الأحد 2020/05/31

آخر تحديث: 13:58 (بيروت)

سباق روسي إيراني على تجنيد شبان شرق سوريا

الأحد 2020/05/31
سباق روسي إيراني على تجنيد شبان شرق سوريا
© Getty
increase حجم الخط decrease
غادرت أول مجموعة من أبناء محافظة دير الزور جنّدتهم روسيا للقتال في ليبيا قبل أيام، في الوقت الذي دانت فيه قوى محلية أنشطة التجنيد التي تستغل سوء الأوضاع الاقتصادية شمال شرق سوريا، المنطقة التي تشهد تسابقاً بين موسكو وطهران لاستقطاب الشبان فيها من أجل الانضمام إلى الميليشيات التابعة للجانبين.

وعلمت "المدن" أن الدفعة الأولى من المجندين، الذين يبلغ عددهم نحو 300، معظمهم من أبناء مدينة دير الزور، تم إرسالهم قبل أسبوعين إلى ليبيا للقتال في صفوف الجيش اللواء خليفة حفتر، والذي كثّفت روسيا من تعزيز صفوفه بمئات المرتزقة السوريين خلال الفترة الماضية.

وقال الناشط محمد الحامد إن "عمليات التجنيد بدأتها روسيا قبل أكثر من شهرين عن طريق وسطاء من أبناء المحافظة، أبرزهم تركي البوحمد، وهو من ريف دير الزور الغربي، نجحوا باستقطاب العشرات من الشبان الذين يتم تجميعهم وتقديم تدريبات عاجلة لهم في مقر سابق لميليشا لواء القدس في حي القصور بمدينة دير الزور، وفي المطار العسكري".

وأضاف الحامد في تصريح ل"المدن"، أن عمليات التجنيد ليست مقتصرة على المدينة، بل امتدت لتشمل مختلف المناطق الخاضعة لسيطرة النظام في الريف، وتتركز بشكل خاص في قرى جنوب نهر الفرات ومنطقة بادية الشامية بريف دير الزور الشرقي، بالإضافة طبعاً إلى نشاط روسي واسع في هذا الصدد في محافظة الحسكة شمال شرق البلاد.

وأشار إلى أن العامل الاقتصادي يأتي في مقدمة الأسباب التي تجعل البعض يقبل الانضمام لهذه المجموعات، حيث تعرض روسيا مبلغ ألف دولار كراتب شهري، وهو مبلغ كبير ومغرٍ بالنظر إلى سوء الأوضاع الاقتصادية وانتشار الفقر والبطالة.

وكانت "عشيرة حرب" في ريف الحسكة قد استنكرت قيام روسيا بتجنيد شبان من العشيرة وإرسالهم للقتال إلى جانب قوات حفتر في ليبيا، وأكدت في بيان، أنه "تم إرسال دفعة أولى من أبناء العشيرة إلى ليبيا ويجري التحضير لإرسال دفعة أخرى".

واتهم البيان روسيا باستغلال الوضع الاقتصادي السيئ لأبناء العشيرة وبالضغط على المدنيين من خلال خفض أسعار محاصيلهم الزراعية لدفعهم إلى الانضمام إلى معسكرات التجنيد.

النشاط الروسي الأخير في تجنيد مرتزقة وإرسالهم إلى ليبيا، يأتي بالتزامن مع اطلاق موسكو عمليات تأسيس ميليشيات تابعة لها شمال شرق سوريا، حيث شهدت الفترة التي أعقبت انتشار قواتها هناك، منذ تشرين الثاني/نوفمبر 2019، نشاطاً مكثفاً على هذا الصعيد، ما اعتُبر منافسة للجانب الإيراني الذي نجح بتجنيد المئات من شباب محافظتي دير الزور والحسكة في ميليشات تابعة للحرس الثوري خلال الأعوام الماضية.

وتقول مصادر محلية إن الروس يقدمون عرضين مختلفين لاستقطاب الشبان العاطلين عن العمل، الأول هو التجنيد كمرتزقة للقتال في ليبيا، أو الانضمام لميليشيات محلية تتبع للفيلق الخامس، مع فارق كبير في الراتب الشهري الذي لا يتجاوز المئة دولار بالنسبة للخيار الثاني، وهو المبلغ الذي يحصل عليه المنضمون للميليشيات الإيرانية.

وفي هذا السياق، قالت شبكة "دير الزور 24"، إن قياديين في ميليشيا "الحرس الثوري الإيراني" التقوا للمرة الثانية خلال أقل من شهر بوجهاء من مدينة الميادين بريف دير الزور الشرقي، بهدف التحضير لاجتماع مع قيادات إيرانية رسمية في العاصمة دمشق، من المقرر عقده بعد نحو أسبوع.

ويعتقد ناشطون أن الهدف من هذا الاجتماع هو حث الموالين للنظام من أبناء المنطقة على تجنيد المزيد من الشبان في صفوف الميليشيات التابعة لإيران، التي بدأت خلال شهر أيار/مايو بسحب جماعات شيعية غير سورية كانت متمركزة في ريف دير الزور الشرقي إلى العراق ومناطق أخرى من سوريا، حيث تعمل على تعويضها بقوى محلية مرتبطة بها هناك.
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها