الجمعة 2020/05/15

آخر تحديث: 10:54 (بيروت)

إيران تستخدم حميميم مجدداً..تحدٍ روسي لأميركا واسرائيل؟

الجمعة 2020/05/15
إيران تستخدم حميميم مجدداً..تحدٍ روسي لأميركا واسرائيل؟
increase حجم الخط decrease
على عكس السياق الذي جرت فيه مختلف التقارير الإعلامية والتصريحات السياسية في ما يخص تطورات العلاقة بين روسيا وإيران في سوريا، وفي الوقت الذي يكاد يكون فيه إجماع على أن موسكو بدأت تعمل بجد للحد من النفوذ الإيراني اعتماداً على بعض المؤشرات، جاء الكشف عن هبوط طائرات إيرانية في قاعدة حميميم الجوية الروسية في اللاذقية على الساحل السوري ليخلط الأوراق مجدداً على هذا الصعيد.

واعتبرت مصادر في المعارضة السورية أن سماح روسيا لإيران باستخدام قاعدتها الجوية الرئيسية في ريف اللاذقية يمثل تطوراً لافتاً، ويحمل رسائل غير إيجابية للحراك الأميركي الإسرائيلي المتصاعد ضد الوجود الإيراني في سوريا.

وشهد الأربعاء، للمرة الثانية، هبوط طائرة متوجهة من إيران إلى سوريا في قاعدة حميميم الجوية الروسية، في ريف جبلة، جنوب غرب محافظة اللاذقية، وفق ما أفاد به موقع المصدر نيوز. وذكر الموقع أن طائرة شحن توجهت من طهران إلى قاعدة حميميم حيث أفرغت حمولتها، وأن سبب الهبوط هو تجنب غارات إسرائيلية كانت قد استهدفت في السابق مطار دمشق الدولي.

و"الخشية من الاستهداف الاسرائيلي" هو العنوان الذي كانت قناة "روسيا اليوم" قد استخدمته للمقطع المصور الذي نشرته الأسبوع الماضي، ويظهر هبوط طائرة شحن إيرانية في قاعدة حميميم، بعد يومين من كشف موقع أميركي متخصص برصد حركة الملاحة الجوية استخدام الطائرة الإيرانية للقاعدة الروسية للمرة الأولى منذ إنشائها.

وفي تعليقهم على هذا التبرير، استبعد قادة في المعارضة السورية تواصلت معهم "المدن" أن يكون الدافع هو الخطر الاسرائيلي بالفعل، خاصة مع تكرر الواقعة مرتين خلال أسبوع واحد. وبدا أن هناك توافقاً على أن السماح الروسي لإيران باستخدام قاعدتها الجوية الرئيسية في سوريا، يمثل رسالة تحد صريحة لكل من واشنطن وتل أبيب، وتأكيداً على أن ما يجمع طهران وموسكو في سوريا أبعد من مجرد التنافس على بعض الملفات الاقتصادية والعسكرية.

ورغم تعرض مواقع تابعة للميليشيات الإيرانية، وكذلك بعض نقاط تمركز الحرس الثوري الإيراني في سوريا لقصف جوي متكرر، يُعتقد أن مصدره الطيران الاسرائيلي والأميركي، ورغم التصعيد الكبير في هذه الضربات، إلا أن أياً منها لم تستهدف مطار دمشق الدولي منذ بداية هذا العام على الأقل.

وكانت تقارير إعلامية قد تحدثت عن انسحاب وإعادة انتشار تنفذها القوات المرتبطة بإيران في سوريا، وأنه تم تسليم العديد من المواقع لميليشيات محلية مرتبطة بروسيا، وخاصة في محافظة دير الزور شرق سوريا، استجابة لضغوط روسية على طهران، إلا أن الكشف عن هبوط طائرات إيرانية في قاعدة حميميم يفرض إعادة تقييم الواقع مجدداً، حسب تعبير قيادي في المعارضة العسكرية السورية.

ولم يستبعد القيادي أن يكون وزير الخارجية الأميركية مايك بومبيو حمل معه هذا الملف في زيارته إلى إسرائيل، خاصة مع تكرار الوزير الأميركي مطالبته إيران بالتعجيل بالانسحاب الكامل من سوريا، ولفت في الوقت نفسه إلى أن صدور موقف أميركي صريح من هذا التطور يعتبر أمراً في غاية الأهمية، وسيكشف عن مدى جدية واشنطن في هذا الملف.
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها