صهر الأسد..من قائد ميلشيا الى باحث عن وظيفة

عادة ما يقترن اسمه بالتهديدات بالقتل الجماعي، وبالكاد يُعرف من قبل الأوساط السورية المعارضة والموالية، رغم مصاهرته آل الأسد، وتزعمه لمليشيا "مغاوير البعث" منذ صيف العام 2015.

باستثناء الولاء المطلق لعائلة زوجته، لا انتماء واضحاً لجهاد بركات، ولا معلومات كذلك عن مسيرته العسكرية ولا العلمية ولا الاجتماعية، إلا زواجه من انتصار بديع الأسد، من أبناء عمومة رئيس النظام السوري بشار الأسد، وتحدره من مدينة القرداحة بريف اللاذقية، مسقط رأس آل الأسد.

عاد اسمه إلى التداول بعد دعوته إلى "إبادة" أهالي درعا. وقال في منشور له على "فايسبوك" عاد وحذفه: "استشهاد أي ضابط أو عسكري يجب أن يقابله إرسال كل أهالي الإرهابيين الذين يقاتلون الدولة إلى جهنم، ليكونوا عبرة للآخرين، وأعني الكبير والصغير والمقمط بالسرير؛ درعا طاف الكيل".

على صفحته الشخصية "فايسبوك"، يعرف عن نفسه بأنه ضابط سابق في "الجيش العربي السوري" ومحاضر دولي معتمد، ومحاضر في جامعة البعث، وكل متابعيه على صفحته يخاطبونه: سيادة العميد، دكتور، وأحياناً ب"فهد القرداحة".

ومن المحطات المثيرة في حياة بركات، حصوله على شهادة الدكتوراه "الفخرية"، من جامعة مغمورة عن بحث بعنوان "العلاقات السورية الروسية"، رغم أنه مُدان في العام 2007 بجرم تزوير شهادة جامعية.

وحسب موقع "زمان الوصل" فإن سجله الجنائي، يتضمن جرم سلب في العام 1984، وجرم تهريب ممنوعات في العام 1991، وجرم قتل عمد في العام 1998 (محكوم سجن 10 سنوات أشغال شاقة مع تجريد من حقوقه المدنية)، وجرم تشكيل عصابة أشرار في العام 2003، وآخرها جريمة شهادة جامعية مزورة في العام 2007.

لم يحل سجله الإجرامي دون تسلمه مناصب عسكرية، ففي أيار/مايو 2015، عُين بركات كقائد لكتائب "مغاوير البعث" التابعة ل"قوات النمر"، وذلك مكافأة له على مشاركته في وأد الثورة السورية في حمص، وفي هذا الإطار يُتهم بركات بالمشاركة والتخطيط  للجرائم التي ارتكبتها قوات النظام في المدينة.

وفي العام 2018، وضمن الهيكلة الروسية للمليشيات الرديفة لقوات النظام، أوعزت للعميد سهيل الحسن بحل "مغاوير البعث" التي يبلغ قوامها نحو 6500 مقاتل. وكجائزة ترضية له ولأسرة زوجته (آل الأسد) سلمه الحسن درعاً تذكارياً. فتحول بركات من قائد ميليشيا إلى باحث عن دور.

في أواخر العام الماضي، نجا بركات من محاولة اغتيال بعبوة ناسفة، زرعت إلى جانب منزله في منطقة "مسبق الصنع" في حي برزة بدمشق.

المسحة الإجرامية ليست غريبة عن خطاب بركات، الذي هدد بالقتل وخوّن حتى المترشحين لمجلس الشعب، رغم موالاتهم. ففي واحد من منشوراته على "فايسبوك"، دعا إلى سحب كل المترشحين لمجلس الشعب إلى خدمة الاحتياط لمدة نصف عام، كشرط لقبول طلب الترشح، وتساءل بشكل ساخر عن العدد الذي سيبقي منهم على طلب ترشيحه قائماً.

وفي آخر خطاب له، تفتق ذهن بركات عن دعوة لإبادة أهالي درعا جنوب سوريا، رداً على مقتل ضابطين في ريف درعا الشرقي قبل أيام. ونظراً للضجة التي أحدثها منشوره الذي تلقفته وسائل الإعلام، زعم أنه لم يطالب بقتل أهالي درعا، وإنما بقتل الإرهابيين وأهاليهم.

وفي مطلع العام الجاري، هدد بركات كذلك المتظاهرين من أبناء السويداء احتجاجاً على تردي الوضع المعيشي، بالقتل، متهماً إياهم بالعملاء للولايات المتحدة، وقال: "إن خرج بعض أتباع السفارة الأميركية للتظاهر فلن نلتزم بأي قرار من الدولة بعدم التعرض لهم، وسأكون أول من يطلق الرصاص على أجساد الخونة والعملاء وأقسم على ذلك".

عضو لجنة التفاوض في درعا، المحامي عدنان المسالمة، قال ل"المدن"، إن تهديدات بركات لا تفهم إلا في إطار المزايدات، التي يخرج بها أزلام النظام من حين لآخر، للمزايدة حتى على النظام ذاته.

وحول ردود المحافظة على هذا الخطاب الموصوف بالتحريضي، أضاف "الرد عليه قضائياً يعني تكبير شأن بركات(...) لنا وسائلنا الخاصة للرد عليه وعلى أمثاله، لقمع هذا الخطاب الطائفي المقيت، الذي قد ينتج رداً مشابهاً من الجانب المقابل".

وقال المسالمة: "لن نسمح للمتشنجين والطائفيين أن يجرونا إلى المستنقع ذاته"، مشدداً على رفض درعا لدعوات هدر الدماء. وتابع: "تواصلنا كممثلين عن درعا مع شخصيات من النظام، وجاءنا الرد أن بركات لا يمثل تفكير الدولة"، متسائلاً عن غياب المحاسبة لأصحاب هذا الفكر الطائفي، الذي من شأنه تهديد النسيج الاجتماعي السوري، وفق تعبيره.