الأحد 2020/04/05

آخر تحديث: 13:16 (بيروت)

كورونا:لا يمكن لأي دولة ان تكافحه بمفردها

الأحد 2020/04/05
كورونا:لا يمكن لأي دولة ان تكافحه بمفردها
أزمة "كورونا".. هل ضربت وحدة الاتحاد الأوروبي؟ (Getty)
increase حجم الخط decrease
رأى وزير الخارجية الأميركي الأسبق هنري كيسنجر، وفي مقال له في صحيفة "وول ستريت جورنال"، أن جائحة "كورونا" ستغيّر النظام العالمي للأبد، والاضطرابات السياسية والاقتصادية التي أطلقتها قد تستمر لأجيال عدة.


وأشار كيسنجر إلى أن قادة العالم يتعاطون مع الأزمة الناجمة عن الوباء على أساس وطني بحت، إلا أن تداعيات التفكك الاجتماعي المترتب على تفشي الفيروس لا تعترف بالحدود.

وقال إن الجهود المبذولة لمواجهة تفشي الوباء، رغم ضخامتها وإلحاحها، ينبغي أن لا تشغل قادة العالم عن مهمة أخرى ملحة تتمثل في إطلاق مشروع موازٍ للانتقال إلى نظام ما بعد كورونا.

وأكد أنه لا يمكن لأي دولة، حتى وإن كانت الولايات المتحدة، أن تتغلب على الفيروس بجهد وطني محض، وأن التعاطي مع الضرورات المستجدة الآن ينبغي أن يصاحبه وضع رؤية وبرنامج لتعاون دولي لمواجهة الأزمة، مضيفاً أن الإخفاق في العمل على المحورين في آن واحد قد تترتب عليه نتائج سيئة.

وحث كيسنجر الإدارة الأميركية على التركيز على ثلاثة مجالات رئيسية لمواجهة تداعيات الوباء محلياً وعالمياً، أولها تعزيز قدرة العالم على مقاومة الأمراض المعدية، وذلك من خلال تطوير البحث العلمي.

أما المجال الثاني فهو السعي الحثيث لمعالجة الأضرار التي لحقت بالاقتصاد العالمي جراء تفشي الوباء والتي لم يسبق أن شهدت البشرية مثيلاً لها من حيث السرعة وسعة النطاق، كما حث الإدارة الأميركية على حماية مبادئ النظام العالمي الليبرالي بصفتها المجال الثالث الذي ينبغي التركيز عليه.

وأكد كيسنجر أن التحدي التاريخي الذي يواجه قادة العالم في الوقت الراهن هو إدارة الأزمة وبناء المستقبل في آن واحد، وان الفشل في هذا التحدي قد يؤدي إلى إشعال العالم.

ونقلت صحيفة "لا كروا" الفرنسية عن خبراء، قولهم ان وباء "كورونا" جعل كل دولة تضررت تكافح بمفردها من دون أي تعاون أو تنسيق يذكر.

وقال ديدييه بيليون، الخبير الفرنسي في العلوم السياسية ونائب مدير معهد العلاقات الدولية، إنه عندما حذرت منظمة الصحة العالمية من الانتشار السريع في جميع أنحاء العالم، استمرت بعض الدول في السباق في ما بينها للحصول على الإمدادات الطبية"، ووصف الأمر ب"الخطير".

وحسب الخبير الفرنسي، فإن أكثر الدول تضرراً من غياب "التنسيق الدولي" هي البلدان الأفريقية، خصوصاً الفقيرة منها، نظراً لكون تفشي الفيروس فيها، يعني معركة طويلة الأجل مع "كوفيد-19".

ووفقاً للصحيفة، فالمنافسة الدولية للحصول على المعدات الطبية وإنتاج لقاح، لمواجهة الزيادة الهائلة في عدد الإصابات بالفيروس، "أدت إلى زيادة أسعار المعدات، والتي يحصل عليها من يدفع أكثر". وذلك ما بدا فعلاً على أرض الواقع، فأعلنت دول عديدة تضررت بشدة من الوباء، شراءها معدات ومقتنيات طبية من دول أخرى تسعى للاستفادة اقتصادياً من الأزمة الصحية العالمية، بحسب "لا كروا" الفرنسية.

أما المتضرر الأكبر من جائحة "كورونا" فهو الإتحاد الأوروبي الذي فشل حتى اليوم في خلق جبهة موحدة ومتماسكة لمواجهة أزمة الوباء، الذي يفتك بآلاف داخل القارة العجوز، حسبما قالت صحيفة "إلباييس" الإسبانية.

وقالت الصحيفة إن قادة الاتحاد الأوروبي، "سيحاولون" معالجة الأزمة وتقييم الوضع خلال القمة الافتراضية الثالثة بينهم (عبر الفيديو)، منذ بدء الأزمة، مطلع الأسبوع.

وعن فحوى القمة، أشارت اليومية الإسبانية نقلاً عن مصادر دبلوماسية في الاتحاد، إلى أنها ستنصب حول نقطتين أساسيتين، هما تشكيل لجنة لتجاوز الخلافات الحاصلة بين أعضاء الاتحاد، علاوة على بحث السبل لتحصين اقتصاد الدول الأعضاء والابتعاد عن مخاطر ارتفاع الدين العام.

ويأتي هذا الاجتماع، في وقت تقول فيه إيطاليا وإسبانيا ثم فرنسا، إن إدارة الاتحاد الأوروبي تخلت عنها في وقت تحتاج فيه هذه الدول المتضررة من الوباء إلى خطوط تمويلية لها لتجاوز التبعات الاقتصادية للأزمة.

وكانت ألمانيا وبلجيكا، قد رفضتا طلب إيطاليا وإسبانيا، لتمويل خزينتها بسيولة مالية من إدارة الاتحاد الأوروبي، ما ولد خيبة أمل لدى الساسة الإسبان والإيطاليين.

ورأت "إلباييس" ان القمة الافتراضية التي ستعقد بين قادة الاتحاد، هدفها الأساسي، هو "تذويب" الخلافات الحاصلة بينهم نتيجة فشل تنسيقهم في مواجهة أزمة كورونا.

ويصر رئيس الوزراء الإسباني، بيدرو سانشيز، على تجاوز الخلاف الحاصل للتغلب على الأزمة، حيث قال السبت، إن "أوروبا لا يمكن أن تفشل".

وحذر قائلاً إن الأزمة الحاصلة ستضع نادي الاتحاد الأوروبي على مفترق طرق، موضحاً: "إننا في نقطة تحول واضح، وما لا نعرفه هو في أي اتجاه سنذهب؟"

ورأى خبير العلاقات الدولية ومدير مركز دراسات "بروغل"، جونترام وولف، أن "خطراً كبيراً يهدد تماسك الاتحاد الأوروبي على المدى الطويل"، مشيراً إلى أن "لقاء وزراء اقتصاد منطقة اليورو هذا الأسبوع يحمل شيئاً من الأمل إلى الاتحاد".

ورفضت برلين ولاهاي المبررات والتحذيرات التي أعلنتها الدول الأوروبية الأكثر تضرراً من الوباء، كونها "الأسباب نفسها" التي رفعت في زمن الأزمة المالية لعامي 2008 و2012.

لكن دراسة حديثة، أجراها مجلس العلاقات الخارجية في الاتحاد، ومركز "بروغل" ( مؤسسة فكرية موجودة في بروكسل)، ترى ان الخلافات المتزايدة بين أعضاء الاتحاد الأوروبي، على خلفية أزمة "كورونا" من شأنها ان تقويض فكرة الاتحاد وفائدته على المواطنين الأوروبيين، وسيعزز فكرة "القومية الضيقة"، كما تطالب أحزاب أوروبية متشددة، وكما يرى مؤيدون للبريكست.

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها