الخميس 2020/04/23

آخر تحديث: 13:20 (بيروت)

مخيم سرمدا:مقومات البقاء تزداد سوءاً

الخميس 2020/04/23
مخيم سرمدا:مقومات البقاء تزداد سوءاً
© Getty
increase حجم الخط decrease
داخل خيمتها بمنطقة تقع جنوبي سرمدا، تحتضن أسماء العثمان ولديها حلا ( 7 أعوام) وعلي ( 5 أعوام) المصابين بضمور دماغي، وتصف ل" المدن" الوضع بأنه "سيء جداً على المستوى الإنساني، لأن كل مقومات الحياة غير متوفرة، لاسيما الدواء لولدي المريضين".

تتقاسم  أسماء وزوجها أبو محمد وأولادها الثمانية الخيمة مع 4 عائلات أخرى، بعدما نزحت منذ 3 أشهر من بلدتها الغدقة بريف معرة النعمان. بحرقة تقول: "أعيش مآساة حقيقة لأنني وزوجي غير قادرين على إشباع أطفالنا". يتدخل زوجها أبو أحمد ويقول: "نعيش بمخيم عشوائي، وبالكاد استطعت بناء الخيمة بشوادر لا تقينا من البرد القارص ولا من حر يجعلنا اليوم نكتوي بلهيب الشمس، ولا نتلقى أي مساعدة من أي منظمة أو مجلس محلي، ولا نستطيع تأمين الأدوية والحليب والحفاضات. تراكمت علينا الديون فيما ليس لدينا أي مدخول".

الأرز والبرغل والعدس، هي الأطباق التي يتناولها أطفالي ، تقول أسماء، وتضيف: "وها نحن اليوم على مشارف شهر رمضان الفضيل، ولا نعرف كيف سنتدبر أمرنا".

على تخوم الحدود السورية التركية المقفلة بوجه مآساة شعب، ومن منطقة جنوبي سرمدا السورية وجغرافيتها الجبلية القاسية، يظهر أكثر فأكثر الوجع السوري الذي يعيش راهناً مرحلة وقف إطلاق للنار بين القوات التركية النظامية والمعارضة السورية والنظام السوري في محافظة إدلب.

يزداد الوجع اليوم، مع حلول شهر رمضان المبارك، بحيث تحول ظروف نزوحهم من الالتزام بالصوم، لاسيما لجهة إعداد الحد الأدنى من أطباق الإفطار التقليدية، لقصر ذات اليد، فيما الإصابة بفيروس كورونا لا يشكل هاجساً وفق منطق: "ما نعيشه أبشع من عوارض هذا المرض الذي ولحسن الحظ لم يبلغ المنطقة" ، وفق ما تقول الحاجة فاطمة خالد الحردان  ل"المدن".

وتضيف الحردان التي انتقلت منذ أشهرمع أولادها الستة وعائلاتهم من ريف معرة النعمان إلى المخيم: "يهلّ علينا الشهر الفضيل ونحن في غربة عن بيوتنا وأرزاقنا. ويعز عليّ عدم إعداد إفطاراته لأن وضعنا المادي تحت الصفر وأسعار المواد الغذائية تكوينا. أطعمهم ما حملته من بيتي من مونة برغل وعدس، لأننا لا نتلقى حصصاً غذائية".

وتتابع: طلا أجد الكلمات لشرح مأساتنا، ولا أعرف من أين لنا هذا الصبر لتحمل كل مصائبنا. نعيش تحت شادر بالكاد يرد عنا المطر والشمس الحارقة، ويؤمن الحد الأدنى من الأمان لإحفادي، ولإبني المصاب ويئن تحت وطأة الألم من دون أي مُسّكن".

ووجدت  الحاجة أم محمد نفسها وأولادها الثمانية وكنائنها وأحفادها الستة تسير على طريق النزوح من قريتها، الغطة، في ريف معرة النعمان إلى مخيم سرمدا قبل 5 أشهر. وتقول ل"المدن": "بالكاد أستطيع إطعامهم من ما حملته معي من بيتنا المهدم من مونة، ونعول على ما يوزع علينا يومياً من طعام. ونأمل اليوم، مع حلول شهر رمضان أن يمُّن الله علينا بما يساعدنا على الصيام.".

وفق الناشط أبو محمد الأدلبي، فإنه "بعد إرتفاع وتيرة الحملة العسكرية في شمال سوريا بين كانون الثاني/يناير ومنتصف شباط/فبراير، نزح الاف المدنيين من مدن وقرى ريف حماه الشرقي والجنوبي وريف إدلب وريف حلب، باتجاه الحدود التركية شمالا، هرباً من القصف والقتل الذي يتربص بهم، بحيث بلغ عددهم حتى نهاية شباط حوالي مليون ومئة وثمانية وعشرين ألف نسمة، يتوزعون على 1259 مخيماً ومراكز إيواء نظامية وأخرى عشوائية منتشرة على طول الحدود التركية السورية، بحيث تشهد المخيمات إكتظاظاً سكانياً، ونقصاً حاداً بمقومات الصمود .

ولا يخفي أبو محمد أن "هناك حاجة ماسة وملحة لمساعدة النازحين في المخيمات العشوائية، كتأمين المواد الغذائية، والمياه، والصرف الصحي، والنظافة والتعليم، ورفع عدد المراكز الطبية لتلبية الحالات المرضية وتزويدها بالأدوية والمعدات الطبية الضرورية لاسيما مع إنتشار فيروس كورونا، علماً أنه لليوم لم يسجل اي حالة بين النازحين".

ويؤكد أبو محمد أن المنظمات المحلية والدولية "تقف عاجزة عن تلبية وتغطية إحتياجات النازحين، لأن عددهم كبير جداً". ويختم كلامه بالإشارة إلى وجوب "توفير ما يحتاجونه من حصص غذائية لتأدية فريضة الصيام بشهر رمضان".
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها