الثلاثاء 2020/03/31

آخر تحديث: 19:30 (بيروت)

رحيل "المعارض"ورفيق درب حافظ الأسد..عبد الحليم خدام

الثلاثاء 2020/03/31
رحيل "المعارض"ورفيق درب حافظ الأسد..عبد الحليم خدام
© Getty
increase حجم الخط decrease
بوفاته يدفن نائب الرئيس السوري السابق عبد الحليم خدام العديد من أسرار الدولة البوليسية في سوريا، التي كان ركناً أساسياً في سياستها الداخلية والخارجية. كما كان عاملاً أساسياً على ملفات المشرق العربي وعلى رأسها الملف اللبناني.

ونقلت وكالة "رويترز" عن مصدر سوري يعيش في المنفى أن خدام توفي الثلاثاء في فرنسا عن عمر يناهز 88 عاماً. وأضاف صلاح عياش المقرب من خدام أن الأخير توفي الساعة الخامسة صباحاً عقب إصابته بأزمة قلبية في باريس.

وعمل خدام مدة 30 سنة في الدولة السورية في عهد الرئيس الراحل حافظ الأسد وابنه بشار الذي أصبح رئيسا عام 2000. وهرب من سوريا عام 2005 إلى فرنسا ليصبح معارضاً للنظام.

وتولى خدام أول مناصبه محافظاً لمحافظة حماة، وبعد حرب 1967 عين محافظاً لمحافظة دمشق ثم وزيراً للاقتصاد والتجارة الخارجية عام 1969، ثم تولى منصب وزير الخارجية عام 1970، ثم نائباً لرئيس الجمهورية عام 1984.

وتسلم خدام مهام رئيس الجمهورية حسب الدستور السوري في مرحلة انتقالية بعد وفاة حافظ الأسد في 10 يونيو/ حزيران 2000، وأقر تعديل المادة 83 من الدستور لتلائم ترشيح بشار الأسد نجل الرئيس لمنصب الرئاسة.

لعب خدام دوراً مهماً في السياسية الخارجية لسوريا إلى جانب الأسد الأب ما دعا الأخير إلى تعيينه ضمن أحد نوابه الثلاثة، وكان يعرف حينها بأنه رفيق درب الأسد.

وكان لخدام دور مهم في تعزيز التحالف الإيراني السوري، وأدار تحركات سوريا في لبنان منذ 1976، حيث كان يلقبه البعض باسم "المفوض السامي"، قبل أن يبدأ بنقد السياسة الخارجية السورية بعد اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الراحل رفيق الحريري في شباط/فبراير 2005.

وساعد أبناء الحريري خدام بالانتقال إلى منفاه الاختياري في باريس، إثر اتهامات وجهت حينها للنظام السوري وحزب الله بتدبير عملية اغتيال الحريري الأب. وبعد فراره من سوريا، صرح خدام أكثر من مرة بأنه على قناعة تامة بأن بشار الاسد هو من أعطى الأوامر للمخابرات السورية باغتيال الحريري.

وبعد مغادرته سوريا، اتهمته السلطات السورية بالتورط في قضايا فساد، ولذلك صدرت أحكام قضائية عديدة ضده منها السجن وتجميد أمواله وأموال عائلته. وصدر بحقه عام 2008 13 حكماً غيابياً بالسجن لمدد مختلفة أشدها الأشغال الشاقة المؤبدة، بتهم مختلفة أبرزها "الافتراء الجنائي على القيادة السورية والإدلاء بشهادة كاذبة أمام لجنة التحقيق الدولية بشأن مقتل الحريري، وكتابات وخطب لم تجزها الحكومة السورية".

كان لخدّام دور كبير في إخماد الحرب الأهلية اللبنانية، وأيضاً الاغتيالات في لبنان التي حصلت في الفترة من 1975 إلى 1990. ولعب دوراً مهماً في التحضير للاتفاق الثلاثي سنة 1985 واتفاق الطائف سنة 1989.

عام 2006 أسّس خدام في فرنسا "جبهة الخلاص الوطني" التي قال إنها ستعمل من أجل إسقاط النظام السوري. وضمّت الجبهة معارضين سوريين أبرزهم جماعة الإخوان المسلمين التي أعلنت انسحابها منها في وقت لاحق عام 2008.
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها