابات
© Getty
increase حجم الخط decrease
قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب في خطاب وجهه للشعب الأميركي، ليل الإثنين، إن التظاهرات التي خرجت في عشرات المدن الأميركية هي "نوع من الإرهاب وليست سلمية" متوعداً "بنشر الجيش للتصدي لها".

وهدّد ترامب بنشر "آلاف الجنود المدجّجين بالأسلحة" وعناصر من الشرطة في واشنطن، واصفاً ما شهدته العاصمة الفدرالية الأحد من أعمال شغب وتخريب ونهب بأنه "وصمة عار".

وقال ترامب إنه سيرسل الآلاف من الجنود المدججين بالسلاح وقوات إنفاذ القانون لإنهاء العنف في العاصمة وتعهد بفعل الشيء نفسه في مدن أخرى إذا لم يستطع رؤساء البلديات وحكام الولايات استعادة السيطرة على الشوارع.

وقال إنّه طلب من حكّام الولايات إتخاذ الإجراءات اللازمة "للسيطرة على الشوارع"، مندّداً بما اعتبره أعمال "إرهاب داخلي"، في إشارة الى الاحتجاجات وأعمال الشغب التي استمرت لليلة السابعة على التوالي احتجاجاً على مقتل رجل أسود أعزل بيدي شرطي أبيض.

وفي حين كان ترامب يلقي خطابه كانت قوات الأمن تستخدم قنابل الغاز المسيل للدموع لتفريق متظاهرين احتشدوا أمام البيت الأبيض احتجاجاً على مقتل جورج فلويد اختناقاً بعدما داس شرطي بركبته على عنقه حتى الموت.

وجاءت تهديدات ترامب بعد ساعات من إعلان التقرير الرسمي لتشريح جثة فلويد والذي أكد أن الوفاة "جريمة قتل". وأشار التقرير النهائي إلى أن الوفاة جاءت "نتيجة توقف عضلة القلب أثناء عملية الاعتقال والضغط على العنق أثناء تقييده".

وأجرى التشريح الرسمي للجثة بناء على عريضة اتهام بحق الضابط شوفين بارتكاب جريمة من الدرجة الثالثة وهي "قتل" جورج فلويد.

واتّهم المرشّح الديموقراطي للرئاسة الأميركية جو بايدن، ترامب بأنّه "يستخدم الجيش الأميركي ضدّ الشعب الأميركي"، لمجرّد الترويج لنفسه، وذلك بعيد زيارة مفاجئة قام بها ترامب إلى كنيسة مجاورة للبيت الأبيض.

وأضاف بايدن في تغريدة، إنّ ترامب "يستخدم الجيش الأميركي ضدّ الشعب الأميركي. إنّه يطلق الغاز المسيل للدموع على متظاهرين سلميين ويطلق عليهم الرصاص المطّاطي، من أجل صورة". ودعا الى التعاون من أجل هزيمة ترامب.

من جهته، رأى الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما أن موجات الاحتجاجات في جميع أنحاء البلاد تكشف عن  "إحباط الشعب الحقيقي والشرعي إزاء فشل الدولة، الذي استمر لعقود، في إجراء إصلاحات على مستوى ممارسات الشرطة ونظام العدالة الجنائية في الولايات المتحدة".

وشدد أوباما على أن التظاهرات كانت سلمية بغالبيتها. وقال: "الأقلية الصغرى من الناس الذين لجأوا إلى العنف بأشكال مختلفة، سواء كان ذلك بسبب مشاعر الغضب الحقيقية التي راودتهم أو لمجرد انتهاز الفرصة، يعرّضون الأبرياء للخطر، وهو أمر قد يتسبب في تدمير الأحياء التي غالبا ما تفتقر بالفعل إلى الخدمات الكافية والاستثمارات". وأضاف "لذا، دعونا ألا نبرر العنف أو نشارك فيه".

وتابع: "بعض الناس يعتقدون بأن المشكلة المتكررة للتحيز العنصري في نظام العدالة الجنائية يثبت أن الاحتجاجات والإجراءات المباشرة تمثل السبيل الوحيد نحو إحداث تغيير، وأن التصويت والمشاركة في السياسة الانتخابية ليسَا سوى مضيعة للوقت". وقال: "لكن في نهاية المطاف، يجب أن تُدون آمال الشعب في شكل قوانين وممارسات مؤسسية محددة لا يمكن أن تتحقق سوى من خلال انتخاب مسؤولين حكوميين مستعدين للاستجابة لمطالبنا".

ويواجه أغلب الأميركيين من أصل أفريقي في مدينة مينيابوليس وولاية مينيسوتا، التي اندلعت فيها الاحتجاجات، عمليات تمييز واضحة، وظروف عمل صعبة وبطالة مرتفعة، وسياسات إسكان عنصرية، ضدهم، لم تتسبب فيها حكومات الولايات فحسب، وإنما دعمتها العديد من الإدارات والرؤساء لعقود خلال القرن الماضي. ومن بين 5.65 ملايين مواطن يسكنون ولاية مينيسوتا، لا تمثل الأقلية السوداء أكثر من 7 في المئة من السكان. 

وفي حين كانت معاناتهم في السابق تتركز في صعوبة حصولهم على مساكن في المناطق "الراقية"، بمحددات متعددة، أهمها وجود نصوص في عقود عشرات الآلاف من المنازل التي يشتريها السكان البيض تمنعهم من بيع وحداتهم لغير البيض، وعدم قدرتهم على الحصول على التسهيلات المصرفية، تحوّل التمييز ضدهم في السنوات الأخيرة إلى الخدمات الطبية والتأمين الصحي، وهو ما ظهر في تمثيلهم لأكثر من 16 في المئة من 23 ألف حالة المؤكدة إصاباتهم بوباء كورونا، خلال الشهور الأربعة الماضية، في مينيسوتا.

وتشير البيانات الصادرة عن جهات حكومية أميركية إلى أنه من بين 529 ألف مواطن من سكان الولاية كانوا تحت خط الفقر الرسمي في عام 2018، وبينما كانت نسبة الفقراء في البيض لا تتجاوز 7 في المئة، تجاوزت النسبة 27 في المئة من السود.

وفي الوقت الذي كان معدل البطالة بين البيض لا يتجاوز 3 في المئة في الولاية، وصل عند السود إلى 8 في المئة. ومثّل متوسط دخل الأسرة البيضاء أكثر من ضعف متوسط دخل الأسرة السوداء.
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها