الثلاثاء 2020/06/02

آخر تحديث: 21:17 (بيروت)

احتجاجات أميركا:بايدن يرفض إستخدام الجيش..وترامب يشكر نفسه!

الثلاثاء 2020/06/02
احتجاجات أميركا:بايدن يرفض إستخدام الجيش..وترامب يشكر نفسه!
© Getty
increase حجم الخط decrease
أمر وزير الدفاع الأميركي مارك إسبر الثلاثاء، بتحريك كتيبتين من الشرطة العسكرية والفرقة المجوقلة ال82 إلى العاصمة واشنطن، وسط مطالب بإيضاحات حول الأمر.

وكشف البنتاغون أنه استدعى 1500 عنصر من الحرس الوطني من خمس ولايات بهدف نشرهم في واشنطن. وأوضح أن تعداد قوات الحرس الوطني في العاصمة سيبلغ في الساعات المقبلة 2800 عنصر.

من جهة أخرى، عززت وزارة الدفاع الواقعة على مسافة قريبة من واشنطن، إجراءات الأمن والحماية في محيط مقرها والطرق الفاصلة بالعاصمة. وتأتي الإجراءات في ظل تصاعد التوتر والاضطرابات التي رافقت الاحتجاجات المنددة بمقتل جورج فلويد، الأميركي الأسود الذي توفي خلال اعتقاله في مدينة مينيابوليس بولاية مينيسوتا.

وطالب رئيس لجنة القوات المسلحة في مجلس النواب في الكونغرس آدم سميث، إسبر ورئيس هيئة الأركان المشتركة مايك ميلي، بإيضاح حول كيفية استخدام الجيش في الداخل. وقال سميث إنه يريد عقد جلسات استماع للحصول على هذه الإيضاحات وللاطلاع على خطط إسبر وميلي لممارسة سلطاتهما.

وأضاف أنه من الخطأ أن يتعامل القادة العسكريون مع ما يجري على أنه حرب، مشددا على أن مهمة الجيش ليست فرض الأمن والقانون في الداخل.

كما أعلنت وزارة الدفاع الأميركية دعوة وزير الدفاع ورئيس الأركان إلى جلسة استماع أمام لجنة القوات المسلحة في مجلس النواب الأسبوع المقبل على خلفية زيارتهما كنيسة "سانت جون" برفقة الرئيس دونالد ترامب ليل الاثنين.

يأتي ذلك في وقت يتصاعد التوتر بين الرئيس دونالد ترامب، والمرشح الرئاسي عن الحزب الديموقراطي جو بايدن الذي يستمر باتخاذ أبعد مسافة ممكنة عن إجراءات ترامب. وشن بايدن هجوماً على ترامب لتهديده بنشر الجيش في مدن أميركية.

وقال بايدن في كلمة في مدينة فيلادلفيا: "الرئيس حمل الكتاب المقدس أمام كنيسة سانت جون بالأمس. كنت أتمنى فقط أن يفتحه بين فترة وأخرى بدل التلويح به. لو فتحه، لتعلم شيئا".
وكان ترامب قد قام بزيارة مفاجئة إلى الكنيسة القديمة المجاورة للبيت الأبيض، والملقبة بكنيسة الرؤساء التي طالتها أعمال تخريب ليل الأحد خلال تظاهرة تندد بالعنصرية وعنف الشرطة. وقال أمام الكنيسة وهو يرفع الكتاب المقدس "لدينا بلد عظيم".

وأضاف بايدن "الرئيس كان عليه أن يفتح إلى جانب الإنجيل الدستور، لو فعل ذلك لوجد شيئاً اسمه التعديل الأول وما يقوله عن حق الشعب في التجمع بطريقة سلمية ورفع التماسات إلى الحكومة للتطرق إلى الشكاوى. هذه هي الفكرة الرئيسية وهي ليست جديدة على هذه البلاد. هذه هي أميركا".

وتابع أن الجيش لا يجب استخدامه ضد الشعب الأميركي. وقال: "هذه أمة ذات قيم. حريتنا أن نتحدث، ولا يسمح للرئيس بأن يخرس هذه الأصوات وأن يرى هذه فرصة لزرع الفوضى وأن يشتت شكاوينا المشروعة وهي في صلب هذه الاحتجاجات".

ووصف المرشح الرئاسي الكلمات الأخيرة التي تلفظ بها جورج فلويد قبل وفاته –لا أستطيع أن أتنفس- بأنها بمثابة "جرس إنذار" للولايات المتحدة التي هي "في أمس الحاجة إلى قيادة تعترف بألم مجتمعات ضغطت أقدامٌ على رقابها لوقت طويل". واتهم بايدن ترامب بأنه قلق حيال إعادة انتخابه أكثر من قلقه على جمع شمل أميركا مقسمة تهزها أعمال العنف.

ترامب، من جهته، شكر نفسه على الإجراءات التي تم اتخاذها من قبله وإدارته للتعامل مع الاحتجاجات. وقال ترامب في تغريدة: "دائرة كولومبيا لم تواجه أي مشاكل الليلة الماضية. تم تنفيذ عدد كبير من الاعتقالات. وجرى إنجاز عمل عظيم من قبل الجميع". وأضاف "القوة الساحقة. الهيمنة. مينيابوليس كذلك تصرفت بطريقة ممتازة (شكرا لك الرئيس ترامب!)".

ورأى موقع "ناشونال انترست" الأميركي، أن الاضطرابات في الولايات المتحدة تطرح تحديات خطيرة أمام ترامب و بايدن حيث يحضّر كل منهما حملته لانتخابات 3 تشرين الثاني نوفمبر.. إذا لم يشكل فيروس كورونا بالفعل تهديدا للخطاب المدني في الولايات المتحدة، فإن أحدث نقطة اشتعال في السياسة العرقية داخل الولايات المتحدة، تجعل من هذه الحملة الرئاسية واحدة من أكثر الحملات إثارة في التاريخ.

وقال إنه "في الولايات المتحدة يتم الحكم على أي رئاسة من خلال قدرتها على الاستجابة لأعداء مثل فيروس كورونا، ومع تجاوز عدد الوفيات الناجمة عن الجائحة الآن 100 ألف، سوف يكون إرث ترامب مرتبطاً ارتباطاً وثيقا بهذا الرقم المذهل، والذي لا يزال يرتفع.. دونالد ترامب هو الرئيس في كوابيسنا، والمشكلة أنه قد ينتخب مجدداً".

وبحسب "ناشونال انترست"، راهن ترامب، بالطبع، على اللعب على الانقسامات العرقية والاقتصادية والايديولوجية لكن حجم وشدة الأزمتين اللتين يواجههما الآن سيجعل هذا الأمر صعباً للغاية. بمقاييس عديدة، رئاسة ترامب في أزمة ويجب على بايدن أن يكون قادراً على تقديم إثبات للشعب الأميركي في هذه اللحظة بأنه القائد الأكثر فعالية لكن مشكلته أن الحزب الديموقراطي لا يزال يبدو منقسما، وبايدن لم يبدِ حتى اللحظة فعاليةً في معالجة هذا الانقسام.
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها