الأحد 2020/02/23

آخر تحديث: 12:28 (بيروت)

عناصر المصالحات إلى إدلب..مع قرب معركة "إم4"

الأحد 2020/02/23
عناصر المصالحات إلى إدلب..مع قرب معركة "إم4"
increase حجم الخط decrease
استقدمت قوات النظام السوري والمليشيات الموالية لها تعزيزات عسكرية كبيرة إلى جبهات جنوبي إدلب استعداداً لإطلاق عملية عسكرية جديدة في المنطقة فيما تواصل القصف الجوي والبري لمواقع المعارضة والبلدات المدنية في جبل الزاوية وجنوبي الطريق الدولي "إم4"، في حين دفعت المعارضة بمزيد من العتاد والأعداد إلى المنطقة الجنوبية، وتعد بأداء دفاعي أفضل مستفيدة من تضاريس المنطقة.
استطلاع بالنار
وتصدت الفصائل المعارضة صباح الأحد، لعملية تسلل نفذتها قوات النظام والمليشيات من "الفرقة الرابعة" و"الفيلق الخامس" في محور الشيخ دامس جنوبي إدلب، وشهدت المنطقة اشتباكات عنيفة وقصف متبادل بين الطرفين بالأسلحة الثقيلة، وتمكنت المعارضة من قتل عدد من عناصر القوات المهاجمة، وشهد محور عابدين عملية تسلل مشابهة تمكنت المعارضة من قنص عنصرين من عناصر المجموعة المتسللة.
عناصر من الجبهة الوطنية في إدلب
وتزامن هجوم قوات النظام والمليشيات في الشيخ دامس مع قصف مدفعي وصاروخي عنيف استهدف مواقع المعارضة والبلدات القريبة من خط التماس، وقصفت الطائرات الحربية منذ منتصف ليل السبت/الأحد بلدات المنطقة بأكثر من 50 غارة جوية.

وجرت العادة أن تنفذ قوات النظام والمليشيات عمليات استطلاع ناري وبري قبل البدء بعملياتها العسكرية، ويمكنها ذلك من كشف الثغرات والمحاور غير المحصنة من قبل المعارضة ليتم اختيارها كمحاور للهجوم المفترض، وتشمل عمليات الاستطلاع، الرصد الجوي عبر طائرات الاستطلاع الروسية، وعمليات التسلل والهجمات البرية المحدودة، ويتم خلال هذه المرحلة أيضاً تكثيف القصف الجوي بشكل أكبر لضرب دفاعات المعارضة وانهاكها ومنع وصول تعزيزاتها العسكرية وحرمانها من إمكانية الحركة والاتصال.
عناصر المصالحات
ووصلت تعزيزات كبيرة إلى جبهات جنوبي إدلب قادمة من الغوطة ودرعا جنوبي سوريا وحمص الشمالي، وفي غالبيتها من فصائل "المصالحات" وتضم التعزيزات مدرعات وراجمات صواريخ، وتركز انتشارها في حيش وكفر رومة وكدور وكفر بطيخ التي تسيطر عليها قوات النظام وتقع على مقربة من خط التماس مع مناطق المعارضة جنوبي إدلب ومنطقة جبل الزاوية.

وتشارك فصائل "المصالحات" في المعارك ضد المعارضة شمال غربي سوريا منذ انطلاق عمليات النظام في أيار/مايو 2019، وقتل عدد كبير منهم في معارك حماة الشمالي وخان شيخون ومعرة النعمان، ومؤخراً في جبهات ريفي حلب الجنوبي والغربي، والتي قتل فيها قائد مليشيا "زاكية والبكارة" التابعة ل"الفرقة الرابعة"،عاصم الفهاد. وينحدر الفهاد وعناصر المليشيات التي يقودها من دمشق وريفها، وسبق أن أسس المليشيات في بلدة زاكية بريف دمشق في اتفاق تسوية مع النظام بداية العام 2017، وكانت حينها مؤلفة من 150 عنصراً، وزاد عدد عناصرها خلال السنوات الماضية بدعم من قائد قوات الغيث في "الفرقة الرابعة"، غياث دلة.
الجبهة الوطنية إدلب
مصادر عسكرية في "الجبهة الوطنية للتحرير" أكدت ل"المدن"، أن العدد الأكبر من عناصر "المصالحات" المشاركين في المعارك إلى جانب قوات النظام في إدلب يتبعون لتشكيلات رئيسية، "الفيلق الخامس" و"الفرقة الرابعة" و"الفيلق الثالث"، وتزج بهم قوات النظام في مقدمة الهجمات البرية في محاور القتال. وأضافت أن ثلاثة من العناصر تمكنوا بداية شباط/فبراير من الانشقاق والهرب باتجاه مواقع المعارضة في ريف حلب، في حين قتل عدد منهم بنيران قوات النظام بسبب رفضهم تنفيذ الأوامر العسكرية.

وبدت قوات النظام والمليشيات مؤخراً بحاجة لمزيد من العناصر بعد أن توسعت خطوط المواجهة من حلب شمالاً وحتى ريف إدلب الجنوبي التي تنوي إشغاله، واستبقت قوات النظام إرسال عناصر "المصالحات" بعمليات أمنية واسعة في مناطق التسوية في الغوطة الشرقية ودرعا وريف حمص الشمالي، واعتقلت المئات منهم في مراكز التجميع قرب دمشق.
إدلب الجنوبي في خطر
أرسلت الفصائل المعارضة والإسلامية تعزيزات عسكرية إلى جبهات ريف ادلب الجنوبي ومنطقة جبل الزاوية. وتقول المعارضة إنها على استعداد للمواجهة المفترضة مع قوات النظام، وتتوقع أن تبدي مقاومة أكبر في المنطقة وبالأخص في جبل الزاوية التي تعتبر منطقة وعرة توفر للمدافعين عنها الحماية والتخفي.

لا تخفي المعارضة خشيتها من تكرار سيناريو الطريق "إم5"، وتسعى جاهدة لاستعادة المبادرة في الميدان، في حين يتواصل دخول الأرتال العسكرية التركية إلى إدلب لتتمركز على أطراف ال"إم4"، بينما ما تزال المنطقة الجنوبية المهددة باجتياح قوات النظام بحاجة لمزيد من الانتشار التركي الذي بدا أكثر كثافة في الشمال، بريفي حلب وإدلب الشمالي.

وأقام الجيش التركي مؤخراً نقطتي تمركز في منطقة جبل الزاوية، أما المناطق القريبة من خطوط التماس فهي من دون أي نقاط باستثناء واحدة في شير مغار في سهل الغاب في ريف حماة الشمالي الغربي.
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها