الأحد 2020/03/01

آخر تحديث: 20:30 (بيروت)

إدلب:النظام عاجز..والمليشيات الايرانية تحشد

الأحد 2020/03/01
إدلب:النظام عاجز..والمليشيات الايرانية تحشد
© Getty
increase حجم الخط decrease
تشهد جبهات إدلب تطورات ميدانية متسارعة وتغير مستمر في خريطة السيطرة بين المعارضة السورية من جهة، وقوات النظام والمليشيات الموالية لها من جهة ثانية، والتي بدت منهارة في محاور العمليات جنوبي إدلب، وعاجزة عن استعادة المبادرة في الجبهات الشرقية بسبب الخسائر الكبيرة في المعارك والقصف الجوي والبري الذي استهدف مواقعها القريبة من خطوط التماس وفي مناطق العمق.
الجبهات الجنوبية
وتابعت فصائل المعارضة هجومها البري الأعنف في جبهات جنوبي إدلب مستهدفة مواقع قوات النظام والمليشيات في محوري سهل الغاب والأطراف الجنوبية لمنطقة جبل الزاوية، وتمكنت من استعادة السيطرة على أكثر من 10 قرى وبلدات، أهمها الفطيرة والقاهرة والدار الكبيرة، وتستمر الفصائل في عملياتها الهجومية وتمهد لتقدمها بقصف مواقع قوات النظام والمليشيات في محوري التقدم.

الطائرات التركية المسيرة ركزت في غاراتها الجوية على استهداف خطوط إمداد قوات النظام ومقراتها وقواعد مدفعيتها الثقيلة القريبة من خطوط التماس، واستهدفت الطائرات بشكل أكبر أرتال الدعم والإسناد المتنقلة بين المحاور وقيدت حركتها بشكل شبه كامل بعد أن أعطبت ودمرت عدد كبير من الآليات العسكرية، وتشترك النيران التركية البرية في التمهيد الناري، وتقصف بشكل مركز دفاعات قوات النظام وتجمعاتها في أطراف البلدات المستهدفة بالهجوم البري.

خسائر قوات النظام والمليشيات الموالية كانت الأعلى، الأحد، حيث تمكنت المعارضة من تدمير أكثر من 20 آلية عسكرية خلال عمليات التقدم، بينها مدرعات ودبابات، واغتنمت مستودع ذخيرة ومدافع هاون ودبابة t72 وصواريخ مضادة للدروع في بلدة القاهرة، واغتنمت ثلاثة دبابات أخرى في محاور سهل الغاب وجبل الزاوية.

المنسق الإعلامي في "الجيش الوطني" يحيى مايو أكد ل"المدن"، أن دفاعات قوات النظام والمليشيات الموالية في انهيار مستمر مع بداية العمليات العسكرية الأكثر جدية في إطار عملية "درع الربيع" التي أطلقها الجيش التركي وفصائل المعارضة مؤخراً. وأوضح أن فصائل المعارضة اغتنمت ودمرت الجزب الأكبر من عتاد القوة الهجومية لقوات النظام في جبهات جنوبي إدلب، ملاحقة فلول قوات النظام جواً وبراً متواصلة.
الجبهات الشرقية
فشلت قوات النظام والمليشيات الموالية مجدداً في استعادة مدينة سراقب وضواحيها القريبة في ريف ادلب الشرقي، وبرغم تكرار محاولاتها، الأحد، وبدعم ناري جوي وبري كثيف إلا أنها لم تنجح في تخطي الطريق الدولي السريع "إم5" والوصول إلى أحياء المدينة الغربية، وتعرضت مواقعها ومجموعاتها المنتشرة في حي الصناعة لقصف صاروخي ومدفعي عنيف شنته الفصائل المعارضة والجيش التركي وتسبب في مقتل وجرح عدد كبير من عناصرها.

وتمكنت قوات النظام والمليشيات من التقدم جزئياً في بعض المحاور في ريف المدينة الجنوبي وما تزال المعارك مستمرة بين الطرفين، وتحاول قوات النظام الاستفادة من التعزيزات العسكرية التي تتوافد بكثافة إلى جبهات القتال شرقي إدلب لاستعادة مواقعها والانتقال من الحالة الدفاعية إلى الهجوم بعد أن أنهكت بسبب القصف والمواجهات المباشرة. 
لواء الباقر في سوريا
ودفعت قوات النظام بالمزيد من المجموعات النوعية من المليشيات الإيرانية في جبهات شرقي إدلب لتحقيق توازن في المعارك القريبة، أبرز المليشيات المشتركة في العمليات الهجومية، "حزب الله اللبناني" و "لواء الباقر" و "لواء زينبيون" و "لواء فاطميون" و"فيلق المدافعين عن حلب" و "فوج ذو الفقار" و "قوات الرضا" وغيرها.
حزب الله والمليشيات الإيرانية
وبدت الميليشيات الإيرانية مؤخراً أكثر انخراطاً في المعارك إلى جانب قوات النظام في منطقة العمليات شرقي إدلب وهي من تقود العمليات فعلياً وتنتشر في أكثر من 80 في المئة من خطوط التماس على الأطراف الغربية للطريق الدولي السريع "إم5". وبدا اندفاع المليشيات الإيرانية تحدياً عملياً للجيش التركي والمعارضة وخطوة متقدمة للانتقام لقتلاها الذين سقطوا بالعشرات خلال اليومين الماضيين.

وكانت المليشيات الإيرانية قد منيت بخسائر كبيرة في صفوفها بسبب الضربات الجوية التركية التي استهدفت مواقعها القريبة من خطوط القتال شرقي ادلب ومواقعها البعيدة في محيط حلب وريفها الجنوبي والشمالي، وزاد عن 40 عدد عناصرها الذين قتلوا في المواجهات المباشرة والقصف، وتوزعوا على عدة تشكيلات، أبرزها، فاطميون زينبيون والباقر وحزب الله اللبناني والمدافعين عن حلب، وخسرت بلدتا نبل والزهراء لوحدهما أكثر من 10 عناصر قتلوا في محور الطلحية إلى جانب قتلى حزب الله.

 دخول المليشيات الإيرانية بشكل أكبر في معارك ادلب، وبالأخص المجموعات التي يقودها "حزب الله اللبناني"، يبدو تحركاً موازياً للتهديدات التي أطلقها أنصار الحزب، والتي تدعو للانتقام بسبب الخسائر الأخيرة.
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها