الإثنين 2020/04/13

آخر تحديث: 13:35 (بيروت)

التعزيزات التركية في سوريا:تحييد المعارضة أم ردع النظام!

الإثنين 2020/04/13
التعزيزات التركية في سوريا:تحييد المعارضة أم ردع النظام!
© Getty
increase حجم الخط decrease
يفتح استمرار وصول الأرتال العسكرية التركية تباعاً إلى إدلب، المجال واسعاً أمام قراءات عديدة، حول طبيعة المرحلة المقبلة، ودور الفصائل العسكرية مما يجري.

وبدت تركيا وكأنها أقرب إلى الاعتماد الكلي على جيشها فقط لتأمين الطريق الدولي "إم4"، بعيداً عن الفصائل المتحالفة معها (الجبهة الوطنية للتحرير)، والفصائل الأخرى (هيئة تحرير الشام، والفصائل السلفية الأخرى).

وليس مستبعداً، أن تتجه تركيا إلى تحييد دور الفصائل العسكرية، على خلفية تعثر تسيير الدوريات التركية-الروسية المشتركة على الطريق الدولي، بسبب اعتراضها من قبل متظاهرين، يُعتقد أن لهم ارتباطاً بالفصائل كافة.

مصادر مطلعة أشارت في حديثها ل"المدن"، إلى تململ تركي واضح من سلوك الفصائل، وتحديداً الجبهة الوطنية للتحرير، مؤكدة أن "الاستياء التركي وصل ذروته من الوطنية للتحرير، بعد فشلها في تحشيد عدد كاف من العناصر لاستعادة سراقب، قبيل لقاء بوتين- أردوغان، في موسكو، الذي أفضى لاتفاق وقف إطلاق النار في 5 آذار/مارس الماضي".

ووفقاً للمصادر، فإن رفض "الوطنية للتحرير" التدخل في فض الاعتصامات على الطريق الدولي "إم4"، لمنع تسيير الدوريات المشتركة عليه، نبّه تركيا إلى ضرورة تحجيم دور الفصائل في المناطق القريبة من الطريق، وصولاً إلى أن يكون القرار العسكري بيدها فقط، وكذلك في الجانب المقابل، بيد الروس، منعاً للاستفزازات من الجانبين.

وهذا ما يفسر من وجهة نظر المصادر ذاتها، الأسباب التي تدفع بتركيا إلى إرسال المزيد من قواتها إلى إدلب، لسد الفراغ الذي سينجم عن سحب الفصائل لعناصرها من النقاط المحيطة بالطريق الدولي.

مقابل ذلك، يرى مراقبون أن كثرة التعزيزات العسكرية التركية التي تدخل إدلب، تعكس خشية أنقرة من احتمال قيام النظام السوري باستكمال عملياته العسكرية، مدعوماً بمليشيات تابعة لإيران.

ويرى المحلل السياسي والباحث محمد سالم أن التعزيزات العسكرية تأتي رداً على التحركات التي تقوم بها قوات النظام والمليشيات من جانب النظام السوري. وأوضح في حديث ل"المدن"، أن "قواعد الاشتباك الجديدة الرادعة لتصعيد النظام السوري لا تزال مستمرة من الجانب التركي".

من جهته، أشار عضو الهيئة السياسية في الائتلاف المعارض، عبد المجيد بركات، في حديث ل"المدن"، إلى ما يبدو امتعاضاً إيرانياً من اتفاق وقف إطلاق النار، وقال: "لا نستطيع القول إن الموقف الروسي متطابق مع موقف النظام وإيران".

ونقلاً عن مصادر من داخل النظام السوري، أكد بركات وجود خلافات في الرؤى بين الموقف الروسي الرافض لاستكمال العمل العسكري في إدلب، وبين موقف النظام الذي تم تحريضه من أطراف إقليمية لاستكمال العملية العسكرية في إدلب، وذلك في إشارة إلى التسريبات التي تتحدث عن تمويل إماراتي لعمليات النظام العسكرية في إدلب.

وقال بركات: "من الواضح أن التفاهم التركي-الروسي على وقف إطلاق النار كان تفاهماً هشاً منذ البداية، حيث تستطيع روسيا خرق الاتفاق بذريعة وجود فصائل مصنفة على أنها إرهابية، وكذلك تستطيع تركيا فعل الشيء ذاته، نظراً للخروق المستمرة من جانب قوات النظام والمليشيات الإيرانية".

وأضاف أن تفاهم موسكو لا يرقى إلى أن يكون اتفاقاً صلباً، ما يعني أن خرقه سهل من كل الأطراف، سواء من الفاعلين الأساسيين (تركيا، وروسيا)، أو من إيران والوكلاء على الأرض.

وحسب تقديرات عسكرية، فإن مجموع المقاتلين الأتراك في إدلب تجاوز حاجز ال20 ألفاً، فضلاً عن نشر تركيا منظومات دفاعية جوية وراجمات صواريخ وأسلحة أخرى.
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها