الجمعة 2020/02/21

آخر تحديث: 11:04 (بيروت)

قصف هستيري انتقاماً من هجوم النيرب..النظام يستعد لل"إم4"

الجمعة 2020/02/21
قصف هستيري انتقاماً من هجوم النيرب..النظام يستعد لل"إم4"
الفصائل انسحبت من النيرب بسبب كثافة النيران الروسية
increase حجم الخط decrease
قصفت الطائرات الحربية الروسية وطائرات النظام صباح الجمعة، مناطق ريف إدلب الشرقي وجبل الزاوية جنوباً، وتزامن القصف الذي بدا انتقامياً مع تحركات عسكرية لقوات النظام والمليشيات الموالية لها في كامل خط التماس شرقي وجنوبي ادلب، في حين أبدت فصائل المعارضة السورية استعدادها للتصدي لأي هجوم مضاد يستهدف مواقعها، وألمحت إلى إمكانية تكرار هجماتها البرية.
قصف انتقامي
عاودت طائرات النظام وروسيا تكثيف غاراتها الجوية على ريف إدلب منذ بداية العملية التي أطلقتها المعارضة، الخميس، في محور النيرب غربي سراقب. ولم تتوقف الغارات طيلة ساعات ليل الخميس/الجمعة، وزاد عددها عن 300 مستهدفة بشكل مركز بلدتي قميناس وسرمين واللتان انطلق منهما هجوم المعارضة، وتوزعت باقي الغارات على أريحا والبارة ومعرة حرمة وأكثر من 20 قرية وبلدة في جبل الزاوية ومناطق جنوب وشرق إدلب.

المنسق الإعلامي في "الجيش الوطني" يحيى مايو قال ل"المدن"، إن قوات النظام والمليشيات الموالية كثفت أيضاَ من قصفها البري مستهدفة البلدات ومواقع الفصائل المتقدمة. وأضاف أن القصف الجوي والبري بدا خلال الساعات ال18 الماضية، انتقامياً، وذلك بسبب الخسائر الكبيرة التي منيت بها قوات النظام والمليشيات خلال هجوم الفصائل على بلدة النيرب.

وبحسب مايو، قتل في المعارك عدد من عناصر القوات الروسية، بينهم ضابط، بالإضافة إلى مقتل وجرح أكثر من 50 عنصراً من قوات النظام والمليشيات، وبين القتلى عدد من الضباط والقادة الميدانيين. ولفت إلى أن الخسائر الأكبر وقعت في صفوف "الفرقة 25 مهام خاصة" التي يقودها العقيد في "جيش النظام" سهيل الحسن. ومن ناحية الخسائر في العتاد الحربي، أكد مايو أن ما دمرته الفصائل خلال هجومها يزيد عن 20 آلية عسكرية، بينها مدرعات ودبابات وناقلات جنود ومركبات عسكرية رباعية الدفع وقواعد صواريخ.
عملية فاشلة؟
وانسحبت المعارضة، ليل الخميس/الجمعة، من المواقع التي سيطرت عليها في بلدة النيرب ومحيطها بعد ساعات من تقدمها البري، وبدت المعارضة غير قادرة على الثبات والاحتفاظ بمكاسبها الميدانية بسبب النيران الجوية والبرية التي تعرض لها مقاتلوها، وكان هذا التبرير هو الأكثر تداولاً بين المعارضة مؤخراً.

وبانسحابها هذا تكون المعارضة قد فشلت للمرة الثالثة خلال شباط/فبراير في استعادة المبادرة في الميدان، ولم تنجح مجدداً في تثبيت سيطرتها برغم التعزيزات الكبيرة التي دفعت بها، واشتراك المدرعات التركية في الهجوم، بالإضافة إلى الدعم الناري البري الذي قدمه الجيش التركي، والذي استهدف مواقع قوات النظام والمليشيات في داديخ وزكار وكدور وكفر بطيخ وأفس ومحيط سراقب.

وكانت المعارضة قد شنت هجوماً برياً في ذات المحور، بداية شهر شباط بهدف فك حصار سراقب، ولم تنجح حينها برغم سيطرتها المؤقتة على مواقع عديدة، وفشلت أيضاَ في هجوم مشابه في محور ميزناز في ريف حلب الغربي منتصف شباط/فبراير.

ويرجع السبب في فشل هجمات المعارضة إلى اختيارها محاور قتال صعبة، حيث تعتبر بلدة النيرب أولى البلدات الواقعة على الطريق الدولي حلب-اللاذقية (إم4) من الجهة الشرقية، بالإضافة إلى كونها بوابة الدفاع عن منطقة سراقب من الجهة الغربية لذلك أولتها قوات النظام اهتماماً كبيراً من ناحية التحصين وإنشاء خطوط دفاعية تحوي مرابض مدفعية وصواريخ ومضادات دروع تحسباً لأي هجوم مضاد يستهدفها، وفي الوقت نفسه تعتبر مركزاً لانطلاق عمليات هجومية قد تفكر قوات النظام في إطلاقها بهدف السيطرة على الطريق "إم4" والوصول إلى أريحا غرباً كمرحلة أولى من العملية المفترضة.

وأوضحت مصادر عسكرية في "الجبهة الوطنية للتحرير" ل"المدن"، أن العملية البرية التي أطلقتها الفصائل كانت ناجحة، وتمكنت خلالها من استنزاف قوات النظام وضرب دفاعاتها المتقدمة. العملية لم تكن واسعة أصلاً، وتقصدت الفصائل أن تكون محدودة لتحقق من خلاله أهدافاً عديدة، من بينها، إشغال قوات النظام واستنزافها، وبالتالي منعها من بدء عمل عسكري قبل نهاية شباط، وتهدف أيضاَ إلى استطلاع دفاعات وقدرات قوات النظام في خطوطها الدفاعية الجديدة.
القصف تمهيداً للمعركة؟
تبدو حملة القصف الجوية والبرية التي تتعرض لها مناطق المعارضة شرق وجنوبي إدلب مقدمة لعملية عسكرية قد تطلقها قوات النظام والمليشيات رداً على هجوم المعارضة والجيش التركي. ومن خلال خريطة توزع القصف يبدو أن مناطق جنوبي الطريق" إم 4" هي المستهدفة في الهجوم المفترض. وتعتبر منطقة جبل الزاوية مركز هدف قوات النظام ولديها  خيارات عديدة للوصول إليها، وذلك عبر إطلاق أكثر من محور تقدم، ومن ثلاث جهات، الجنوب والشرق والجنوب الغربي انطلاقاً من سهل الغاب.

تحركات قوات النظام والمليشيات من "الفرقة 25 مهام خاصة" و "الفيلق الخامس" و"الفرقة الرابعة" توحي بذلك أيضاَ، حيث شهدت جبهات القتال وصول المزيد من الأعداد والعتاد الحربي خلال ساعات الليل قادمة من منطقة معرة النعمان شرقي ادلب، ومن مناطق طوق حلب وجانبي الطريق "إم5" الذي تمت السيطرة عليه بالكامل.
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها