لا يمكن إدراج الإجراءات الطبية التي تتخذها قوات سوريا الديمقراطية (قسد)، من تجهيز ضخم لأماكن للحجر الصحي، في إطار التدابير الاحترازية لمواجهة انتقال كورونا فحسب، وإنما يمكن تفسيرها على أنها مخاوف حقيقية من تفشي الفيروس، بعد معلومات متواترة عن انتقال العدوى إلى شمال شرق سوريا.
وضمن الإجراءات التي تتخذها "قسد"، افتتحت العشرات من مراكز الحجر في الرقة والحسكة وريف دير الزور الشرقي، وحولت مستوصفاً لتلقيح الأطفال إلى مركز للحجر الصحي في مدينة الدرباسية شمال الحسكة، وكذلك جهّزت أربعة مراكز في مدينة عين العرب (كوباني)، واحد للطوارئ وثلاثة للحجر الصحي، آخرها في كنيسة قرية حلنج، قبل أيام.
وأفادت مصادر "المدن"، أن المركز الأخير في "الكنيسة الكردية"، الذي يحتوي على 50 سريراً، و20 جهاز تنفس اصطناعي، جُهز بمساهمة منظمة "AVC International" السويسرية.
وقال مصدر من عين العرب ل"المدن"، إن المدينة تحتوي على كنيستين واحدة في مركز المدينة، وثانية في قرية حلنج جنوبي كوباني بُنيت قبل أكثر من عام، وتم تجهيزها مؤخراً لتكون مركزاً للحجر الصحي. وبعد أن أكد المصدر خلو عين العرب من وباء كورونا، أشار إلى المخاوف التي تسود الشارع، من انتقال العدوى، ومن التكتم الذي تتعامل به "قسد" مع عدد الإصابات.
الناشط السياسي الكردي محمود نوح، من عين العرب، قال ل"المدن"، إن الأنباء الأولية تشير إلى تسجيل سبع حالات إصابة بكورونا في مناطق سيطرة الإدارة الذاتية، عازياً قرار الأخيرة إغلاق عدد من المستشفيات الخاصة في مناطق سيطرتها إلى رفضها استقبال إصابات كورونا.
وكانت "هيئة الصحة" التابعة ل"الإدارة الذاتية" قد أصدرت قراراً، قبل يومين، يقضي بإغلاق 6 مستشفيات في مدينتي القامشلي والمالكية، بريف الحسكة لأيام عدة، عقاباً على عدم استقبال الكوادر الطبية حالات الإسعاف في جميع الظروف وعدم التزامها بالتعرفة الطبية، من دون أن توضح سبب رفض استقبال المستشفيات حالات الإسعاف.
وأكد الصحافي محمد الحسين، من الحسكة، أن "قسد وضعت عنصراً من قوات النظام في قرية "رد شقرة" شرقي مدينة الحسكة في الحجر الصحي لإصابته بفيروس كورونا مع أفراد من عائلته، بعد فراره من مركز احتجاز مخصص للقادمين من دمشق عبر مطار القامشلي، وكذلك حجرت عدداً من الشباب في مدينة الشدادي بعد الاشتباه بإصابتهم بكورونا".
وقلّل الحسين في حديث ل"المدن"، من جدوى الإجراءات التي تتخذها "قسد" في مناطقها، نظراً لعدم ضبط حركة الأشخاص مع مناطق النظام، ووجود استثناءات على الحركة، إلى جانب التهريب.
وسبق أن أكدت مصادر خاصة ل "المدن" تسجيل خمس حالات إصابة بفيروس كورونا في قرية إم حوش، بريف حلب الشمالي، القرية الخاضعة لسيطرة "قسد"، مبينة أن "المصابين هم عناصر مسرحون من قوات النظام دخلوا إلى القرية عن طريق التهريب وبعد علم السلطات الكردية قامت بإجراء فحوص طبية لهم".
رسمياً تؤكد "قسد" خلو مناطقها من الإصابات بكورونا. لكن في مطلع نيسان/أبريل ناشدت "الإدارة الذاتية"، رئاسة إقليم كردستان العراق من أجل مساعدتها في السيطرة على وباء كورونا، وقالت في بيان: "الإدارة الذاتية تناشد كردستان العراق والمنظمات الإنسانية للقيام بواجبهم الإنساني والأخلاقي تجاه الكارثة".
التعليقات
التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها