في مشفى حلب الحكومي..الطوابق العليا لمصابي كورونا فقط

لم تعد مخاوف أحمد الخمسيني من انتقال عدوى كورونا إليه أو لأحد أفراد أسرته، غير منطقية، كما كان يصنفها قبل مراجعته مشفى حلب الجامعي، لمعالجة مرض التهاب الغدة الدرقية المزمن.

"الأدوار العلوية ممتلئة بإصابات كورونا، والحالات المُثبتة تقارب ال15 حالة"، هكذا أجابه أحد أطباء المشفى، عندما سأله عن وجود إصابات بكورنا في حلب. في طريق عودته إلى المنزل، حاول أحمد تجنب لمس أي شيء، وما إن وصل المنزل حتى نزع ملابسه، وأخذ حماماً دافئاً، لكن مخاوفه ما زالت في ازدياد.

الطبيب نصحه بأخذ أقصى تدابير الوقاية، لأن مرضه (قصور الغدة الدرقية) يضعف مناعة الجسم بشكل عام، وانتقال عدوى كورونا تعني زيادة نسبة الخطر.

وأخبر أحمد "المدن"، أن الطبيب احتاط كثيراً قبل أن يخبره بوجود إصابات كورونا في مشفى حلب الجامعي، موضحاً "على وجل، وبصوت منخفض يكاد لا يسمع، قال بشكل قاطع: الأدوار العلوية ممتلئة". وأضاف "تبدو المدينة مقبلة على كارثة، والأيام القادمة ستكون فاصلة، خصوصاً أن الأوضاع المعيشية صعبة للغاية".

وبسؤاله حول وقوع حالات وفاة بكورونا، قال: "لم يؤكد الطبيب، كما لم ينفِ، واكتفى بالدعاء، بأن يصرف البلاء عن هذا المدينة".

النظام السوري الذي يتعامل مع المعلومات عن أعداد الإصابات بكورونا ومناطق انتشارها، بقدر كبير من التكتم والسرية، كان قد أعلن عن تجهيز 5 مراكز طبية لاستقبال المصابين أو الحالات المشتبه بإصابتها، في مدينة حلب.

وإلى جانب مشفى حلب الجامعي، جهّز النظام السوري مستشفيات "أمراض وجراحة القلب الجامعي"، و"ابن خلدون" و"زاهي أزرق"، ومركز خامس في المدينة الجامعية، بطاقة استيعابية إجمالية تصل لنحو 550 سرير (حجر صحي، وعزل صحي، وعلاج).

الإجراءات التي اتخذها النظام في حلب، وغيرها من المحافظات السورية، من حظر للتجوال ليلاً، ومنع التنقلات بين مراكز المدن والأرياف، تشير إلى أن أعداد الإصابات بكورونا أكبر بكثير من المُعلن عنها، إذ من الواضح أن النظام يُخفي المعطيات الحقيقية لتفشي الوباء.

الإجراءات الجديدة  نصت على تمديد قرار إغلاق المحال التجارية والألبسة والحلاقة والمطاعم وصالات الأفراح والرياضة حتى إشعار آخر.