ترامب: أميركا ستمر بأسبوعين مؤلمين جدا

وقال خلال مؤتمره الصحافي اليومي في البيت الأبيض حول تطوّرات مكافحة وباء "كوفيد-19"، إنه "على الشعب الأميركي أن يستعد للأيام السوداء خلال الأسبوعين المقبلين، أريد أن يكون كل أميركي مستعدّاً للأيام الصعبة المقبلة"، مضيفاً أن "التوقعات الآن للوفيات حوالي 120 ألف شخص".

وأوضح أن ما قامت به الإدارة الأميركية هو ما خفض الأرقام المتوقعة للوفيات، مؤكداً أن "الولايات المتحدة تعيش أسوأ أحوالها بسبب كورونا". وقال ترامب: "كنا نتوقع أن الأمر سيتوقف في الصين لكن هذا لم يحدث، ولا نلوم أحداً".

وطالب الرئيس الأميركي المواطنين والشركات بالتضحية من أجل الولايات المتحدة، موضحاً أن "حكام الولايات يتخذون القرارات وفقاً لظروف كل ولاية"، مشيداً بما قامت به نيويورك في مواجهة الفيروس.

وأعلن ترامب أنه يتم إجراء اختبارات على عقاقير، لكنه أكد أن الوقت ما زال مبكراً لنحدد نجاحها من عدمه، لافتاً إلى أن "عقار كلوروكوين قد ينجح في الاختبارات لعلاج كورونا".

وأوضح ترامب أنه "لم يكن هناك أي خيار سوى إغلاق البلاد لحماية المواطنين، والإدارة ستمدد هذه الإجراءات حتى أواخر نيسان/أبريل"، لافتاً إلى أنه "كان من المتوقع وفاة نحو مليوني شخص لو لم نتخذ الإجراءات الاستثنائية".

من جهته، قال نائب الرئيس الأميركي مايك بنس، إنه يجب على كل أميركي الإلتزام بالإجراءات خلال الايام ال30 القادمة"، مضيفاً "شددنا على حكام الولايات باللجوء للحرس الوطني إن دعت الحاجة لنقل مستلزمات طبية".

في غضون ذلك سارعت الحكومة الأميركية لبناء مئات المستشفيات المؤقتة بالقرب من المدن الكبرى بعد أن تعرضت منظومة الرعاية الصحية لضغوط تفوق طاقتها بسبب الوباء.

وعلى الرغم من مكوث ملايين الأميركيين في منازلهم بموجب أوامر صارمة "بالبقاء في المنزل" فإن عدد الوفيات ‬‬ارتفع.

وتوفّي 865 شخصاً من جرّاء الفيروس في الولايات المتّحدة خلال الساعات الأربع والعشرين الفائتة، في أعلى حصيلة يومية تسجّل في هذا البلد، بحسب ما أعلنت جامعة جونز هوبكنز مساء الثلاثاء.

وقالت الجامعة التي تُعتبر مرجعاً في تتبّع الإصابات والوفيات الناجمة عن كورونا إنّ العدد الإجمالي للمصابين بالوباء الذين توفّوا في الولايات المتّحدة بلغ لغاية اليوم الأربعة آلاف شخصا، في حين وصل إجمالي عدد الإصابات في البلاد إلى 188 ألفاً و172 إصابة، بعدما تأكّدت في الساعات الأربع والعشرين الماضية إصابة 24 ألفاً و743 شخصاً إضافياً بالفيروس.

وقال خبراء طبيون في البيت الأبيض إن "ما بين 100 ألف و200 ألف شخص قد يلقون حتفهم في نهاية الأمر جراء المرض في الولايات المتحدة على الرغم من الأوامر غير المسبوقة من حكومات الولايات للأميركيين بضرورة عدم الخروج من منازلهم".

وقال قائد سلاح المهندسين بالجيش الأميركي تود سيمونايت إن "سلاح المهندسين يبحث عن فنادق ومهاجع ومراكز مؤتمرات ومساحات مفتوحة كبيرة لبناء ما يصل إلى 341 مستشفى مؤقتاً".

وكان سلاح المهندسين قد حول مركز مؤتمرات في نيويورك إلى مستشفى يتسع لألف سرير في غضون أسبوع.

في السياق، قال وزير البحرية الأميركية بالوكالة توماس مودلي إن البنتاغون يعمل على إجلاء طاقم حاملة الطائرات "ثيودور روزفلت"، ونقل أفرادها إلى جزيرة غوام، بعد تفشي فيروس كورونا في الحاملة.

وأوضح مودلي في مقابلة تلفزيونية أن "إجلاء الطاقم المكون من أكثر من أربعة آلاف شخص يواجه مشكلات بسبب عدم وجود أماكن كافية لإيواء أفراده في جزيرة غوام بالمحيط الهادئ".

جاءت تصريحات المسؤول الأميركي بعدما كشف تقرير إخباري عن رسالة وجهها قبطان الحاملة روزفلت إلى قيادة البنتاغون، يناشد فيها السماح بإجلاء طاقمه وعزله، بعد إصابة نحو مئة من أفراده بالفيروس.

وحذّر رئيس شركة "هولاند أميركا" المشغلة لسفينتين سياحيتين تقلّان أربع وفيات وعشرات المرضى الذين يعانون من عوارض كورونا، من إمكانية إرتفاع الحصيلة في حال لم يُسمح للسفينتين بالرسو في فلوريدا.

وكتب أورلاندو آشفورد في رسالة صغيرة مفتوحة نُشرت في صحيفة "صان سينتينيل" المحلية: "تُوفي أربعة ركاب وأخشى أن يكون مزيد من الأرواح في خطر"، في وقت لم يُبد حاكم ولاية فلوريدا استعداده لاستقبال السفينتين.