الخميس 2020/04/09

آخر تحديث: 13:57 (بيروت)

ما حقيقة انتشار كورونا بصفوف العائلة المالكة السعودية؟

الخميس 2020/04/09
ما حقيقة انتشار كورونا بصفوف العائلة المالكة السعودية؟
إصابة 150 من أفراد العائلة الحاكمة السعودية بفيروس كورونا (Getty)
increase حجم الخط decrease
نشر الأمير السعودي، فهد بن مصعب آل سعود، عبر "تويتر" صورة قال إنها توثق تواجد أمير منطقة الرياض، فيصل بن بندر بن عبد العزيز، في منزله، بعد تقارير إعلامية عن "إصابته" بفيروس "كورونا".


وكتب الأمير فهد، عبر "تويتر"، في رد على تغريدة لقناة "الجزيرة مباشر"، قالت فيها إن الأمير فيصل نقل إلى غرفة العناية المركزة: "الأمير فيصل بن بندر بن عبد العزيز أمير منطقة الرياض حفظه الله ورعاه مساء اليوم بمنزله بمدينة الرياض".

وكانت صحيفة "نيويورك تايمز" قالت إن نحو 150 شخصاً من العائلة الملكية في السعودية يعتقد بأنهم مصابون بفيروس "كورونا" المستجد، بينهم أمير الرياض.

ورد الأمير السعودي عبد الرحمن بن مساعد بن عبد العزيز في تغريدة قال فيها: "عدد المصابين بكورونا في السعودية الى الآن يقارب ال3000 شخص.. لنفترض أن هذا الخبر صحيح وأن بين ال3000 مصاب 150 من آل سعود .. آل سعود أسرة سعودية مثل أي أسرة أفرادها يصيبهم المرض.. شفى الله المصابين في بلادي وفي كل مكان.. كورونا قد يجدون علاجًا له، أما غباؤكم وحقدكم فليس له علاج".

الصحيفة الأميركية كانت قد قالت في تقرير لها بعنوان: "كورونا يغزو الحرم السعودي"، إن فيروس "كورونا" أصاب قلب العائلة الملكية في السعودية بعد أكثر من ستة أسابيع من إعلان المملكة عن أول إصابة بالفيروس في البلاد. 


التقرير الذي ترجمته "المدن"، أشار إلى أن أمير منطقة الرياض يرقد في العناية المركزة مصاباً بفيروس "كورونا"، بالإضافة إلى العشرات من أفراد العائلة الملكية.

وأشارت الصحيفة إلى أن أطباء من المستشفى النخبوي الذي يعالج آل سعود يعكفون على تحضير ما يقارب 500 سرير تحسباً لتدفق أمراء آخرين أومقربين منهم، وذلك طبقاً لإعلان حالة تأهب قصوى أرسله المسؤولون في المستشفى.

وفي إشعار إلكتروني، حصلت صحيفة "نيويورك تايمز" على نسخة منه، أرسله مسؤولو المنشأة الطبية الراقية وهي مستشفى الملك فيصل التخصصي، إلى كبار الأطباء يقولون فيه: "إن التوجيهات توصي بالإستعداد لاستقبال كبار الشخصيات من مختلف أنحاء البلاد".

وجاء في الرسالة: "لا نعلم عدد الحالات التي ستأتينا ولكن نحن في حالة تأهب قصوى (..) يتوجب إخراج جميع المرضى المزمنين في أسرع وقت ممكن، ويستثنى من ذلك الحالات الطارئة القصوى". وقالت: "أفراد الطاقم الطبي المرضى سوف يعالَجوا في أماكن أخرى لإفساح المجال لأبناء العائلة الملكية".

ولفتت الصحيفة إلى أنه بعد أكثر من ستة أسابيع من إعلان السعودية عن أول إصابة "كورونا" في البلاد، يصيب الفيروس الرعب في قلب الأسرة المالكة في المملكة.

ونقلت الصحيفة، عن شخص مقرب من آل سعود، أن ما يصل إلى 150 فرداً من أفراد العائلة الملكية يُعتقد بأنهم أصيبوا بفيروس "كورونا"، بينهم أفراد من الفروع الأقل في العائلة.

وقال التقرير إن الملك سلمان بن عبد العزيز (84 عاماً)، عزل نفسه في قصر كائن في جزيرة بالقرب من مدينة جدة المطلة على البحر الأحمر. في حين اعتزل ابنه ولي العهد محمد بن سلمان، الحاكم الفعلي للبلاد والبالغ من العمر 34 عاماً، مع عديد من وزرائه في الموقع النائي الكائن في الساحل نفسه.

"نيويورك تايمز" رأت أن تفشي المرض بين أفراد العائلة الملكية يسلط مزيداً من الضوء أيضاً على الدافع من وراء سرعة وحجم تفاعل المملكة مع الوباء، وأشارت إلى ان السلطات السعودية بدأت بتقييد السفر وحظرت زيارة الأماكن الإسلامية المقدسة في مكة والمدينة المنورة حتى قبل أن تعلن المملكة عن أول إصابة لديها في 2 آذار/مارس.

وأضافت أن السلطات أوقفت جميع الرحلات الجوية والبرية عبر حدودها سواء منها أو إليها وكذلك بين الأقاليم الداخلية، ووضعت جميع مدنها الكبرى تحت إغلاق صارم يستمر لأربعة وعشرين ساعة، ولا يسمح إلا بالخروج لمسافات قصيرة لشراء الحاجيات من البقالات أو الصيدليات القريبة، لافتة إلى أن هناك إحتمالاً أن تبادر السلطات إلى إلغاء موسم الحج الذي يعتبر ركناً من أركان الدين الإسلامي، ويشارك فيه ما يقرب من 2.5 مليون شخص.

وقال البروفسور في جامعة رايس والمتخصص في الشأن السعودي، كريستيان كوتس أولريخسن للصحيفة: "إذا وصل المرض إلى العائلة، فقد أصبح بالتالي قضية ملحة".

وحتى الآن، بحسب الصحيفة، أعلنت السعودية، عن 41 وفاةً من فيروس كورونا وعن 2795 إصابةً مؤكدة. وناشد مسؤولو الصحة المقيمين بالبقاء في المنازل، وحذروا الثلاثاء من أن الوباء مازال في بدايته.

وفي تصريح نقلته وكالة الأنباء السعودية، أعلن وزير الصحة توفيق الربيعة أن عدد الإصابات خلال الأسابيع القليلة المقبلة سوف يتراوح ما بين عشرة آلاف في الحد الأدنى ومئتي ألف في الحد الأقصى.

وأشارت الصحيفة إلى أنه لا يمكن تحديد مدى انتشار الفيروس في السعودية. فكما هو الحال في أماكن كثيرة، لم تتمكن المملكة إلا من إجراء عدد محدود من الفحوص، رغم أن مختبرها الطبي الرئيسي يعمل على مدار الساعة في سعي دؤوب لتغطية الاحتياجات المطلوبة.

وفي مقابلة أجرتها الصحيفة من داخل الرياض، قالت جوانا غينس، كبيرة الاختصاصيين في علم الأوبئة في مراكز الولايات المتحدة للتحكم في الأمراض والوقاية منها، والتي تعمل مع الحكومة السعودية كجزء من برنامج تدريب طويل المدى: "الفيروس يمثل تحدياً للجميع، والمملكة العربية السعودية ليست مستثناة".

وفيما لم يعلق الناطق باسم السفارة السعودية في واشنطن على الموضوع، قالت الصحيفة: "فيما يتعلق بإصابة أمير منطقة الرياض الأمير فيصل بن بندر بن عبدالعزيز آل سعود بفيروس كورونا، فقد تم تأكيد ذلك من قبل طبيبين مرتبطين بمستشفى الملك فيصل وكذلك من قبل شخصين آخرين مقربين من العائلة الملكية".

وقال ثلاثة أطباء على ارتباط بالمستشفيات داخل المملكة ل"نيويورك تايمز" إن أكبر تفشٍ للفيروس في المملكة أصاب غير السعوديين.

يذكر أن العمال الوافدين من جنوب شرق آسيا أو من البلدان العربية الأفقر يشكلون ما يقارب ثلث سكان المملكة البالغ عددهم حوالي 33 مليون نسمة. يعيش معظم هؤلاء العمال الوافدين مكتظين معاً داخل مجمعات سكنية كبيرة مقامة خارج المدن الرئيسية، حيث ينام العديدون منهم في غرفة واحدة ويستقلون الحافلات للذهاب إلى أعمالهم وهي ظروف مثالية لانتقال الفيروس.

وأوضح البروفسور في كلية الاقتصاد في جامعة لندن والمتخصص في شؤون السعودية ستيفن هيرتوغ، أن "العمال الوافدين لا يستطيعون العودة الآن إلى أوطانهم بسبب توقف الرحلات الجوية، وكثيرون منهم لا يحصلون على الرعاية الصحية اللازمة. يفترض في أرباب العمل أن يوفروا تغطية نفقات العلاج للعاملين الأجانب لديهم في القطاع الصحي الخاص، إلا أنه يندر أن تطبق القواعد المنصوص عليها وإن توفرت التغطية فهي في الحدود الدنيا".

يقول العديد من الأطباء العاملين في المملكة العربية السعودية أو من يرتبطون بمستشفياتها، للصحيفة، إن أكبر نسبة تفش للوباء داخل المملكة يقع الآن في الأحياء الفقيرة المنتشرة في محيط مكة والمدينة المنورة، حيث يعيش مئات الآلاف من المسلمين المنحدرين من أصول أفريقية أو من جنوب آسيا، وهؤلاء في الأغلب هم أبناء أو أحفاد حجاج جاؤوا لأداء المناسك قبل عقود وبقوا في البلاد.

ولفتت الصحيفة إلى أن معظم الذين ولدوا داخل السعودية من المهاجرين باتوا يشكلون طبقة دنيا في المجتمع من دون وضع قانوني وإمكانيات محدودة جداً للاستفادة من الخدمات الصحية أو من غيرها من الخدمات الحكومية. والأكثر من ذلك أن أي مقيم دائم أو عامل أجنبي لا يحمل تأشيرة صالحة فإنه مهدد بالترحيل، وهذا الأمر يثني المرء منهم عن طلب الرعاية الصحية.

وفيما بدا اقراراً بهذه المشكلة، بحسب الصحيفة، أعلن الملك السعودي الأسبوع الماضي أن الحكومة سوف تقدم العلاج لأي أجنبي مصاب بفيروس كورونا بغض النظر عن التأشيرة أو وضع الإقامة.

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها